عيوب تكنولوجيا بلوك تشين Blockchains

اقرأ في هذا المقال


تعتبر من بين أحدث التقنيات المهمة هي تقنية سلسلة الكتل وكما تُعرف بالبلوك تشين، وهي تقنية يتجه لها العديد من المهتمين؛ حيث أنها تقوم بإعادة تعريف الثقة والشفافية في الكثير من التطبيقات المهمة في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، تعتبر تقنية سلسلة الكتل (Blockchains) تقنية غير واضحة نسبيًا ويمكن أن تخلق العديد من المشكلات بقدر الحلول التي توفرها. ما قدمته حتى الآن هو سلسلة من الأفكار الرئيسية حول التقنيات الناشئة وكيف يمكننا التعامل معها في عالم سريع التغير.

البلوك تشين (Blockchain) أو سلسلة الكتل:

هي قاعدة بيانات موزعة من خلال الشبكة على عدد كبير من أجهزة الكمبيوتر، حيث يتم إرسال سجل إلى هذه القاعدة، ويصبح من الصعب تغييره، ولضمان توافق جميع نسخ قاعدة البيانات وأنها متطابقة، تقوم الشبكة بعمل الفحوصات المستمرة، ويتم استخدام (blockchain). بشكل أساسي للعملات الرقمية وخاصة (Bitcoin).

وهذه التقنية عبارة عن مجموعة السجلات (Records) ثم إلى كتل (Block) ثم إلى سلسلة (Chain)، حيث يتم جمع السجلات مع بعضها على صورة كتل، حيث يكون السجل عبارة عن أية معلومات يراد إضافتها إلى قاعدة البيانات، صفقة على سبيل المثال، لتتم إضافة بلوكات أو كتل السجلات هذه إلى السلسلة واحدة تلو الأخرى.

ما هي عيوب تكنولوجيا بلوك شين؟

 أدى الاهتمام بتقنية البلوك تشين إلى الاستفادة من العديد من المزايا في مجموعة متنوعة من التطبيقات، وكذلك عملت على توفير مزيد من الأمن في بيئات يصعب تمكين الثقة بها، ومع ذلك، فإن طبيعتها اللامركزية تجلب بعض الصعوبات والعوائق. على سبيل المثال، عند مقارنتها بقواعد البيانات المركزية التقليدية فإن البلوك تشين قدم كفاءة محدودة وتتطلب سعة تخزين أكبر. ومع ذلك فإن لها كذلك بعض العيوب ومن أهمها ما يلي:

تمثل فرصة للكثيرين للعمل في الظلام:


ليس هناك شك أن غياب الرقابة يمثل بشكل أو بآخر فرصة وساحة عمل مناسبة للكثيرين بالتوجه نحو الإنترنت المظلم (Dark web)، وهناك الكثير من رافضي تكنولوجيا بلوك تشين يرون أنه من خلال ظهور هذه التكنولوجيا وما أتت به من عملات ليس عليها أي رقابة، فهذا أدى إلى وجود قنوات لتبادل الأموال وتحويلها لدعم أنشطة وتجارة غير شرعية، في الحقيقة مع وجود الإنترنت المظلم فإنّ هذا العيب لا بد أن يُؤخذ في الاعتبار.

تحتاج إلى أجهزة مكلفة وطاقة كبيرة:

العاملين على حفظ النظام لتسجيل المعاملات يحتاجون إلى أجهزة كمبيوتر بمواصفات خاصة، وهي تكون مكلفة جداً، كما أن هذه الأجهزة تحتاج لقدر كبير جداً من الطاقة. وعدم وجود مرونة حقيقية في التقنية نظراً لطبيعتها غير التضخمية، لا تمتلك العملات الرقمية نفس مرونة العملات الورقية المركزية. وفي حالة حدوث مشكلة في المعاملة مثل السرقة أو خطأ في إدارة المعاملة فلا توجد طريق لتصحيح المعاملة واسترداد المال.

التذبذب الكبير في أسعار العملات:


بسبب طبيعة تقنية البلوك تشين والعملات الرقمية، فإن العملات لا تمتلك قيمة ثابتة ومحددة، ممّا يجعل من الصعب حساب الضرائب المتعلقة باستخدام العملات الرقمية، منذ فترة ليست بكبيرة تجاوز سعر البيتكوين الواحد 19 ألف دولار ليسجل أعلى سعر له منذ ظهوره، وبعدها بعدة أسابيع حدث انهيار كبير في سعر البيتكوين، وهذا أدى إلى تحقيق خسائر وأرباح هائلة لمستخدمي هذه العملة كل وفقاً لحظه.

في الحقيقة هذا التذبذب الكبير للأسعار جعل العملات الرقمية وأهمها البيتكوين ساحة للرهان والمضاربة، أكثر من كونها عملة مستقرة يمكن الوثوق بها والاعتماد عليها.


