الأقاليم الصحراوية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الأقاليم الصحراوية؟

إن المناخ الصحراوي كما أنه معروف يمتاز في ندرة الأمطار لدرجة لا تسمح بوجود حياة نباتية طبيعية، حيث لها قيمة تذكر من ناحية أنها تصلح للرعي أو لأي غرض ثاني من الأغراض الاقتصادية المشهورة، أو لقيام أي نوع من أنواع الزراعة والاستقرار إلا حيثما يمكن أن يتم استخدام وسائل الري، سواء كان عن طريق المياه الجوفية أو مياه الأنهار التي من الممكن أن تصل إلى الأماكن الصحراوية من الأقاليم الماطرة التي تجاورها.
كما أن الصحاري لا تكون عديمة الأمطار بشكل تام، بل أنها تتعرض ولو لأوقات متباعدة لهطول بعض الأمطار التي تأتي في الغالب مع عواصف رعدية قوية قد يحدث بسببها سيول جارفة، كما أن هناك حد أعلى لكمية هطول المطر السنوي التي تكون خلال المناخ الصحراوي ولكن هذا الحد ليس واحداً في كل الأقاليم؛ وذلك لأن حالة الجفاف التي يمتاز بها المناخ الصحراوي لا تتوقف على كمية هطول الأمطار فقط بل أنها تتوقف أيضاً على عوامل ثانية من أهمها درجة الحرارة التي تتدخل بشكل كبير في تحديد القيمة الفعلية للأمطار.
فمثلاً في أقاليم التندرا من النادر أن تزيد كمية هطول الأمطار على 25 سنتيمتراً خلال العام، فمع ذلك فإن الأقاليم الصحراوية لا تعتبر من الأقاليم الجافة؛ وذلك يعود للتربة السطحية التي تكون فيها مشبعة بالمياه خلال فصل الصيف، حيث أنها تكون متجمدة في أغلب أشهر العام ويكون الهطول داخل هذه الأقاليم عبارة عن بلورات ثلجية.
حيث أن هذا يعني أن المياه لا تضيع سواء بالانحدار فوق سطح الأرض أو التسرب باتجاه باطن الأرض، وحتى خلال فصل الصيف تظل الطبقات السفلى من التُربة جامدة وتحول بذلك دون تسرب المياه التي تكون متجمعة على السطح بسبب انصهار الجليد باتجاه الباطن، ويوجد مثال آخر أن كمية المطر التي تهطل في بعض مناطق غرب أستراليا لا تزيد بشكل عام على 25 سنتيمتراً.
فمع ذلك فإن زراعة القمح تصلح في هذه المناطق؛ وذلك لأن هطول الأمطار يتفق مع الفترة التي يكون فيها النبات في أشد الحاجة للمياه خاصة إذا لاحظنا أن ميعاد هطول هذه الأمطار لا يتغير تغيراً واضحاً من عام إلى آخر وعلى العكس من ذلك نجد أن كمية المطر التي تهطل في بعض المناطق الصحراوية الحارة قد تصل تقريباً إلى 50 سنتيمترًا، كما هو الحال على حدود سفانا الموجودة في إفريقيا، ومع ذلك فإن أغلب هذه الكمية تضيع عن طريق التبخر بسبب اشتداد درجة الحرارة خلال فصل الصيف وفصل سقوط المطر.
هكذا نجد بأن كمية هطول الأمطار لا تعتبر في حد ذاتها أساساً طبيعياً دقيقاً من أجل تحديد المناخ الصحراوي، ولكن أفضل مظهر يمكن الحكم عن طريقه على أي إقليم بأنه صحراوي هو النباتات الطبيعية التي تظهر داخل هذا الإقليم؛ لأن هذه النباتات تعتبر أهم مقياس لقيمة الأمطار الفعلية، كما أننا نعمل على تحديد المناخ الصحراوي على أساس معامل الجفاف (م = ح + 9)، فتعني بعبارة ثانية أن الصحاري توجد في الأقاليم التي تقل فيها كمية تساقط الأمطار بالسنتيمترات عن معدل درجة الحرارة المئوية ويضاف إليها معامل ثابت هو الرقم (9).
أمَّا من حيث درجة الحرارة فمن الواضح بأنه لا يوجد للمناخ الصحراوي حد معين للحرارة فالصحاري يمكن أن توجد في أي إقليم من الأقاليم الحرارية بما في ذلك الأقاليم القطبية فهي تمثل نوعاً خاصاً من الصحاري، كما نلاحظ أن الأقاليم الصحراوية متساوية، حيث يوجد منها في العروض الحارة أو في العروض الباردة، مما يعني أنها تشترك في صفتين أساسيتين هما:

  • أن المدى السنوي واليومي لدرجة الحرارة فيها جميعاً مرتفع جداً، خصوصاً في الصحاري المعتدلة والباردة التي يزيد المدى السنوي لدرجة الحرارة في معظمها عن 26 درجة مئوية.
  • أن فصل الصيف فيها يكون شديد الحرارة، ليس هناك فرق كبير بين الصحاري الحارة والصحاري المعتدلة أو الباردة من هذه الناحية، ففي صحاري وسط آسيا حتى في أطرافها الشمالية يصل معدل درجة حرارة شهر يوليو في المناطق إلى 50 درجة مئوية، وهو المعدل ذاته الذي نجده في الصحراء الكبرى بشكل عام.
    كما أن النهاية العظمى التي يتم تسجيلها في صحاري وسط آسيا أو أمريكا الشمالية قد ترتفع إلى نفس المعدل الذي ترتفع إليه في الصحراء الكبرى وهو 65 ْمئوية، حيث أنه المعدل نفسه الموجود في الصحراء الكبرى، كما أن أعلى درجات حرارة سجلت في العالم كله كانت في الوادي المشهور باسم (وادي الموت) بكاليفورنيا على خط عرض 36 درجة شمال خط الاستواء.

شارك المقالة: