يطغى على الساحة التكنولوجية منذ سنوات مصطلح “المدن الذكية”، ويكمن هذا المصطلح في توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع، وهي المنطقة الحضرية التي تستخدم أنواعاً مختلفة من أجهزة استشعار إنترنت الأشياء لجمع البيانات، تُستخدم الرؤى المكتسبة من تلك البيانات لإدارة الأصول والموارد والخدمات بكفاءة؛ في المقابل، بحيث يتم استخدام هذه البيانات لتحسين العمليات في جميع أنحاء المدينة.
ما هي المكونات الأساسية للمدن الذكية؟
تنشأت المدن الذكية من خلال تكامل ثالثة مستويات هي: النشاطات القائمة على المعرفة ومؤسسات حل المشاكل والبنية التحتية للاتصالات الرقمية، وهذه المستويات تشمل مايلي:
الأفراد (مجتمع المدينة):
ويجب أن تتوافر فيه ثقافة الإبداع واستخدام تطبيقات التقنيات المعلومات.
المؤسسات:
التي يتم من خلالها تقديم الخدمات من المؤسسات التعليمية التي تقدم التعليم عن بعد.
الفراغ الرقمي:
وهو عبارة عن البنية المعلوماتية للمدينة التي توفرها المؤسسات للأفراد وتكامل هؤلاء جميعاً يخلق الفراغ الإلكتروني، وهو الذي يتشارك فيه الفرد مع المؤسسة من خلال الشبكات والمعلومات.
الشبكات:
وهي المكون الأساسي لنقل وتبادل البيانات والمعلومات بين الأفراد والمؤسسات، وذلك من خلال التطبيقات باختلافها، حيث تتنوع الشبكات بين سلكية منها شبكات الألياف الضوئية (optical fiber)، والتي تتميز بسعة نقلها الهائلة للبيانات، وكذلك شبكة خط المشترك الرقمي (digital subscriber line-DSL) والذي يعتمد على خطوط الهاتف العادية، وهناك كذلك الشبكات اللاسلكية (Fi-Wi)، وهى شبكات واسعة النطاق، وكما تمتاز بأنها شبكات فائقة السرعة والدقة، وأصبحت الشبكات اللاسلكية هي الشبكة الرائدة في وقتنا الحالي.
ما هي العوامل الاساسية في اختيار الشبكة المناسبة في المدن الذكية؟
وتمثل كل من سرعة نقل البيانات ونطاق التغطية والتكلفة، عوامل أساسية عند اختيار شبكات المدينة الذكية، ويفضل الاعتماد على الشبكات اللاسلكية فى المدن الجديدة، وأما في تحول المدن القائمة يفضل فيها الاعتماد على الشبكات الموجودة في المدينة سواء كانت سلكية أو اللاسلكية لتقليل التكاليف الأساسية.
قاعدة البيانات والتحليلات:
تمثل البيانات أبرز العناصر التي تقوم على أساسها فكرة نجاح هذا التحول البارز من مدينة تقليدية إلى مدينة ذكية، ولذا تتم عمليات جمع البيانات من الأنظمة المختلفة القائمة وتطبيقات الإنترنت والأجهزة المتنقلة، وبعد ذلك يتم تحليل كافة البيانات لتحويلها إلى رؤى وأنشطة ذات قيمة وحلول للمشكلات واتخاذ القرارات.
التطبيقات:
منها تطبيقات مخصصة لقطاعات بعينها وتطبيقات لمختلف قطاعات المستخدمين، ويشمل ذلك خدمات الإنترنت والأجهزة المتنقلة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الاستشعار، حيث يمكن نشر تطبيق واحد يتيح لمستخدميه الوصول إلى خدمات مقدمة من مختلف الإدارات، بدلاً عن أنظمة منفصلة ومختلفة مخصصة لكل خدمة على حدة.
المستخدمين النهائيين:
وتشمل كل من الأفراد والهيئات والشركات، من خلال تطبيقات إنترنت الأشياء على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الاستشعار، وكذلك نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ومدى فعالية هذه الطبقة أمر أساسي للاعتراف وتمكين هذه المدينة لتكون مدينة ذكية على نحو حقيقي.