كيف تحصد المدن الذكية ثمار الذكاء الاصطناعي؟

اقرأ في هذا المقال


أوضحت الدراسات والتقديرات إلى أن دور الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد الدولي سيتمثل في زيادة 15,7 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030، ولتمكين الفوائد من المزايا الاقتصادية، طورت بلدان عديدة استراتيجيات وطنية للترويج لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل حدودها مثل خطة الصين الطموحة لأن تكون في صدارة الدول المهتمة في هذا الإطار، لكن كيف يمكن للحكومات المحلية الاستفادة من ذلك على مستوى الولايات والمدن خاصة تلك البعيدة عن المراكز التكنولوجية الرئيسية للدولة.

ما هي المحاور التي ينبغي على القطاعات تبنيها لتمكين الذكاء الاصطناعي؟

تعتبر المخوفات الرئيسية التي تواجهها هذه المناطق هي ضمان وصول تقنية الذكاء الاصطناعي، وإتاحتها للمؤسسات والشركات المحلية بسعر مناسب خاصة الشركات التجارية المتوسطة والصغيرة، وللمساعدة في التعامل مع هذا التحدي، حيث يقترح نائب الرئيس في مؤسسة الابتكار وتكنولوجيا المعلومات في العاصمة الأمريكية واشنطن ومدير مركز ابتكار البيانات في المؤسسة استراتيجية من ثلاثة محاور ينبغي على القطاعات المحلية تبنيها بما يناسب أوضاعها، حتى تجني ثمار اقتصاد الذكاء الاصطناعي والطفرة الحاصلة فيه وهي كما يلي:

1- المساعدة في ضمان وصول الذكاء الاصطناعي للشركات المحلية:

يحتاج هذا الموضوع تعليم الفئة العاملة في التجارة مزايا هذه التقنية الذكية، وهو ما يمكن أن يتم عبر تنظيم فعاليات تشبيك وبرامج تدريبية منتظمة للمهتمين بالموضوع لمعاونتهم والعمل على فهم ما يمكن أن تحققه التكنولوجيا لأعمالهم، فمن لا يدرك قيمتها  لن يقتفي أثرها، وحبذا لو درسوا حالات بعينها في مجالات عملهم وكيف أثر الذكاء الاصطناعي فيها، من أمثلة ذلك تحسين تفاعلات خدمة العملاء عبر أتمتة الردود لأنواع معينة من الأسئلة باستخدام روبوتات الدردشة (chatbot).

2- توفير الدعم الحكومي لتطوير برامج تدريب مجلية على مهارات الذكاء الاصطناعي:

لن تتمكن كافة المدن من توظيف أفضل الخبراء والخريجين من أفضل برامج علوم الحاسب في البلاد، ولهذا عليها التركيز على تطوير المهارات المحلية، حيث يمكن المؤسسات الدخول في شراكات مع القطاعات التعليمية المحلية لتطوير شهادة تعليمية في الذكاء الاصطناعي أو برامج تعليمية تضم الإطارين النظري والعملي تلبي احتياجات الأعمال التجارية المحلية، كما ينبغي أن يكون الهدف هو تدريب عدد كبير من ذوي الكفاءات ممن قد يكون لديهم خلفية تقنية وخبرة صناعية.

ولكن ينقصهم مهارات علوم البيانات الضرورية للتقدم في مشروعات تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ليس ضرورياً التركيز على أحدث أدوات وأساليب وتطبيقات التكنولوجيا، لكن على استخدام التقنية الموجودة حالياً بفعالية في المقام الأول.

3- مبادرات لتبني الذكاء الاصطناعي:

إذا ما سبقت الموسسات والشركات الكبرى في تبني هذه التكنولوجيا فستمهد الطريق للمؤسسات التجارية الصغيرة والمتوسطة لتبني التكنولوجيا بشكل أسهل وأقل مخاطرة خاصة مع مشاركة أفضل الممارسات والدروس المستفادة، ويمكن للمؤسسات تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر منهجين: يتمثّل الأول في تطوير هذه التطبيقات بينما يركّز الثاني على استخدام تطبيقات جاهزة من شركات مثل (Google) و (IBM).


شارك المقالة: