غالباً ما تتكرر الكثير من الأسئلة من قِبَل العديد من معلمين المدارس الإعدادية والثانوية عن أفضل الطرق لتنفيذ وتطبيق الموارد الرقمية في صفوفهم الدراسية، وتعتبر من أكثر المواضيع الشائعة الأكثر تداولاً وحديثاً في وقتنا الحالي هي التعلم عبر الإنترنت والتعلم عن بعد. فما الفرق بينهما؟
في حين أن كلا من استراتيجيات التدريس هذه تشمل الطلاب الذين يعملون على أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة، هناك بعض الاختلافات بينهما، في هذه المقالة، سنجيب على أكثر الأسئلة تداولاً حول التعلم عبر الإنترنت والتعليم عن بعد.
التعلم عبر الإنترنت:
يُطلق مصطلح التعليم عبر الإنترنت على ذلك الشكل المُستحدث من أشكال التعليم، ويمتاز باعتمادهِ كليّاً على شبكة الإنترنت من حيث استعراض المناهج أو المحتوى التعليمي وإدارته، وقد يكون عبارة عن دورة تدريبية أو مرحلة تعليمية متكاملة، بالإضافة إلى احتمالية اندماجه بالتعليم التقليدي ليكمل كل منهما الآخر.
التعلم عن بعد:
لا يوجد تعريف واحد مخصص للتعليم عن بعد، حيث يمكن أن يشمل التعريف على مصطلح التعليم عبر الإنترنت بحيث أنّ العملية التعليمية هنا يكون الطلاّب فيها غير متواجدين جسدياً في المؤسسات التعليمية من جامعات ومدارس وغيرها، بحيث يقوم الطالب باستخدام جهاز كمبيوتر شخصي لإتمام العملية التعليمية أينما كان، فهو تعليم يعتمد على الإتصال بالإنترنت وجميع التفاعلات بين المحاضر ومختلف الطلاب تتم عبر مختلف المنتديات والتطبيقات المختلفة.
الفرق بين التعليم عبر الإنترنت والتعليم عن بعد:
يتطلب كل من التعلم عبر الإنترنت والتعلم عن بعد أدوات تعليمية متشابهة تستخدم عن طريق الإنترنت، ولكن ينتهي التشابه بثلاثة اختلافات رئيسية بين التعلم عبر الإنترنت والتعليم عن بعد وهي:
- الاختلافات في الموقع.
- الاختلافات في التفاعل.
- الاختلافات في الهدف.
الاختلافات في الموقع:
الفرق الرئيسي بين التعلم عبر الإنترنت والتعلم عن بعد هو الموقع، من خلال التعلم عبر الإنترنت كما يسمىّ أحياناً التعلم الإلكتروني، يمكن للطلاب أن يكونوا متواجدين في نفس الفصل الدراسي مع المحاضر أثناء عرضهم من خلال لدروسهم الرقمية وتقييماتهم المختلفة لطلابهم.
عند استخدام التعلم عن بعد، يعمل الطلاب على استقبال دروسهم ومحاضراتهم عبر الإنترنت في المنزل بينما يقوم المعلم بتقديم عرضه بما فيه من المعلومات والدروس والتقييمات المتعددة للطلاب.
الاختلافات في التفاعل:
بسبب الاختلافات في الموقع، يختلف التفاعل بين المُحاضر والمعلم وبين طلابهم كذلك. لا يخلو التعلم عبر الإنترنت من التفاعل بين المعلم وبين طلابه بشكل منتظم. وذلك لأن التعلم عبر الإنترنت يستخدم كتقنية تعليمية مدمجة جنباً إلى جنب مع استراتيجيات التدريس الأخرى.
قد لا يتضمن التعلم عن بعد التفاعل الواقعي بين المعلمين والطلاب. ولكن اعتماداً على تقنيات الاتصال الرقمية الحديثة مثل تطبيقات المراسلة ومكالمات الفيديو ولوحات المناقشة ونظام إدارة التعلم في المدارس، فبذلك يتم هذا التفاعل بالشكل المناسب.
الاختلافات في الهدف:
الفرق النهائي بين التعلم عبر الإنترنت والتعليم عن بعد هو الهدف من استراتيجية التدريس، تم تصميم التعلم عبر الإنترنت لاستخدامه مع مجموعة متنوعة من طرق التدريس الشخصية الأخرى. بحيث تعتبر طريقة تكميلية لجمع مختلف التقنيات في فصلك الدراسي لتوفير مجموعة متنوعة من فرص التعلم لطلابك مختلفة عن التعليم التقليدي.
التعلم عن بعد هو طريقة لتقديم التعليم عبر الإنترنت فقط، وليس كتنوع في أساليب التعليم الخاصة بالمدرسين، وكلاهما يجعلان التعليم أكثر مرونة وأقل كلفة مع فرصة التعلم لمن لا يستطيعون التفرغ الكامل بالإضافة الى الاستفادة من الوسائط المتعددة.
وفي قراءة لمستقبل التعليم الالكتروني في العالم العربي يتوقع المزيد من القبول العام للتعليم الإلكتروني كأحد أنظمة التعليم المتممة للعملية التعليمية والمساندة لها من ناحية، وكذلك قبوله كنظام مستقل قائم بذاته في مجالات التعليم المستمر وتطوير المهارات الشخصية والعملية لمراحل ما بعد التعليم العام والجامعي، فبين الجيل الذي يتميز بتعلقه بأجهزة الهاتف الذكية واستخدام التطبيقات المختلفة، وبين احتياج الصناعة كوادر ماهرة تقنياً، أصبح دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية توجهاً عالمياً.
وأصبح توفير المادة التعليمية من خلال الأجهزة المحمولة يشكّل عاملاً محفزاً للتعلم بدلاً من الاكتفاء بالدراسة التقليدية، فبها تتطور المعرفة والمهارات المناسبة؛ ممّا تؤهله لتلبية الاحتياجات المختلفة في سوق العمل، كما أن التوعية بأهمية التعليم وضرورة الأخذ بأحدث الطرق العلمية والتقنية في التعليم والتدريب المستمر قد ساعدت في إعطاء دعم قوية للتعلم والتدريب الإلكتروني في مختلف القطاعات في المناطق العربية، ونختم هذه الدراسة بأن التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد هما الطريقتان الأنسب للتعلم مدى الحياة.