الرياح المحلية والزوابع الترابية في الوطن العربي

اقرأ في هذا المقال


كيف تحدث الرياح المحلية والزوابع الترابية في الوطن العربي؟

لا نستطيع أن نترك موضوع الرياح في العالم العربي دون أن نتحدث عن الرياح المحلية التي لها صفات خاصة، والتي تكون نتيجة تغيرات في الضغط الجويتكون عارضة، ومن أهمها المنخفضات الجوي، أو نشير إلى الزوابع الترابية التي تشتهر بها أغلب البلاد التي تقع في قلب الصحاري أو على أطرافها، والتي لا يخلو منها بلد عربي تقريباً.
ففي العالم العربي تحدث جميع أنواع الرياح المحلية سواء في ذلك الرياح اليومية التي تضم كل من نسيمي البر والبحر ونسيمي الجبل والوادي، أو الرياح التي تحدث نتيجة تغيرات في الضغط الجوي ومن أهمها رياح الخماسين التي تحدث في شمال مصر، رياح القبلي التي تحدث في شمال ليبيا، رياح السموم التي تحدث في المغرب العربي وشبه الجزيرة العربية، وجميعها رياح صحراوية حارة تحدث في بداية المنخفضات الجوية الربيعية، وكما تكون محملة بالأتربة والرمال الناعمة، وهي التي تكون مسئولة عن الموجات الحرارية المختلفة التي تسجل عند حدوثها أعلى الدرجات الحرارية العظمى.
وكما تظهر في العالم العربي أيضاً رياح جبلية من نوع (الفهن) التي تشتهر بها المنحدرات الشمالية لجبال الألب والتي تكتسب حرارتها بسبب انضغاطها عند هبوطها على جوانب الجبال، ولهذا فإن ظهورها يكون مُختصر على الأقاليم الجبلية في كل من المغرب العربي، شمالي ليبيا، جبال سوريا، لبنان وشمالي العراق، ففي هذه المناطق يظهر أيضاً نسيما الجبل والوادي، ولكن ظهورها يكون في العادة مقصوراً على الأيام التي لا تحدث فيها رياح قوية.
وفي جميع البلاد الساحلية في العالم العربي يكون نسيما البر والبحر واضحين، خاصة خلال فصل الصيف، وصيادو السمك استفادو في المياه الساحلية من هذه الظاهرة، حيث تبدأ زوارقهم في التحرك إلى البحر عندما يبدأ نسيم البر بعد الغروب،من ثم تبدأ رحلة العودة إلى البر في الصباح الباكر مع بدء حدوث نسيم البحر، أمَّا الزوابع الترابية والرملية فهي من الظاهرات المألوفة في جميع البلاد العربية تقريباً، ومع ذلك فإن ظهورها يكون نادراً في بعض المناطق التي تمتاز بكثرة أمطارها وكثافة غطائها النباتي الطبيعي أو الزراعي وبعدها عن أماكن الرمال والأتربة المفككة.
ومن الأمثله عليها سهول جنوب السودان ودلتا نهر النيل، وتكون كثيرة هذه الزوابع بشكل خاص في البلاد الواقعة على أجزاء الصحراء، عندما ينقطع المطر ويزول الغطاء النباتي الذي يُغطي التربة، كما يختلف موسمها في البلاد التي تتأثر بمناخ البحر المتوسط عنه في البلاد التي تتأثر بالمناخ المداري الممطر صيفاً، حيث أن البلاد الأولى تكثر فيها الزوابع الترابية عادة في نهاية الربيع وأبداية الصيف وأواسطه، ومن الممكن أن يمتد موسمها حتى بداية الخريف، أمَّا في البلاد الثانية مثل سهول وسط السودان وشماله فإنها تكثر بشكل خاص في الربيع وبداية الصيف، كما تتوقف قوة الزوابع الترابية والرملية على عدد من العوامل من أهمها ما يلي:

  • كثرة الأتربة أو الرمال الناعمة المفككة فوق سطح الأرض وانتشارها في مساحات كبيرة.
  • جفاف الجو، حيث أن هذا الجفاف يعمل على تفكك الرمال والأتربة.
  • نشاط التيارات الهوائية الصاعدة، ممَّا يسبب في ارتفاع الأتربة والرمال الناعمة.
  • حدوث الرياح سطحية، حيث تقوم بحمل الأتربة والرمال الصاعدة معها، كما أن العمليتان الأخيرتان في العادة تحدث عند مرور جبهة هوائية باردة فوق أرض ساخنة، ففي هذه الحالة تعمل على سخن الأجزاء السفلى من الهواء البارد وترتفع على شكل تيارات صاعدة تحمل معها الأتربة والرمال الناعمة التي تدفعها الرياح أمامها.
    ومن الزوابع الترابية التي تحمل صفات مميزة في الوطن العربي هي الزوابع التي تشتهر بها السهول الوسطى والشمالية للسودان والتي يكون إسمها (الهبوب)، حيث أنها تظهر بشكل خاص في أواخر فصل الربيع وأوائل فصل الصيف، حيث يكون الجو عندئذ حاراً جافاً، كما تكون التربة مفككة ولا ينمو بها حشائش، ويتقدم الهبوب في العادة على شكل جبهة متصلة نستطيع تمييزها عن بعد.
    وقد يستطيع المراقب في بعض الأحيان أن يلاحظ مولد الهبوب وتجمعه في منطقة حدوثه، وعندما يمر الهبوب على أي مكان فإنه يسبب في انخفاض مدى الرؤية عند سطح الأرض إلى الصفر، كما يسبب إلى ترسيب طبقة سميكة من الغبار الناعم على كل ما يقع في طريقه، وكثيراً ما يتسبب في مروره هطول بعض الأمطار، ممَّا يعمل على تنظيف الجو من الغبار، ويكثر حدوث الهبوب بشكل خاص في كل من منطقة الخرطوم ومنطقتي توكر وكسلا في شمال شرقي السودان.

شارك المقالة: