كيف يمكن للواقع المعزز أن يؤثر على التسويق الإلكتروني

بدأ تجار التجزئة للتو في الاستفادة من الفرص المتاحة من دمج الواقع المعزز مع تجارب التسوق الخاصة بهم. لكن ما هو الواقع المعزز حقًا؟ سنناقش الأساسيات وكيف يعمل بعض البائعين على تحسين الواقع المعزز لصناعة التجارة الإلكترونية.

ما هو الواقع المعزز

الواقع المعزز (AR) هو تقنية تدمج المدخلات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر مع محيط العالم الحقيقي. تختلف تطبيقات AR ويمكن أن تشمل الصوت والفيديو والرسومات وتراكبات “GPS” والمزيد. تتفاعل هذه مع العالم المادي في الوقت الفعلي ويمكن أن تستجيب للتغيرات في المنطقة المحيطة.

بينما تم استخدام الواقع المعزز لعقود من الزمن، فقد ساعدت التطورات الأخيرة في ترسيخ استخدامه في مجموعة متنوعة من المساحات، بما في ذلك الثقافة السائدة. تلقى الواقع المعزز تعرضًا من خلال كيانات شهيرة مثل لعبة (Pokémon Go) وفلاتر (Snapchat) التابعة لشركة (Snap Inc).

كانت الشركات رائدة في استخدامات جديدة للواقع المعزز، بدءًا من الأجهزة القابلة للارتداء التي تساعد على تحسين إنتاجية الموظفين إلى شاشات العرض “الأمامية” للسيارات التي تغطي معلومات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) على الزجاج الأمامي، مما يسمح للسائق بإبقاء عينيه على الطريق أثناء التنقل.

ملاحظة: تتوفر معظم استخدامات الواقع المعزز حاليًا عبر الأجهزة المحمولة، ومع ذلك، فمن المتوقع أن يتغير هذا في النهاية مع زيادة شعبية الأجهزة القابلة للارتداء – وهذه أشياء مثل النظارات الذكية أو شاشات العرض المثبتة على الرأس التي تتيح للمستخدم عدم استخدام اليدين.

الفرق بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي

تتضمن بعض الاختلافات الرئيسية بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي (VR) ما يلي.

الواقع المعزز

• تتضمن التجربة تراكب المدخلات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر في محيط المستخدم في العالم الحقيقي.

• المستخدمون مسؤولون عن وجودهم أثناء تفاعلهم مع العالم المادي.

• يمكن الوصول إلى هذه التقنية من خلال أجهزة مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وكذلك سماعات الرأس.

الواقع الافتراضي

• ينقل المستخدم إلى بيئة افتراضية جديدة تمامًا.

• يتحكم نظام الواقع الافتراضي في ما يختبره المستخدم.

• يتطلب من المستخدم ارتداء جهاز سماعة رأس.

على الرغم من الخلط في كثير من الأحيان أو استخدامها عن طريق الخطأ بشكل تبادلي، إلا أن هناك اختلافات كبيرة بين الواقع المعزز والواقع الافتراضي. يدمج الواقع المعزز المدخلات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر مع تجارب العالم الحقيقي، بينما يقدم الواقع الافتراضي للمستخدم محاكاة لبيئة جديدة تمامًا.

على سبيل المثال، تقدم العديد من شركات التجارة الإلكترونيةتطبيقات الهواتف الذكية التي تستخدم الواقع المعزز للسماح للمستهلكين برؤية كيف سيبدو العنصر في منزلهم قبل شرائه. يستخدم بعض وكلاء العقارات الواقع الافتراضي لتقديم جولات افتراضية للمنازل. بدلاً من زيارة كل موقع، يمكن لمشتري المنازل عرض خيارات متعددة باستخدام سماعة رأس (VR)، وتحديد الخيارات التي يريدون رؤيتها شخصيًا.

يمكن الوصول إلى الواقع المعزز بشكل أكبر لعامة الناس، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة منه من خلال استخدام أجهزة مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، أو باستخدام سماعة رأس. لتجربة الواقع الافتراضي، يتعين على المستخدمين ارتداء سماعة رأس، والتي قد تكون باهظة الثمن.

كيف يمكن لشركات التجارة الإلكترونية استخدام الواقع المعزز

يُمكِّن الواقع المعزز المستخدم في التجارة الإلكترونية الأنشطة التجارية من إعلام العملاء والتواصل معهم بالإضافة إلى الاستمرار في إشراك المستهلكين بعد إجرائهم عملية شراء.

تبحث الأجيال الشابة عن تجارب تسوق أكثر تفاعلية. أفادت بيانات من شركة الأبحاث والاستشارات (Gartner) أن 30٪ من المستهلكين من جيل الألفية والجيل Z يريدون المزيد من تجارب التسوق عبر الإنترنت لدمج تقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي ، مقارنة بـ 14٪ من الأجيال الأكبر سناً.

أدناه، سنشرح بالتفصيل بعض الطرق الشائعة لاستخدام الواقع المعزز في التجارة الإلكترونية.

1- الواقع المعزز القائم على العلامة

يعتمد الواقع المعزز المستند إلى العلامات على صورة علامة محددة لتشغيل التجربة. تُستخدم رموز (QR) أو الشعارات أو عبوات العناصر في الواقع المعزز بشكل شائع كعلامات. التجربة نفسها مرتبطة بصورة العلامة، والتي تظهر عادةً أعلى العلامة وتدور أو تتحرك مع العلامة أيضًا. بمجرد أن يتوقف المستخدم عن تشغيل العلامة، تختفي التجربة.

