تطوير أجهزة روبوت قادرة على تحسين نوعية حياة المسنين
بعد الكثير من الأبحاث التي أجريت من قبل المختصين في علم الروبوتات الذكية، توصلوا إلى أن الجيل القادم من هذا النوع من أجهزة الروبوت المساهمة في تقديم العون للبشر، يجب أن تصنع من مواد أكثر مرونة مثل المطاط أو السيليكون أو النسيج القماشي، وهو ما يجعل أجهزة الروبوت في ذلك الجيل آمنة وتبشر بإمكانية أن تقوم بمهامها بدقة كبيرة، لكن مع ضمان عناصر الأمن والسلامة للبشر الذين سيتعاملون معها.
حيث لا يتوقف هذا الأمر على هذا البلد الآسيوي، فحتى في المملكة المتحدة ظهر مؤخراً روبوت يحمل اسم “بيبر” طورته جامعة ميدلسكس أمام لجنة برلمانية للإجابة على أسئلة بشأن دور أجهزة الروبوت في التعليم، لكن ظاهرة أجهزة الروبوت التي تقدم الرعاية للبشر تعد حديثة العهد نسبياً. فارتفاع متوسط عمر الإنسان أدى إلى تزايد أعداد المسنين الذين يحتاجون للمساعدة في شؤون حياتهم اليومية، وهو ما يأتي في وقت يتناقص فيه عدد الأشخاص القادرين على مد يد العون لهم، وهو ما يعني أننا سنواجه في المستقبل القريب أزمة على هذا الصعيد.
ومن أعقد وأصعب التحديات التي يتعامل معها خبراء هذا النوع محاولين إيجاد حلول لها، هو أنّ مبدأ التنقل والتّحرُك الخاص بأجهزة الروبوت القادرة على التعامل ومحاكاة الإنسان، حيث لا يزال يشكّل أحد أعقد التحديات التي يواجهها هذا النوع منها، إذ أنه يسمح لتلك المنظومات الآلية بالحركة بقدر ما، لكنه لا يمنع من أن تصاب بالارتباك والتشويش بسهولة، كما يحدث مثلاً للمكنسة الكهربائية الروبوتية، التي لا تستطيع العودة وحدها إلى قاعدة الشحن الكهربائية الخاصة بها.
وفي الأماكن والمختبرات التي وجدت فيها الروبوتات أثناء إجراء الاختبارات عليها والظروف المشابهة لها في أرض الواقع، لوحظ أن بإمكان أجهزة الروبوت تعيين الطريق الأنسب لها الذي يتوجب عليها أن تسلكه، لكن الأمر لا يكون بهذه السهولة في بيئة الحياة الواقعية المليئة بالتفاصيل الكثيرة، مثل تلك التي تسود المنازل المليئة بالطاولات والمقاعد وغيرها من التفاصيل، حيث تعاني أجهزة الروبوت من مقدرتها على التكيف مع تغير طبيعة الأرضية التي تمشي عليها. وفي عام 2017، أغرق روبوت يُستخدم لأغراض أمنية في العاصمة الأمريكية واشنطن نفسه عندما سقط في نافورة بأحد المكاتب.
وحسب أقوال وآراء خبراء التقنيات الذكية في الجامعات والمطورين للتقنيات الخاصة بالمشاريع التي تستهدف تطوير روبوت يقوم بالعمل على العناية بكبار السن ومراقبة حالتهم الصحية، حيث أن العديد من الخوارزميات الخاصة بأجهزة الروبوت المستخدمة حاليا للتفاعل مع الإنسان، قد تم تطُوّيرها في المختبر، وتتسم ببساطة نسبية مقارنة بالمستوى الذي يتعين أن تصبح عليه لتتواكب مع مستوى النشاط المنزلي.
ومن هذه التحديات كذلك العمل على التأكد من عمل هذه التقنيات دون أن ينتج أي من المخاطر أو المشكلات، ومن ذلك الروبوتات التي لا يتم استخدامها عادة في بيئة قريبة من الأطفال أو الحيوانات. وقد تجلى هذا التحدي في عام 2016 عندما مر روبوت يُستخدم للأمن فوق طفل صغير بمركز للتسوق في وادي السليكون، عندما ركض الطفل نحوه.
ومع وجود العديد من التساؤلات حول رغبة الناس ممّن يحتاجون إلى تقديم الرعاية الصحية لهم من كبار السن أو غيرهم، في كونهم يفضلون أن تكون هذه الروبوتات المختصة في تقديم الرعاية الصحية لهم على هيئة البشر أم لا؟ ويشير الخبراء في هذا الشأن بعد العديد من الاختبارات والأبحاث المستمرة في هذا المجال، أنه كلما اقترب شكل الروبوت من هيئة الإنسان، تزيد مقاومة مُتلقي الرعاية لأن يحصل على المساعدة من الروبوت. ويشير الخبراء على أن الروبوت “يصبح مفيداً فقط عندما يتقبله الشخص الذي يُفترض أن يحظى برعايته”.
فبذلك وفي كثير من الحالات يمكن أن تكون الروبوتات التي لا تشبه بشكلها شكل الإنسان هو الخيار الأفضل لذلك، وفي هذا النطاق اتجه الخبراء إلى ابتكار الحيوانات الروبوتية كبديل للحيوان الأليف، وذلك للحاجة لها في دور الرعاية التي لا تسمح بدخول الحيوانات إليها، وذلك لكي تصبح هذه الأجهزة بمثابة مرافق إضافي لمن يعانون من الخرف أو من يواجهون صعوبات في التعلم.
وتتميز الكثير من أجهزة الروبوت المتوافرة في وقتنا الحالي، بأنها مصممة لأداء مهمة واحدة فقط محددة لها مسبقاً-وذلك مثل المكانس الروبوتية مثلاً وليست مُصممة لأداء مهام متعددة، في ضوء أن تصميم روبوت قادر على القيام بأكثر من مهمة قد يكون أمر صعب، خاصة إذا لم تكن هناك صلة بين الوظائف المطلوبة منها، ومن المرجح أن نرى في المستقبل القريب على الأقل، أجهزة روبوت متعددة المهام لرعاية كبار السن، تم تصميمها للقيام بوظائف مختلفة، لكن ذلك سيثير مشكلة تتعلق بالمكان الذي سيتم فيه تخزين هذه الآلات، عندما لا تكون في وضع التشغيل.