ما هو دور الذكاء الاصطناعي في التحكم بتلوث الهواء؟

اقرأ في هذا المقال


الذكاء الاصطناعي والتحكم بتلوث الهواء:

من خصائص الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي أن تمنحنا أدوات نستطيع من خلالها الحد من التلوث في الهواء، وأن ندرك ما هي أبرز أسباب التلوث الهوائي، وصورة أسرع وبدقة أكبر بالنسبة للطرق التقليدية. في حالة التسرّب الغازي على سبيل المثال تُمكننا المجسّات الذكية والمزودة بتقنيات (machine learning) من التصرف السريع بناءً على الدقة والسرعة المتاحتين بفضل هذه التكنولوجيا الحديثة. طورت مجموعة من مهندسي الكمبيوتر بجامعة لوبورو في بريطانيا، منظومة جديدة للذكاء الاصطناعي يمكنها التنبؤ بمستويات تلوث الهواء قبل ساعات من حدوثه.

ما هو مبدأ عمل المنظومة؟

ويعتمد هذا المشروع على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال معرفة مقدار الجزيئات الملوثة للهواء، حيث يكون لها تأثير في تقليل درجة الرؤية في المدن، وتسبب نوع من الضباب في حال ازدادت مستوياتها، كما لا يزيد حجم هذه الجزيئات عن 2.5 ميكرون. وتستطيع المنظومة الجديدة تحليل البيانات والعوامل المختلفة وراء تلوث الهواء، ما يمكن أن يؤدي إلى فهم أفضل للتغيرات المناخية. ومن جانب آخر، يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي التقليل من التلوّث الهوائي بطرق مختلفة، مثل السيارات ذاتية القيادة (autonomous cars)، والتي إذا ما استُخدمت ساهمت في تقليل الانبعاثات الغازية السامة التي تصدر من وقود المركبات التقليدي عادةً.

تطبيقات بيئية أخرى للذكاء الاصطناعي:

بالتأكيد تتوافر لدينا تطبيقات عديدة أخرى للذكاء الاصطناعي فيما يختص بالشأن البيئي. بحيث نستطيع على سبيل المثال أن نقوم بتمكين التقنيات الحديثة في الذكاء الاصطناعي من أجل معرفة مدى نقاء المياه أو أنهت مياه ملوثة، بالإضافة إلى استهلاك الطاقة بشكل عام من أجل اتخاذ الإجراءات الملائمة. كما يمكننا أيضاً بفضل التقنيات الرقمية الحديثة أن نقلل من كميّة النّفايات بشكل عام، عبر أنظمة ذكية خاصة في هذا المضمار. ومن جانب آخر، يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي مستقبلاً من أن يقلل ممّا يعرف بالبصمة الكربونية (Carbon footprint)، وكشف مصادر التلوث الهوائي إلى جانب وضع اقتراحات مُحوْسبة للحد من أشكال التلوث المختلفة.

في النهاية نستطيع الاستفادة من هذه التقنيات الحديثة في مجال الذكاء الاصطناعي في الأمور البيئية، وذلك من خلال هذه التطبيقات العديدة بالإضافة إلى غيرها الكثير، وذلك ممّا تنتجه من تحوّلات جذرية في العديد من المعوقات التي كانت صعبة الحل حتى وقتٍ قريب. بعض هذه التطبيقات أصبح بالفعل متاحاً في الدول الغربية، والبعض لا يزال قيد التجريب والتطوير. لذا، قد يكون هذا المجال من المجالات الهامّة أمام الطلاب والباحثين المستقبليين، وخصوصاً في البلدان العربية، ممّا قَد يؤدّي إلى خلق حلول جذرية وذكية لمشاكل بيئية مستعصية من قبيل التصحر، الجفاف، التلوث الهوائي، وسواها.


شارك المقالة: