العديد من مدن العالم تعاني من مشكلة الازدحام المروري الذي يأرق ساكنيها، حيث لا يتوقف الوقت اللازم لوصوله لوجهتهم على المسافة فقط ، وإنما كذلك سيتعلق الأمر بطبيعة حركة المرور وتوزيع الإشارات في الشوارع، ولذلك تستعين عدة مدن مثل لوس أنجليس وسان أنطونيو وسان بيتسبيرج في الولايات المتحدة بأنظمة التحكم المُتكيّف في إشارات المرور، وتستخدم بيانات آنية من أجل تغيير ألوان إشارات المرور بما يتوافق مع حجم الازدحام.
الخطوة الأكثر أهمية لتحقيق البنية التحتية للنقل الحديثة هي الرقمنة واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك من أجل تحقيق إدارة مرور عالية الجودة، والاستخدام الفعال لشبكة الطرق في سياق قيود البنية التحتية للمدن الكبيرة، حيث تحتاج خدمات النقل إلى أدوات قوية لتحليل حركة المرور، حيث صمم العلماء في جامعة جنوب الأورال الحكومية تقنية مبتكرة للتحليل الذكي لحركة المرور على أساس نظام متعدد المكونات لرصد حركة المرور الديناميكية باستخدام الشبكات العصبية، في الوقت نفسه تجاوزوا الطرق التقليدية لتعدين البيانات.
ما هي مميزات أنظمة الذكاء الاصطناعي في تنظيم حركة المرور؟
حيث أوضحت وزارة النقل الأمريكية أن باستطاعة هذه الأنظمة تقليل المدة اللازمة للتنقل بنسبة 10% وقد تصل إلى 50% في المناطق التي تستخدم أنظمة قديمة لإدارة إشارات المرور، كما تُقلل كذلك مدة انتظار السيارات في تقاطعات الطرق، وتعتمد أنظمة التحكم في إشارات المرور على البيانات التي تجمعها أجهزة استشعار تُوضع في أماكن مُختارة بعناية، ومن ثم تُعالِج هذه البيانات لتُحدد آنيًا أي الإشارات ستتحول إلى اللون الأحمر وأيها سيسمح للسيارات بالمرور.
تأثيرها الاقتصادي:
ولا يقصر ذلك على سلاسة وسهولة حركة المرور وتيسير قيادة السيارات فحسب، بل إن لها تأثيرات اقتصادية ملموسة وفقًا لوزارة النقل، حيث ويُقِّدر “معهد تكساس للنقل” أن ازدحام المرور في الولايات المتحدة كبَّد الاقتصاد 87.2 مليار دولارفي عام 2007 بسبب إهدار الوقود وخسارة إنتاجية العاملين، الأمر الذي يعني أن تخفيف الازدحام سيُوفر إهدار الموارد الحكومية ووقت الموظفين في تلقي الشكاوى والتعامل معها.
حيث أنّ حل مشكلات حركة المرور والاستفادة من أجهزة الاستشعار، بالتأكد يكون له المنفعة الكبيرة على المواصلات العامة، سواءً كانت سيارات الأجرة أو خدمات النقل التشاركي أو الحافلات العامة، وتستفيد هيئات المواصلات في عدة مدن من المعلومات في الوقت الفعلي لتزويد الجمهور بتنبؤات دقيقة عن الوقت المُتوقع لبلوغ وجهاتهم.