الجغرافيا الحيوانية

اقرأ في هذا المقال


ما هي الجغرافيا الحيوانية؟

إن الجغرافيا الحيوانية هي من أحد فروع الجغرافيا الحيوية، حيث أن اهتمامها يكون بكيفية توزيع الحيوانات على سطح الكرة الأرضية وكمية ارتباط هذا التوزيع بالظروف الجغرافية الثانية، حيث تم تقدير عدد الحيوانات البرية والبحرية والطيور بمليون نوع تقريباً.
كما تواجه دراسة الجغرافية الحيوانية صعوبات سنتحدث عن بعضها في هذا المقال، وهي أن الحيوانات لا نستطيع رؤيتها في أماكن يكون من السهل الوصول إليها؛ وذلك لأن بعض الحيوانات بحرية تعيش على أعماق كبيرة من البحار والمحيطات، والبعض الآخر منها يعيش داخل شقوق، وبعض الحيوانات يكون سام والآخر مفترس، وإلى جانب ذلك فالحيوانات تتميز بحرية الحركة وكثير منها بلون بيئته، ممَّا يكون من الصعب تمييزه.

ما هي العوامل التي تعتمد عليها عملية توزيع الحيوانات على الأرض؟

هناك مجموعة من العوامل الجغرافية التي تتحكم في توزيع الحيوانات على سطح الأرض، من أهمها ما يلي:

  • النباتات الطبيعية والتوزيع الجغرافي للحيوانات: حيث يتفق توزيع الحيوانات اتفاقاً قوياً بالنباتات الطبيعية؛ إذ أن لكل نوع من الحيوانات ما يناسبه من النباتات الطبيعية، حيث يرتبط وجود الحيوانات بمجالات معينة من النبات، وعلى سبيل المثال نجد بأن مناطق السفانا هي من أكثر النطاقات النباتية وجوداً للحيوانات، ومن أهم حيواناتها هي الجاموس الوحشي والزراف والغزلان والفيلة، حيث تعيش هنا أيضاً حيوانات أخرى مفترسة تعتمد في غذائها على الحيوانات الآكلة للعشب، ومن هذه الحيوانات المفترسة النمور والأسود والفهود.
    كما تعيش القردة والنسانيس والغوريلا والطيور والفيلة داخل الأماكن الاستوائية، كما تعيش الثعابين وأنواع من الطيور والحشرات صاحبة الألوان الزاهية داخل الأماكن الاستوائية كذلك، أمَّا في الغابات المعتدلة الباردة فتعيش عدد من الحيوانات القارضة مثال على ذلك السناجب وبعض الحيوانات التي يكون عيشها على الحشائش مثل كل من الغزلان والأرانب، كما تعيش أيضاً الدببة والذئاب والثعالب داخل الغابات النفضية والصنوبرية.
  • المناخ: إن للمناخ تأثير كبير في نوع الحيوانات، وأفضل دليل على هذا أثر المناخ القطبي على الحيوانات التي تعيش داخل مناطقه مثال على ذلك كل من الدببة والثعالب القطبية، حيث تتميز بوجود فراء يعمل على حمايتها من شدة البرد وأخطاره.
    كما يتضح أثر المناخ أيضاً داخل المناطق شبه الجافة والجافة، حيث تعيش حيوانات تستطيع تحمل الجفاف مثل الجمل الذي يتحمل العطش لفترة طويلة، وللمناخ أثر غير مباشر على توزيع الحيوانات، إذ أن النباتات الطبيعية ليست إلا وليدة المناخ في محيط بقية الظروف الجغرافية الأخرى.
  • التضاريس: لا يوجد شك بأن المناطق الجبلية تكوّن حواجز تفصل بين المناطق المختلفة، فتقوم بمنع انتشار الحيوانات فيها، كما أن للمناطق المرتفعة حيواناتها التي تكون قادرة أن تعايش ظروف هذه المناطق من خفة حركة ومقدرة على السير داخل المناطق الوعرة مثال على ذلك الماعز الجبلية واللاما في أمريكا الجنوبية، ومن جهة أخرى لا تستطيع الحيوانات الكبيرة أن تعيش في المناطق الجبلية.
  • توزيع اليابس: إن أثر توزيع اليابس والماء في انتشار الحيوانات بحيث نرى تشابهها داخل مجالات توزيع الحيوانات في نصف الكرة الشمالي؛ ويعود البسبب في ذلك هو اتصال اليابس في كل من قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوروبا، ممَّا يساعد انتقال الحيوانات وانتشارها، حيث يختلف نصف الكرة الجنوبي من حيث تباعد أجزائه، ممَّا نتج عنه عزلة بين قاراته وبالتالي انفردت كل منها بحيوانات معينة تشتهر بها، وعلى سبيل المثال انفردت قارة استراليا ببعض الحيوانات ممَّا جعل بومان (Bowman) أن بوصفها بأنها متحف أشكال الحياة القديمة.
    وتتوافق هذه العبارة إلى حد كبير على الحيوانات التي تعيش داخل قارة استراليا، ففي أستراليا يوجد حيوان يضع البيض كالطيور ويغطي جسمه الشعر، يرضع صغاره، حيث يصل طوله إلى أكثر من نصف متر، ويطلق على هذا الحيوان بطة بلاتيبس (Duck Billed Platypus).
    ومن أكثر الحيوانات شهرة التي تعيش في أستراليا القنغر أو (الكانغرو) الذي يستطيع أن يهرب من العدو بسرعة تصل إلى 64 كم في الساعة، كما تنفرد أمريكا الجنوبية بحيواني اللاما والألبكا، ومن أهم الأسباب في انفراد هاتين القارتين بهذه الحيوانات هو عزلتهما عن باقي يابس العالم، واتساع المساحات المائية التي تفصل بين هاتين القارتين وبقية قارات العالم.
    ومن هنا قمنا بتوضيح ما تهتم به الجغرافيا الحيوانية وطرق توزيع الحيوانات في جميع القارات وطريقة العيش في كل قارة ومدى تلاءمها بالعيش داخلها وقمنا بوضع بعض الأمثلة على هذه الحيوانات.

شارك المقالة: