الأمطار في الوطن العربي

اقرأ في هذا المقال


كيف تكون الأمطار في الوطن العربي؟

إن الأقاليم التي يمكن أن توصف بالمطيرة لا تغطي من العالم العربي إلا نسبة لا تزيد على 5% من مساحته الكلية، بينما تمثل الصحاري أكثر من 85% هذه المساحة، وفيما بين هذين النوعين توجد أماكن متوسطة يمكن أن توصف بأنها شبه جافة أو شبه صحراوية، وأكثر أقسام العالم العربي مطراً هي جنوب السودان، حيث أن معدلاته السنوية تكون ما بين 80 و110 سم، كما تأتي بعد ذلك المنحدرات الجبلية التي تواجه البحر المتوسط في سوريا ولبنان وفلسطين والمغرب العربي وشمال برقة في ليبيا، والمعدلات السنوية للأمطار تكون فيها ما بين 70 و100 سنتيمتر.
ونظام المطر السائد في العالم هو نظام البحر المتوسط، ولا يتوقف وجود هذا النظام على المناطق المحيطة بالبحر المتوسط نفسه، بل أن بعض مظاهره يمتد نحو الشرق حتى العراق ودول الخليج العربي ونحو الجنوب حتى شمال شرق السودان واريتريا والأماكن المقابلة لها في الحجاز وعسير، وأهم هذه المظاهر هي هطول كميات معينة من الأمطار الشتوية التي تكون نتيجة المنخفضات الجوية التي تأتي من جهة البحر المتوسط، فمن المعروف أن أمطار البحر المتوسط في جملتها تكون أمطار إعصارية وأنها تأتي مع المنخفضات التي تتحرك في العادة من الغرب إلى الشرق.
وكما يزداد نشاط هذه المنخفضات بشكل خاص خلال فصل الشتاء، ولكنها تظهر أيضاً ولكن بصورة أقل في فصلي الربيع والخريف، حيث تكون مسارات منخفضات الربيع واقعة في الغالب على طول السواحل الجنوبية للبحر المتوسط أو إلى الجنوب منها، وقد يذهب البعض منها باتجاه الجنوب أو الجنوب الشرقي ويسير على طول البحر الأحمر حتى أواسطه قبل أن يرجع للاتجاه شرقاً عبر شبه الجزيرة العربية إلى منطقة الخليج العربي.
وهذه المنخفضات هي التي تسبب أغلب الاضطرابات الجوية الربيعية في هذه الأماكن، ومن أهمها حدوث موجات حرارية شديدة أو حدوث زوابع ترابية كبيرة، ولأن بسببها هطلت بعض الأمطار فإنها تكون في الغالب أمطاراً قليلة، أمَّا أكثر الأمطار فتأتي خلال فصل الشتاء؛ وذلك نتيجة لزيادة نشاط المنخفضات الجوية خلال هذا الفصل عنها في أي فصل آخر.
كما أن ظروف الموقع الفلكي والمواقع نسبتاً للبحار واتجاه السواحل والمنحدرات نسبتاً لاتجاه الرياح المحملة بالأمطار وغير ذلك من العوامل الجغرافية تلعب أدواراً مختلفة في تحديد كمية الأمطار ونوعها ونظام هطولها وطول فصل هطولها ولحظة ظهور قمتها، ولذلك فإن دراسة أمطار العالم العربي بشكل عام لا يمكن أن تغني عن الدراسة التفصيلية لظروف كل منطقة.


شارك المقالة: