تكنولوجيا التعرف على الوجوه:
يتميّز التحول التقني الرقمي في إدارات الشرطة وغيرها من المؤسسات المعنية بفرض القانون (Law Enforcement) بجزء إضافي من المسؤوليات، حيث يتمثّل في حدوث جزء مهم خارج المكاتب عبر أفراد الشرطة المنتشرين في مختلف أرجاء المدينة بهدف إنجاز مهام حفظ الأمن والقانون، ويحتاج ذلك حلولاً تقنية ميدانية، حيث تساهم بتقديم العون للأفراد في القيام بعملهم على أتّم وجه وكذلك التواصل المستمر مع إداراتهم في المكاتب.
استخدام تقنية التعرف على الوجه من قبل أفراد الشرطة:
حيث تكمن إحدى أهم هذه الوظائف الميدانية في قدرة أفراد الشرطة على التعرف على الأشخاص المطلوبين أو ذوي السوابق وتحديد مواقعهم من خلال تقنية التعرف على الوجه، وفي الولايات المتحدة، هنالك تحد آخر يساعد في تعقيد المشهد وهو تناقص عدد العاملين في الشرطة بنسبة 20% منذ عام 2010 مع معدلات الجرائم، إحدى الوسائل التقنية في هذا السياق هي تقنية التعرف التلقائي على الوجه (Automated Face Recognition)، والتي تعمل على تحليل ملامح الوجه وإصدار تمثيل رياضي لها ثم مقارنتها بالوجوه الأخرى المعروفة في قاعدة البيانات لتحديد أقرب المتشابهين معه.
وبالرغم من استخدام هذه التقنية في المطارات لتقديم العون في إدارة فحص جوازات السفر، إلا أنّ استخدامها من قِبل شرطة الشارع أكثر صعوبة، حيث يخشى المعارضون من سوء استخدامها في بيئة لا يسهل التحكم فيها، ممّا قد يؤدي لاستخدامها لمراقبة الجمهور بشكل غير منضبط بل والتمييز ضد بعض فئات المجتمع في بعض الحالات، ولذلك، بدأت إدارات شرطية أمريكية في دراسة استخدام الشرطة في المملكة المتحدة لهذه التقنية، حيث يتم استخدامها في مشروع لاختبار مدى فائدة التكنولوجيا في مواقف شرطية مختلفة، وكيفية استخدام عناصر الشرطة لها، وأي تحديات يواجهونها.
طرق استخدام تقنية التعرف على الوجة من قبل الشرطة:
يتم تقنية التعرف على الوجه بطريقتين؛ الأولى في صور حية مباشرة يتم التقاطها من قبل كاميرات (CCTV)، والموضوعة على مركبات الشرطة لمقارنة قيم إحداثيات ملامح وجوه الناس، بحيث تكون موجودة بقاعدة بيانات صور الأشخاص الذين سبق احتجازهم لدى الشرطة والتي تضم من 600-800 صورة، أما الطريقة الثانية فيتم فيها مقارنة صور متهمين غير معروفين في جرائم سابقة بقاعدة بيانات الشرطة للمحتجزين والتي تضم ما يقرب من 450 ألف صورة.
ما هي نتائج استخدام تقنية التعرف على الوجه؟
حيث توصل التقييم إلى أن هذه التقنية قد تمكّنت من مساعدة الشرطة البريطانية، على مدار عام كامل وفي مائة حالة من حالات القبض والاتهام، في التعرف على المتهمين وهو ما لم يكن ليحدث بطريقة أخرى خلاف استخدام تقنية التعرف على الوجه، لكن في نفس الوقت، وجدت الشرطة نفسها مضطرة لتكييف عدد من إجراءاتها العملية للعمل بكفاءة مع إدخال هذه التكنولوجيا إلى العمل. في البداية، لم يكن سوى 3% من النتائج التي تقدمها التكنولوجيا في إيجاد أوجه الشبه دقيقة بالفعل، زادت إلى 46% في مارس/أذار 2018 مع العمل الدؤوب على تطوير المنظومة والمدخلات من الصور في قاعدة البيانات لتحسين نتائج التكنولوجيا التي تقوم بمراجعتها وفحصها.