خصائص المدن الذكية

تقوم التقنيات الحديثة والأجهزة الذكية باختلافها من أجهزة الكمبيوتر وهواتفنا الذكية بتولي مهام تنظيم حياتنا اليومية، وكما تتحكم التقنيات الألفية الثالثة بالمساكن البشرية، التي تتحول تدريجياً إلى مراكز عمليات تحميها إجراءات الحماية بمختلف أنواعها، حيث يمكن من خلالها القيام بأنشطة مختلفة، فالإنسان هنا في هذه المدن الذكية ليس مضطراً للخروج إلى الشارع، كل هذا ضمن ضمن نمط عيش داخل ما أصبح يسمّى بالمدن الذكية.

ما هي المدن الذكية؟

المدينة الذكية هي عبارة عن تجمع عمراني يضم ثلاثة عناصر أساسية تكونها: العناصر التقنية والعناصر الاجتماعية والأساس البيئي، فهي بذلك ستحقق ثلاث مدن مختلفة في المدينة الذكية الواحدة وهي: المدينة الافتراضية أو المعلوماتية، المدينة المعرفية، المدينة بيئية معاً، فهي المكان الذي يلتقي فيه العالم الافتراضي بالعالم الواقعي.

المدن الذكية من الناحية التقنية:

هي مدينة رقمية افتراضية، تتميز بإمكانيات مختلفة تشمل بتقنيات المعلومات والاتصالات والشبكات بأنواعها من شبكات (Wi-Fi) والواقع الافتراضي وشبكات أجهزة الاستشعار، حيث تتمثل في جوانب أساسية من البيئة العمرانية، فهي بذلك تشكل تمثيل رقمي متعدد الطبقات للمدينة المستقبلية الواقعية بوصفها نظاماً لتشغيل المجتمع الذكي، وللإدارة العمرانية الذكية أو البيئات الذكية الرقمية.

ما هي خصائص المدن الذكية؟

ترتبط خصائص المدن الذكية باستخدام تقنيات تكنولوجيا المعلومات، وتتمثل تلك الخصائص فيما يلي:

البيئة الذكية:

بيئة طبيعية أو عمرانية حيث أنها البيئة المادية للمدينة التي يتم إجراء جميع الأنشطة من خلالها.

الخدمات الحكومية الذكية (الحكومة الإلكترونية):

وهي تطوير منظومة العمل الحكومي باستخدام الوسائل الإلكترونية في تقديم الخدمات الحكومية، وتتمثل أهم تطبيقات الحكومة الإلكترونية في تقديم المعلومات والمقصود بها إتاحة كافة الفعاليات والمعلومات المتعلقة بسكان المدينة والاتصالات بما تشملها من القدرة على تبادل المعلومات والتواصل بين السكان والحكومة، وكذلك التعاملات الإلكترونية بكل ما فيها من تأدية الخدمات إلكترونياً.

المجتمع الذكي:

ويقصد به مدى استيعاب مجتمع المدينة لتطبيقات وتقنيات تكنولوجيا المعلومات وإمكانية انتقاله من مجتمع تقليدي يتمثل باستخدامه للتكنولوجيا إلى مجتمع مبتكر قادر للوصول إلى حلول ابتكارية لمشاكلة الحالية وتنميته المستقبلية، حيث يمكنه أن يعيش في المدينة المعلوماتية، وكما يستطيع ممارسة أنشطتها والحصول على خدماتها.
وكذلك التعامل مع أجهزتها الإدارية بمعنى آخر يستطيع التعامل مع كل ما يبدأ بحرف (e) وهو اختصار لمصطلح إلكتروني باللغة الإنجليزية، ويشمل ذلك الحكومة الإلكترونية (Government-e)، البريد الإلكتروني (Mail-e)، البطاقات الإلكترونية (Card-e)، الكتاب الإلكتروني (Book-e)، التجارة الإلكترونية (Business-e)، الخدمات الإلكترونية (Services-e)، التسوق الإلكتروني (Marketing-e).

المعيشة الذكية:

تضم مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تساهم في توفير نوعية جيدة للحياة ومنها الفعاليات الثقافية والتعليمية والسياحية، وكذلك التأكيد على جودة النظام الصحي وتوفير مباني ذات نوعية جيدة.

الحركة الذكية (النقل الذكي):

المقصود بها التحكم في منظومة النقل والمرور من خلال العديد من التقنيات التي تأسست باستخدام تكنولوجيا المعلومات، ويمكن استبدال الحركة الذكية بالبنية الأساسية الذكية المستدامة، وبالتالي فالتحول نحو استدامة البنية الأساسية هو أساس للتحول نحو استدامة المدينة ووصفها بالمدينة الخضراء وتشمل مكونات البنية الأساسية للمدينة كل من الطاقة، المياه والصرف، المخلفات الصلبة، وكذلك أسلوب تحويلها إلى عناصر مستدامة بيئياً ومدى الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات في استدامتها.

الطاقة المتجددة:

تتميز المدن الخضراء بخفض استخدام الطاقات غير المتجددة إلى أدنى مستوياتها، مستخدماً الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة باطن الأرض وطاقة المياه ورفع نسبة استخدامها على مستوى المدينة، كما صاحب ذلك تطور في طرق الحد من استهلاك الطاقة على مستوى المبنى أو إضاءة الطرق والشوارع داخل المدينة، وذلك من الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

المياه والصرف الصحي:

لم يكن الحد من استهلاك الطاقة فقط هو من عناصر المدينة الذكية بل كذلك الحد من استهلاك المياه وإعادة تدوير استخدامها، وقد أفرزت تكنولوجيا المعلومات العديد من التطبيقات التي ساهمت في الحفاظ على مصادر المياه الطبيعية، وذلك لضمان استدامته.

تدوير المخلفات الصلبة:

المخلفات الصلبة من أهم الملوثات بالمدن لذا وتدويرها يعتبر من أهم المعايير المختصة بالمدينة وتحولها إلى مدينة خضراء بأسلوب يحولها من ملوث رئيسي للمدينة إلى مصدر للطاقة.

وسائل النقل الخضراء:

كالمشي واستخدام وسائل النقل النظيفة التي تعمل بالطاقة الكهربائية أو بالطاقة الشمسية مع تقليل وسائل النقل التقليدية، وفي حالة عدم إمكانية الاستغناء عنها فإن المدينة الخضراء تعمل على خفض الانبعاثات الغازية الصادرة منها، وذلك من خلال ترشيد استخدامها وذلك عن طريق الاستثمار في وسائل النقل العام والتقليل من استخدام وسائل النقل الخاص.

الاقتصاد الذكي:

الاقتصاد الذكي أي الأسلوب المتبع في التعامل مع النشاطات التي تشمل التجارة الإلكترونية والسياحة الإلكترونية والخدمات الإلكترونية، ويشير إلى هيكل اقتصادي عالمي جديد تسيطر فيه الخدمات المعلوماتية على إنتاج السلع في خلق فرص العمل، ويتميز باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات وبنية أساسية معلوماتية، حيث يقصد بالمعلوماتية بشكل عام كل ما يمكن تحويله إلى صورة رقمية.