تقنية إنترنت الأشياء:
أصبحت تقنية إنترنت الأشياء (Internet of Things) أو ما يشار لها اختصارًا بـ(IoT) من التقنيات التي تتردد كثيراً على مسامعنا، وهي من الأمور التي أعطتها أشهر الشركات وأكبرها مساحة مهمة؛ وذلك لأهميتها في الوقت الحالي في مختلف القطاعات، ولما لها من مستقبل باهر، ومن الشكل الرئيسي للمُصطلح يمكن استنباط المعنى أو دلالته، فهو يُشير إلى الأجهزة القادرة على الاتصال بالإنترنت.
بمعنى أدق الأجهزة المُتصلة بشبكة الإنترنت والتي تجمع وتشارك البيانات عبر الشبكة، ولأن بعض الأشياء لا يمكن تصنيفها على أنها أجهزة، وجد البعض أن استخدام كلمة الأشياء عوضًا عن الأجهزة أفضل بكثير، ومن هنا يمكن استخدام المُصطلح على أي شيء مُتصل بالإنترنت.
واحد من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور إنترنت الأشياء هو تطور الذكاء الاصطناعي الذي ساعد في ظهور الكثير من التقنيات المهمة. حيث أنّ تقنيات إنترنت الأشياء باختلافها قد تكون قابلة للارتداء وقد تكون أجهزة يمكن حملها حيث يمكن أن تكوّن عالماً متكاملاً متصلاً من خلال تحويل الأجسام المادية المحيطة إلى نظام بيئي للمعلومات، فهو يعمل على حدوث التغيير السريع والتطور الكبير في حياة البشرية.
هل تقنية إنترنت الأشياء آمنة؟
في الأنظمة المعتمدة على هذه التقنيات الحديثة يتم حفظ مختلف البيانات التي يتم نقلها خلال شبكات الإنترنت، فهي تتكون أساساً من مختلف الأجهزة المتصلة بها، حيث تبدأ هذه الأجهزة في قياس وجمع البيانات من الطلاب، ممّا يعرض أمن وخصوصية الطالب للخطر. ويمكن لأي خرق أمني الكشف عن المعلومات الشخصية للطالب المتعلقة بالسجل الطبي للفرد أو الخلفية المالية للأسرة أو أي معلومات خاصة أخرى.
من المؤكد أن كل التقنيات المتقدمة لها جانب مظلم وسيء مختلف عن الجانب الجميل والمميز، وهنا سنتحدث عن الخصوصية والأمان والحماية، وهذا الجانب تعاني منه أغلب أنظمة التقنيات الحديثة بشكل عام، والأجهزة المُتصلة بالإنترنت بشكل خاص. وبما أننا سنصل إلى عام 2021 مع وجود أكثر من خمسين مليار جهاز متصل بالإنترنت، فهذا يعني أن الوصول إلى بيانات المستخدمين ممكن واحتماليته عالية جدًا بفضل هذا الكم الهائل من الأجهزة. لذا فالتركيز الرئيسي في معظم الشركات مُنصب على الطريقة المثالية لتأمين الاتصال ما بين الأجهزة المُختلفة أولًا، والاتصال ما بين الجهاز وصاحبه بدرجة أعلى لأنها الأهم.
فمثلًا لو استطاع أحد المخترقين من اختراق نظام مُحضرة الطعام في المنزل، فهو بشكل أو بآخر وصل إلى الشبكة المنزلية، وبالتالي أصبحت جميع البيانات التي يتم نقلها وتبادلها خلال الشبكة في خطر كبير جداً، وقد تبدو هذه المخاوف نظرية، لكن ما حدث سابقاً يؤكد واقعيتها.
ففي سبتمبر/أيلول 2016 انتشرت بشبكة الإنترنت هجمات الحرمان من الخدمة (DDoS Attacks) التي كانت السبب الرئيسي لتوقف أغلب المواقع العالمية مثل تويتر وأمازون وبي بي سي وسي إن إن أو حتى (GitHub) و(Yelp) وشبكات بث المحتوى عبر الإنترنت مثل (HBO) أو (Netflix) على سبيل المثال لا الحصر. المُثير أن هذه الهجمات تم القيام بها من خلال برمجية خبيثة تحمل اسم ميراي (Mirai) تقوم باستهداف الأنظمة العاملة بنظام لينكس عن بُعد، وتستهدف أجهزة إنترنت الأشياء على غرار كاميرات المُراقبة وموزعات الإشارة.
ما تقوم به برمجية (Mirai) الخبيثة هو قيامها بالبحث داخل شبكة الإنترنت التي تصل بين الأجهزة وتنقل البيانات خلالها، ليتم من خلالها الوصول إلى عنوان بروتوكول الإنترنت (IP Address) الخاص بهذه الأجهزة أو أحدها، ثم يتم القيام بالهجمات بهدف محاولة اختراقها من خلال تجربة كلمات مرور لتسجيل الدخول إلى نظام الإدارة الخاص بها، والذي في الغالب يمكن الدخول إليه من خلال اسم مستخدم وكلمة مرور افتراضيين مثل (Admin)، وبالتالي وصل المخترق إلى شبكة المنزل عبر كاميرا، أو حتى مُحضرة قهوة، أو ضوء (LED) للأسف.
عندما نتحدث عن المخاطر والاختراقات والهجمات المتوقعة على مختلف التقنيات الحديثة فإن الحديث لن ينتهي أبدًا، لكن وبصورة شاملة فإن احتمالية اختراق هذه الأجهزة عالية جدًا، ويجب على الجميع الحذر منها ومعاملتها كحساب البريد الإلكتروني أو حسابات التخزين السحابي التي نترك فيها الكثير من البيانات الهامّة.
حيث يُعاني الباحثون في مجال إنترنت الأشياء إلى جانب الخوف الكبير من الحماية والأمن، فهناك خوف إضافي من ناحية حجم البيانات الكبير التي يجب تنظيمها وتحليلها ليتم بعد ذلك تخزينها بأفضل شكل مُمكن، فلو أرسل كل جهاز معلومة فسيصل إلى النظام أكثر من مليار معلومة في اليوم الواحد التي ودون تنظيم ستفقد معناها وستجعل شبكات إنترنت الأشياء بطيئة ولا تعمل بالشكل الأمثل.