الساحة الحمراء في روسيا

اقرأ في هذا المقال


الساحة الحمراء:

الساحة الحمراء أو ما تعرف أيضاً الميدان الأحمر، هي من أهم وأجمل المعالم الأثرية والتاريخية في روسيا لأنها تحتوي على العديد من المباني الأثرية وجرت فيها العديد من الأحداث التاريخية منذ القرن الخامس عشر ولغاية الآن، كما أنها شاهدة على تاريخ روسيا العظيم، الساحة تقع على مساحة 46450 متراً مربعاً وكانت تسمى في أواخر القرن الـ16 ساحة الثالوث ثم أطلق عليها اسم كراسنا في منتصف القرن الـ17، كما أنها من أهم المواقع المدرجة في التراث العالمي في اليونسكو.

أين تقع الساحة الحمراء؟

الساحة الحمراء التي تعد من أشهر الساحات الموجودة في العالم وهي الأكثر تميزاً تقع في روسيا في قلب مدينة موسكو حيث أن المركز الرئيسي لشوارع موسكو من جميع الجهات، كما أنها تقع في الجهة الشرقية للكرملين وجنوب كاتدرائية القديس باسيليوس وشرق متجر جوم وشمال المتحف التاريخي، وهي منطقة جذب السياح ولها القدرة على تحقيق الأحلام والأمنيات من خلال نثر العملات المعدنية في الهواء مع تردد الأمنية التي يريد الشخص تحقيقها.

نبذة عن الساحة الحمراء:

الساحة الحمراء التي تعتبر أسطورة روسية رائعة التي تكاد أن تنطق لتفصح عما مرت به من أحداث تاريخية منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا، فقد شهدت الكثير من الأحداث التاريخية والسياسية على مر العصور وهذا يؤهلها بأن تكون مكان يقصدها الزوار والسياح من جميع أنحاء العالم، وهي على شكل مربع يفصل القلعة الملكية السابقة عن المقر الرسمي لرئيس روسيا حالياً، وعندما تقف ستجد شوارع موسكو الرئيسية وكأنها تنظر إليك من جميع الجهات، فالميدان الأحمر هو الميدان المركزي لموسكو وكل روسيا.

الساحة الحمراء التاريخية الرائعة التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، وكانت تعرف باسم تورغ عندما كان سكان موسكو يأتون إلى الساحة لشراء حاجاتهم من المأكل والمشرب، ولكن عند نهاية القرن السادس عشر أطلق عليها اسم ساحة الثالوث وكانت المدخل الأساسي لقلعة الكرملين، حيث أنها في عام 1650 أطلق عليها اسم كراسنيا بلوشاد التي تعني الساحة الحمراء أو الساحة الجميلة.

الساحة الحمراء التي تعتبر من أهم الأماكن التاريخية في روسيا بسبب الأحداث الهامة التي مرت بها، حيث قاموا بترميم الساحة الحمراء في عام 1780 فعملوا على إزالة الأخشاب وإعادة بناء واجهات المتاجر وتم إضافة متاجر ذات طابقين، وبعد إحاطتها بصفوف من المتاجر حصلت الساحة الحمراء على شكلها المستطيل وتم العمل على تبليطها في عام 1804 بعد قيام ثورة أكتوبر، حيث أن الساحة اكتسبت أهمية تذكارية جديدة وتمت فيها مراسم دفن جنود الحرس الأحمر الذين استشهدوا في المعارك التي دارت في موسكو عام 1917 وأصبحت الساحة الحمراء منذ عام 1918 مكاناً لإقامة الاستعراضات العسكرية والمسيرات الشعبية.

لماذا سميت الساحة بالحمراء؟

الساحة الحمراء أو الميدان الأحمر حيث كان لها عدة أسماء تختلف عبر العصور، حيث أن في القرن الخامس عندما بدأوا بتشييد الساحة كان يسموها اسم تورج لأنهم كانوا يشتروا منها احتياجاتهم المختلفة، وأيضاً أطلق عليها اسم المفاصلة لأنهم كانوا يفاصلون على السعر عند الشراء، وفي القرن السابع عشر عام 1917 قبل الثورة الروسية أطلق عليها اسم كراسنا والتي تعني في الروسية الأحمر أو الجميل وهو يطلق على الميدان منذ القرن السابع عشر قبل تاريخ الشيوعية في روسيا بمائة عام بل كانت تطلق في البداية على كاتدرائية القديس باسل ثم امتد إلى الميدان أو الساحة التي تقع فيها الكاتدرائية عموماً.

الساحة الحمراء تنوعت أسماءها عبر العصور المختلفة وما مرت به من أحداث هامة ومختلفة، حيث أنها عندما نشب فيها حريق عام 1593 أطلق عليها اسم بوجار والتي تعني الحريق، وتم إنشاء متاجر حجرية باللون الأحمر عام 1595 بدلاً من الخشبية، وفي عام 1780 بدأ ترميم الساحة الحمراء ورصفها عام 1804، ويرجح الباحثون أن أصل تسمية الساحة الحمراء بهذا الاسم لا تعود إلى اشتقاقها من لون الطوب الأحمر ولا من الربط بين اللون الأحمر والشيوعية بل يعتقدون أن التسمية تعود إلى كون الكلمة الروسية (كراسنيا) تعني أحمراً أو جميلاً.

الأحداث التاريخية التي شهدتها الساحة الحمراء:

الساحة الحمراء التي تعتبر من الأماكن الهامة لأنها جرت فيها العديد من الأحداث التاريخية والسياسية للسكان الروسيين، حيث أنها كانت مكان يجتمع فيها أعداد كبيرة من الشعب خلال حكم القياصرة حتى يستمعوا إلى إعلانات الحكومة وخطابات القياصرة وكانت تقام فيها الاحتفالات خلال الأعياد الدينية، كما تم بناء المتحف التاريخي في الفترة بين 1874 و1883، وشهدت توسعات في بناء المتاجر التجارية في نهاية القرن التاسع عشر وفي مطلع القرن العشرين تم تشييد السكة الحديدية في الساحة على طول الكرملين عام 1909.

الساحة الحمراء في عام 1917 أصبح لها أهمية كبيرة حيث تم فيها تشييع الجنود الذين لقوا حتفهم في الثورة الروسية من خلال المراسم العسكرية، كما أنها أصبحت مكان رائع ومهم للعروض العسكرية والمسيرات الشعبية في عام 1918، حيث أقيم استعراض عسكري للجنود الروس المتوجهين إلى جبهة الحرب في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1941 عندما حاصرت القوات الألمانية موسكو، كما شهدت موكباً عسكرياً بعد انتصار الجيش الروسي على ألمانيا في عام 1945، وأصبحت الساحة مركزاً لإقامة الأعياد العسكرية والوطنية حيث تم الاحتفال بعيد النصر الروسي في مايو عام 2008 الذي يوافق مرور 63 عاماً على هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، كما تجمع نحو 100 ألف شخص في عام 2014 بالساحة الحمراء بمناسبة عيد العمال.

أهم المباني الأثرية والتاريخية:

1- كاتدرائية باسيل:

كاتدرائية باسيل التي تسمى باسم أيقونة موسكو وهي من أهم وأجمل الكنائس التاريخية في روسيا، حيث أنها تتميز بالفن المعماري الجميل، كما أن القيصر إيفان الرهيب هو من أمر ببناءها في ذكرى انتصاره على التتار والاستيلاء على كازان في عام 1555، حيت تم تصميمها من قبل المهندس الروسي بوستنك ياكفلوف، كما أنها تتميز بالقباب التسعة والأبراج الشامخة وهي الكنيسة التاريخية التي تقف في صمود وكبرياء بقلب الساحة الحمراء لتعلن عن جمال لا يقاوم من الألوان والأشكال والتصميم المعماري الفريد بما في ذلك القباب والأقواس والأبراج التي يحمل كل منها نمط مميز ولعل هذا ما جعل زائريها يفتنون بها منذ بنائها عام 1561.

2- ضريح لينين:

ضريح لينين من أهم المعالم الاثرية الموجودة في الساحة الحمراء وهو ما يسمى بالرخامي الأحمر وهو عبارة جثمان الزعيم السابق الشيوعي فلاديمير وهو من مؤسسين الاتحاد السوفيتي وهو ملتصق بالكرملين حيث تم تحنيط جثمانه وهو مسجى في صندوق زجاجي يمنع لمسه ومغطى بشرشف من أسفل بطنه حتى قدميه، كما أن جلد وجهه مشدود ويعتقد البعض أن أجزاء من جسده تم طلاؤها بالشمع أو أنها غير أصلية وتم استبدالها بأجزاء صناعية لتبدو في حالة جيدة حتى الآن وجرت عملية التحنيط مباشرة بعد وفاة لينين في الرابع والعشرين من يناير 1924م  وفي نفس ذاك العام جرى تشييد الضريح الأول من الخشب وفي عام 1930م تم الانتهاء من بناء الضريح المشيد من الرخام الفاخر المائل للاحمرار.

3- المتحف التاريخي:

المتحف التاريخي الذي يوجد في الساحة الحمراء الذي يعتبر من أكبر وأهم المتاحف الموجودة في روسيا بل في العالم ويعود ذلك إلى ما يحتويه من أعداد هائلة من القطع الأثرية واللوحات التاريخية التي تؤرخ تاريخ روسيا منذ العصر الحجري حتى العصر الحديث والتي تقدر بحوالي ثلاثة ملايين قطعة ولوحة أثرية وبه العديد من التماثيل والمجسمات التي تتخذ من زواياه مكاناً كتمثال برونزي لكزما مينين ودميتري بوزهارسكاي الذي ساعد في تطهير موسكو من الغزاة البولنديين في 1612 وضريح الجندي المجهول.

4- ضريح الجندي المجهول:

ضريح الجندي المجهول الذي يوجد في الساحة الحمراء وهو معلم أثري وهو المكان المشهور الذي يقوم على حراسته جندي لا يتحرك من مكانه مهما كانت الظروف.


شارك المقالة: