كيف نتخلص من ازدحام الطرق عندما لا يمكننا توسعة الطرق أكثر من ذلك؟
كل ما علينا لكي نتخلص من هذا الازدحام في حين لا يمكننا توسيع الطرق هو أن نتصرف بذكاء، ماذا لو كان التحكم في إشارات المرور في كافة الشوارع يعتمد على عوامل مثل حركة المرور وكثافته باتجاه معيّن أو ظروف الطريق أو حتى بطء بعض المشاة في عبور الطرق، في الواقع هذا بالضبط ما تقوم به حكومة مقاطعة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا، حيث تم نشر قرابة 500 كاميرا وأجهزة استشعار في الشوارع لإمداد مركز إدارة المرور ببيانات آنية لحركة المرور عبر الحوسبة السحابية، وذلك بغرض التحليل وإجراء بعض التغييرات في الفترات الزمنية لإشارات المرور البالغ عددها 130 في المقاطعة.
إشارات المرور الذكية:
وبمعرفة كثافة المرور اللحظية، يمكن وضع خطط مختلفة لتنسيق الإشارات وفتراتها الزمنية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وحيث تشير التقديرات إلى حركة 1,5 مليون سيارة في شوارع المقاطعة يومياً، كان قبل تلك النقلة وللمقاطعة ثلاث خطط مرورية لليوم واحدة: واحدة لفترة الصباح وأخرى للظهيرة وثالثة لفترة المساء، أما الآن، فالأمر محكوم بحركة المرور في كل شارع وكل تقاطع، وتتمتع هذه الإشارات بتقنيّة استشعار فائقة الدقة، وهي تميّز المشاة العاجزين باستخدام الكراسي المتحركة، وتزيد بشكلٍ تلقائي مدة تشغيل الضوء الأخضر من دون أي تدخل إنساني.
مصابيح الشوارع الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي:
لقد طرحت شركة تكنولوجيا مدرجة في تايوان مصابيح الشوارع الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمرة الأولى في جنوب شرق آسيا، حيث تختبر الطرقات ذات الكثافة في حركة المرور طوال اليوم، حيث يميل السائقون إلى القيام بمخالفات مروريّة، ومنذ إطلاقه، ساهم هذا الحل في تخفيف حجم العمل المرتبط بإصدار المخالفات في المدينة.
حيث أشار المدير العام للشركة إلى مدى أهمية التقنية للحياة الذكيّة والتطبيقات، حيث إن الشركة تمتاز بحلول ابتكارية في مجال التنقل الذكي، وإلكترونيّات السيارات ذاتية القيادة، وإنترنت الأشياء الذكية مع تقنية الذكاء الاصطناعي للتحكم في مصابيح الشوارع الذكيّة وحركة المرور، والذي يعتبر محور تركيز رئيسي من الفئة الأولى، وسيتم كذلك عرض وحدات اتصال لا سلكية تقوم على تقنيّة شبكات الطاقة المنخفضة واسعة النطاق، وهي قطعة أساسية لإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة الذكية التي تدعم بروتوكولات (لورا) أو (زيجبي) أو (سيجفوكس) أو تقنية إنترنت الأشياء ذات الحزمة الضيقة (إن بي-آي أو تي).
الشارع الذكي يخدم المشاة وسائقي الدراجات:
لا يقتصر النظام الذكاء الاصطناعي المُطبّق في ولاية كاليفورنيا على خدمة السيارات فقط، والذي يشمل التحكم في إشارات المرور، بل تعمل أجهزة الاستشعار الخاصة الموجودة على الأرصفة على كشف الدراجات، وذلك عندما تقترب من التقاطعات، حيث يمكن لجهاز الاستشعار حينها إجراء تغيير في الفترة الزمنية للإشارة لإعطاء راكب الدراجة وقتاً كافياً للعبور بسهولة.
أما المشاة فتساهم أجهزة استشعار الذكاء الاصطناعي والتي تعمل بالموجات الدقيقة حين يحتاجون إلى عبور تقاطعات كبرى لتضم ما يقارب عشرة حارات، حيث يمكن لأجهزة الاستشعار التي تتبع حركة المشاة على منطقة العبور أن تمد لهم في زمن العبور، وتؤخر تغيّر الإشارة إلى الأحمر حتى يصلوا إلى الطرف الآخر من الطريق، وكما يمكن أيضا لنظام إدارة المرور في مقاطعة سانتا كلارا أن يستشرف المستقبل ويتوقع الفترة الزمنية لرحلة معينة بناء على حجم وكثافة المرور الحالية واضعاً في الاعتبار أيضاً بيانات تاريخية لتزيد دقة التوقعات.
الشارع الذكي في هولندا:
في هولندا، قد طبقت مدينة “تيلبورغ” الأمر نفسه باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في شوارعها، وذلك بعد أن كان يواجه فيها كبار السن مشكلات في عبور الشارع، إذ لا يكفيهم الوقت المخصص للعبور كما تحدده إشارة المرور للوصول إلى الجهة الأخرى بسبب بطء حركتهم بطبيعة الحال، وكان الحل من شركة خاصة استخدمت مزيجاً من تكنولوجيا إشارات المرور الذكية وتطبيقات الهواتف الذكية، وقد وفر بالفعل حل فعّال للمشكلة لتسهيل عبور الطريق على المسنين ومنهحم الوقت الكافي لذلك.
تطبيق (The Crosswalk):
حيث تم تطويره بهدف إعطاء الوقت الكافي للمشاة من ذوي الاحتياجات الخاصة أو محدودي الحركة، ليمكّنهم من عبور الشارع، وذلك بعد عملة مع أجهزة الاستشعار المثبتة في إشارات المرور الذكية، والتي تراقب الحركة على الرصيف المقابل، وعندما يضغط المُسن على زر المرور لطلب المرور وتغيير إشارة عبور المشاة إلى اللون الأخضر، تزيد الإشارة من الوقت المخصص للعبور.
تطبيق لسائقي الدراجات (CrossCycle):
حيث عملت شركة (Dynniq) الهولندية المعنية بتطوير أنظمة مرورٍ ذكية على تطوير هذا التطبيق، لاستشعار اقتراب الدراجات وتغيير الإشارات لصالحها، كما تطور نسخة أخرى تُخبر المكفوفين بالإشارات عن طريق الصوت حتى يعرفون متى يمكنهم العبور.