قد تستخدم الشركات هذا النوع من الواقع المعزز لمواصلة التواصل مع المستهلكين بعد الشراء. على سبيل المثال ، قد يقوم العملاء الذين طلبوا منتجًا يتم تسليمه إلى منازلهم بمسح رمز (QR) على العبوة للحصول على تجربة (AR) فريدة. يتيح ذلك للعملاء المشاركة والتفاعل مع المنتج بطرق جديدة.

2- الواقع المعزز غير المحدد

لا يرتبط الواقع المعزز غير المحدد بموقع معين. بدلاً من ذلك، يجب على المستخدمين النقر فوق ارتباط موقع الويب أو فتح تطبيق للوصول إلى التجربة. يعالج الواقع المعزز غير المحدد البيئة المحيطة ويضع التجربة وفقًا للهندسة.

تمتلك شركة (Warby Parker) لبيع النظارات بالتجزئة تطبيقًا يوفر ميزة تجربة افتراضية أصبحت ممكنة من خلال تقنية الواقع المعزز. يتيح لك البرنامج تجربة النظارات فعليًا ومعرفة كيف تنظر إلى زوج قبل أن تقرر أيهما تشتريه.

3- الواقع المعزز القائم على التراكب

تجربة الواقع المعزز القائمة على التراكب تغطي إما جزئيًا أو كليًا العرض الأصلي لكائن مع عرض مُضاعف. إنه نوع من الواقع المعزز بدون علامات، مما يعني أنه لا يتطلب صورة أو علامة للإشارة إليه. يعد التعرف على الكائنات أمرًا بالغ الأهمية في هذا النوع من الواقع المعزز، حيث يجب على التقنية أولاً تحديد الكائن الأصلي لاستبداله. هذا هو نوع الواقع المعزز المستخدم في فلاتر الشبكات الاجتماعية مثل (Snapchat).

يمكن لبائعي التجارة الإلكترونية استخدام الواقع المعزز القائم على التراكب للسماح للعملاء برؤية مدى ملاءمة قطعة الأثاث لمنزلهم، على سبيل المثال. ويفتح المستخدم الرابط أو التطبيق ويوجه الكاميرا إلى الموقع الذي يريدون وضع العنصر فيه. ثم يظهر تراكب العنصر في تلك البقعة على شاشة أجهزتهم، مما يسمح لهم بقياس ما إذا كان مناسبًا لهم أم لا.

أمثلة على الواقع المعزز في التجارة الإلكترونية

يستمر الواقع المعزز في الظهور في صناعة البيع بالتجزئة في محاولة لتعزيز تجارب التسوق للعملاء. في الماضي، أطلقت (LEGO) منتجات تدمج تقنية (AR) مع مجموعات (LEGO). ويمكن للمستخدمين مسح أجزاء من مجموعة اللعب بهاتفهم أو جهازهم اللوحي للوصول إلى مختلف الألعاب والميزات المرتبطة باللعبة نفسها، ودمج كل من اللعب المادي والافتراضي.

يتيح تطبيق (IKEA Place) للمستخدمين وضع عناصر مختلفة تقريبًا في العالم المادي من حولهم لقياس ما إذا كان هذا هو الخيار الصحيح للمساحة. يتيح لك التطبيق اختبار مجموعة متنوعة من المفروشات – من الأرائك وطاولات الطعام إلى أسرة الأطفال وأرفف الكتب.

العناصر ثلاثية الأبعاد وحقيقية في الحجم، ويمكن للمستخدمين تدوير الأثاث على التطبيق لمعرفة كيف يبدو في موضعه من زوايا مختلفة. يستخدم متجر الأثاث المنزلي Wayfair تقنية AR مماثلة في تطبيق الهاتف المحمول الخاص به ، مما يمنح المتسوقين الفرصة لتصور كيف سيبدو العنصر حقًا في منزلهم.

توفر (Armani) على موقعها الإلكتروني للمستخدمين مجموعة من “الخدمات الافتراضية”. وتتيح إحدى الأدوات للمستخدمين تجربة منتجات التجميل في الوقت الفعلي باستخدام كاميرا حية أو عن طريق تحميل صورة. يمكن للعملاء اختبار كل شيء من كريم الأساس وأحمر الشفاه إلى ظلال العيون والمسكرة. يمكن للمستخدمين التبديل بين الظلال المختلفة المتاحة لمعرفة كيف تبدو عليها.

بدأ تجار التجزئة للتو في استكشاف الاحتمالات التي يوفرها لهم تكامل الواقع المعزز. إن دمج التكنولوجيا مع متطلبات التجارة الإلكترونية يمنح الشركات فرصة فريدة للتواصل مع عملائها وتوفير فرص تسوق محسّنة.

تأتي التكنولوجيا الناشئة أيضًا مع مخاوف جديدة تتعلق بالخصوصية. وفقًا لمؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، فإن “إمكانية الواقع المعزز في جمع البيانات الشخصية وتحليلها وعرضها بشكل مستمر في الوقت الفعلي” قد تتحدى المعايير الحالية. تجادل المنظمة غير الربحية بأنه كلما زاد عدد الشركات التي تتبنى الواقع المعزز، قد تحتاج التعريفات الاجتماعية والقانونية للخصوصية والمساحة العامة إلى التغيير والتكيف.

ملاحظة: تقدم (Armani) أيضًا فرصة لتجربة الإطلالات الكاملة من عروض الأزياء السابقة. يختار المستخدمون المظهر الذي يريدون اختباره ثم يرونه بأنفسهم من خلال الكاميرا الحية أو الصورة. بعد ذلك، يتم عرض المنتجات المستخدمة لتحقيق المظهر، مما يحث المستهلك على الشراء.