اقرأ في هذا المقال
- الجزر الحرارية
- عوامل تشكل الجزر الحرارية
- آثار الجزر الحرارية
- الحلول المقترحة للحد من اَثار الجزر الحرارية
الجزر الحرارية:
ينتج عن التوسّع العمراني في المدن ما يُصاحبه أيضاً زيادة كبيرة في النشاط البشري، انباعثات حرارية وملوّثات هوائية، تؤثرعلى الخصائص المناخية للمدن، فمن أبرز الظواهر المناخية التي تُسبب ذلك هو تكوَّن الجُزر الحرارية.
والجُزر الحرارية: هي مصطلح مناخي نقوم بإطلاقه على ارتفاع درجات حرارة المدن الكبيرة، كذلك المدن الصناعية بشكل أكبر من المناطق المحيطة بها.
وتحدث ظاهرة الجُزر الحرارية؛ بسبب حدوث التنمية الحضرية التي يقوم بها الإنسان في المدن واستخدامه للطاقة، التي من الممكن أن يتم الزيادة في مُعدّلات حرارة هوائها يكون بين (2-6) درجات مئوية.
عوامل تشكل الجزر الحرارية:
إن الزيادة في النشاط العمراني في المدن الحديثة، يؤدي إلى التأثير على مناخها المحلي بشكل ملحوظ جداً. وتعتمد درجة تأثير المدينة في مناخها على عدّة عوامل من أهمها:
1- نمط استخدام الأرض: عن طريق إنشاء الإنسان للمباني والطرق بمواد الإسمنتية والإسفلت، حيث تتميز بقدرتها الكبيرة على امتصاص درجة الحرارة واستعماله المتزايد لمصادر الطاقة، كما يقوم أيضاً بالتقليل من مساحة الغطاء النباتي في المدن وساهم في تكوّن الجُزر الحرارية فيها.
2- تلوّث الهواء: يحدث بسبب ازدحام المدن من خلال وسائل النقل، التي ينبعث من خلالها كميات كبيرة من الغازات الضارّة؛ مثل ثاني أكسيد الكربون الذي يقوم بامتصاص بعض الأشعة الحرارية، التي تنعكس من سطح الأرض والاحتفاظ بها؛ ممّا يتسبب في زيادة درجات الحرارة في المدن.
3- الخصائص الطبوغرافية والمسطحات المائية: حيث تشكّل الجُزر الحرارية في مناطق الأودية والمنقبات بشكل أكبر بكثير من المناطق المرتفعة. ويعود ذلك إلى حركة الهواء فيها، حيث تتكوّن الجُزر الحرارية أيضاً في المدن ذات المناطق السهلية الواقعة في الأحواض الطبوغرافية، حيث تقوم حركة الرياح بإعاقتها. وينطبق هذا على مدينة عمان، بينما المدن التي تقع على السفوح الجبلية والمنحدرات، لا تسمح أبداً بتكون الجزر الحرارية فيها. وكذلك المدن التي تجري فيها الأنهار أو التي تقع على السواحل، تنخفض فيها درجات الحرارة ولا تتكوّن فيها الجُزر الحرارية مقارنة مع غيرها من المدن الداخلية.
4- حجم المدينة وكثافة البناء: يوجد علاقة طردية بين حجم المدينة ونمو الجزرالحرارية، فكلّما تم اتساع المدينة مع مرور الوقت وازدادت أعداد سكانها زاد نمو الجزيرة الحرارية فيها، حيث أن زيادة كثافة الأنشطة البشرية، البناء، ارتفاع عدد المباني وتزاحمها وضيق الشوارع في المدينة، يؤدي الى البطء بعملية التخلّص من الطاقة الحرارية، الذي بدوره يعمل على زيادة درجات الحرارة فيها بشكل واضح وتكوّن الجُزر الحرارية.
وإن الحدائق والمناطق المزروعة في المدينة تساهم في تبريد درجة حرارتها السطحية؛ ممّا ينعكس على تبريد الهواء فيها، شعورالإنسان بالراحة والنسيم العليل. والمناطق ذات المباني الكثيفه غالباً ما تؤدي الى رفع درجة حرارة الهواء فيها.
آثار الجزر الحرارية:
تظهر اَثار الجزر الحرارية في:
- عناصر المناخ: حيث تؤثر الجُزر الحرارية في عناصر المناخ المحلي؛ مثل زيادة درجات الحرارة، الامطار، نسبة التغيم، تناقص سرعة الرياح، الرطوبة النسبية والإشعاع في المدن.
- صحة الإنسان: تؤثر الجُزر الحرارية على نشاط الإنسان وقدرته على بذل جهد إضافي.
الحلول المقترحة للحد من اَثار الجزر الحرارية:
1- زياده الغطاء النباتي: يؤثر في خفض درجة حرارة الهواء في المدن، حيث يمتصّ كمية من الأشعة الشمسية الساقطة عليه، كذلك إطلاقه كميات كبيرة من الأكسجين وامتصاصه ثاني أكسيد الكربون، إضافةً إلى قيمته الترفيهية والجمالية.
2- التقليل من تلوث الهواء: من خلال وضع تشريعات تقوم بحد تركيز الملوّثات في الهواء، كذلك استخدام مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية.
3- تبريد السطوح: عن طريق طلاء أسطح المنازل، المنشآت العامة والمصانع باللون الأبيض.
4- السطوح الخضراء: هي ما يُطلق عليها حديقة السطح؛ أي القيام بزراعة النباتات على سطح المباني والمصانع، حيث تعمل على خفض درجة حرارة الهواء وتُشكّل مادة عازلة للمباني تقوم بعدم انتقال الحرارة إليها.
5- التخطيط السليم: يجب أن نأخذ بعين الإعتبارعنصرية المناخ، التضاريس، عند القيام بإنشاء المدن والمناطق الصناعية، العمل على جعل حركة الهواء معتدلة في اكثر الاوقات، وذلك بالحرص على مساواة ارتفاع المباني من حيث اشكالها، اتجاهاتها، تنسيقها.
وأكثر المناطق التي تقلّ فيها الرطوبة النسبية هي الموجودة في وسط المدينة، خاصة في فصل الصيف. وتزداد الرطوبة النسبية في المناطق والأحياء الهامشية في المدن. وإن نسبة الغازات التي تقوم بإطلاقها وسائل النقل القديمة، تزيد (20) مرّة عن نسبة الغازات التي تطلقها وسائل النقل الحديثة.