انعدام سيطرة البنك المركزي:

بدون سيطرة البنك المركزي، لا توجد قوة مركزية يمكنها التدخل والمساعدة في تصحيح السوق، وكما لا توجد طريقة لاسترداد العملات الرقمية المفقودة ولا شبكة أمان، ممّا يرفع مستوى المخاطرة عند دخول الشركات مجال التشفير.

تعديل البيانات:

جانب آخر من أنظمة البلوك تشين هو أنه حين تتم عملية إضافة البيانات إلى شبكة (blockchain) يصعب تعديلها، وفي المقابل فأن الاستقرار يعتبر واحد من أهم مزايا الشبكة إلا أنه لا يعتبر ميزة دائمًا. عادةً ما يكون تغيير بيانات (blockchain) والرمز صعب للغاية وغالبًا ما يتطلب القيام (Hard Fork)، حيث يتم التخلي عن سلسلة واحدة واستبدالها بسلسلة جديدة.

مفاتيح خاصة للأمان:

يتم استخدام المفتاح العام (Public-Key) لإعطاء الأشخاص ملكية لوحداتهم من العملات الرقمية أو أي بيانات أخرى في هذه التقنية، حيث أنّ كل حساب بلوك تشين أو عنوان له نوعين من المفاتيح: الأول مفتاح عام يمكن مشاركته، والثاني مفتاح خاص (private-Key) يجب أن يبقى سريًا. كما يحتاج المستخدمون إلى مفتاحهم الخاص للوصول إلى أموالهم، ما يعني أنهم يعملون كمصرف خاص بهم. إذا فقد المستخدم مفتاحه الخاص، فستفقد أمواله فعليًا، ولا يوجد شيء يمكنه فعله حيال ذلك.

لا تزال العديد من الجوانب الخاصة بالتقنية غير واضحة بعد:

لا تزال التكنولوجيا جديدة وتتطور بشكل مستمر؛ حيث لم يتم بعد دمجها بالكامل في المجتمع. وكما رأينا مسارات مماثلة من قبل في العديد من التقنيات الحديثة، وتشمل الأمثلة إنترنت الأشياء والهاتف الذكية وحتى الإنترنت نفسه. مرت كل من هذه التقنيات بتكرار مختلف قبل أن يتم دمجها واستخدامها بشكل كامل في المجتمع. كان لا بد من التغلب على العديد من العقبات التقنية والاجتماعية والسياسية ببطء ولكن بثبات.

وبهذا فإنه من الفعال التعامل مع التقنيات الناشئة ببعض التفكير العميق، وليس من خلال توقعها أن تعمل فورًا كحل فعال تمامًا ولكن كوجهة نظر ممكنة. يسمح مثل هذا النهج بإجراء مناقشة أوسع نطاقًا، حيث يمكننا تحدي أفكارنا المسبقة. لقد أوضحت تقنية سلسلة الكتل “البلوك تشين” بالفعل قوة الأفراد المتصلين عبر الإنترنت بقدرة حوسبية كافية تحت تصرفهم.  ويمكن لهؤلاء الأشخاص أيضًا إنشاء بنية اقتصادية جديدة تمامًا بعيدًا عن مجرد تغريدات أو التقاط ومشاركة الصور أو مقاطع الفيديو.

لا تكمن قوة تقنية (blockchain) في التقنية ذاتها، بل في كيفية إعادة تشكيل العديد من التطبيقات من خلال قطاعات مختلفة من مجتمعنا واقتصادنا، حيث تبين لنا التكنولوجيا أن هناك خيارات نستطيع من خلالها تنظيم المجتمع بشكل مختلف. لقد أطلقت 1000 تجربة فكرية مختلفة، لكن الحلول الناتجة والتي سيتم تسليمها بعد عقد أو عقدين من الآن، وقد تعتمد أو لا تعتمد على تقنية (blockchain) والعملات المشفرة، ومع ذلك فإن المناقشات التي بدأت من هذه النقطة ستكون مساهمات مهمة في تقدم المجتمع حول التقنيات الرقمية وما يمكن أن تعنيه للجنس البشري. لهذه الأسباب، من المهم للجميع التعامل مع هذه التقنيات لفهمها والتعلم منها.

التخزين:

يمكن أن تنمو سلاسل الكتل من تقنية البلوكشين بشكل كبير جدًا مع مرور الوقت، حيث سيتطلب بلوك تشين البيتكوين حالياً حوالي 200 جيجابايت من التخزين، وبذلك فإن النمو الحالي في حجم البلوك تشين تفوق نمو محركات الأقراص الثابتة، كما أن الشبكة تخاطر بفقد العقد إذا أصبح دفتر الأستاذ كبيرًا جدًا، بحيث لا يمكن للأفراد تنزيله وتخزينه.


شارك المقالة: