المدى الحراري والطبيعة القارية لمناخ الوطن العربي

اقرأ في هذا المقال


كيف يكون المدى الحراري والطبيعة القارية لمناخ الوطن العربي؟

تتميز أغلب أقاليم الوطن العربي بارتفاع المدى الحراري، سواء كان في المدى اليومي أو المدى الفصلي نتيجة طبيعة المناخ القارية، ولكن هذا الحكم العام لا يتم تطبيقه على أغلب الأماكن الساحلية أو الأماكن التي يهطُل مطرها طول العام أو في أغلب الأشهر مثل: سهول وهضاب جنوب السودان، ففي هذه الأماكن يكون المدى الحراري الفصلي أقل منه في أي مكان آخر من العالم العربي؛ وذلك بسبب كثرة الأمطار وطول فصل هطولها وكثافة الحياة النباتية وكثرة المستنقعات والبحيرات والمجاري المائية، حيث يتراوح هنا ما بين 4 و6 درجات مئوية فقط.
كما يكون واضح عن طريق أرقام محطات كل من جوبا والمالاكال وغيرها من محطات جنوبي السودان، أمَّا داخل المناطق الساحلية فإن المدى الفصلي يرتفع عن هذا كثيراً، ولكنه يبقى أقل بكثير منه في المناطق القارية، فهو يتراوح في أغلب البلاد الساحلية ما بين 10 و15 درجة، أمَّا في الأماكن البعيدة عن المؤثرات البحرية من الممكن أن يرتفع إلى 25 درجة مئوية، حيث يكون هذا المدى مرتفعاً بشكل خاص في كل من (سوريا والأردن وشمالي العراق).
ويرجع ذلك إلى شدة برودة فصل الشتاء في هذه الأماكن أكثر من رجوعه إلى اشتداد حرارة فصل الصيف؛ والسبب في ذلك هو أن هذه الأماكن تكون في هذا الفصل خاضعة لنفوذ الضغط الآسيوي والكتل القطبية القارية التي تحدث في مجاله والتي يصل هواؤها في كثير من الأحيان إلى هذه الأماكن، فيؤدي إلى هبوط الحرارة إلى درجة التجمد، ففي شمالي العراق، ووسطه مثلاً نجد بأن المدى الحراري الفصلي يكون 26 درجة في الموصل و24 درجة في بغداد، كما يبلغ في حلب بشمال سوريا 23 درجة.
وبالرغم من أن المدى الحراري الفصلي يكون منخفضاً على السواحل بالنسبة للداخل، فإن الظروف المحلية لبعض المناطق الساحلية تسبب في ارتفاع هذا المدى، وينطبق هذا بصفة خاصة على السواحل الصحراوية أو شبه الصحراوية التي دخلت فيها المؤثرات الصحراوية في فصل من الفصول، بينما تحدث فيها المؤثرات البحرية في فصل آخر، وكذلك السواحل التي تخضع خلال فصل الشتاء لقوة لضغط المرتفع الآسيوي الذي يسبب في كثرة وصول الهواء القطبي القاري، بينما تخضع خلال فصل الصيف لقوة المناخ الصحراوي بهوائه القاري الحار.


شارك المقالة: