تآكل طبقة الأوزون

اقرأ في هذا المقال


كيف تم تاكل طبقة الأوزون؟

تم اكتشاف غاز الأوزون في عام 1880 م، والذي اكتشفه (هاتاي) وهو أحد العلماء الأوروبيين، الذي استنتج على أن هذا الغاز الذي يوجد في جو الأرض يعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الحارقة التي تقتل الكائنات الحية، والأزون عبارة عن غاز شفاف يتكون من ثلاث ذرات أوكسجين ويميل لونه إلى اللون الأزرق قليلاً ونسبته في الغلاف الغازي قليلة جداً، حيث تم قياس الكمية الكاملة للأوزون في عمود من الهواء الجوي يصل ارتفاعه إلى 1000 كم ومساحة مقطعه 1 سنتمتر مربع ،وذلك في ظل معدل الضغط والحرارة السائدة فوجدت هذه الكمية 3 مليمترات تقريباً.
وغاز الأوزون سام جداً للإنسان، وتستعمله بعض الدول في معالجة مياه الشرب وتطهير المأكولات ومياه أحواض السباحة، وتوجد طبقة الأوزون بارتفاع 13 كيلو مترا وحتى 22 كيلو متراً عن سطح الأرض، ويتسبب حدوث البرق نتيجة تفريغ الشحنات الكهربية التي في السحب إلى تشكيل الأوزون وتجديده ولا يحدث هذا التفاعل إلا في وجود غاز وسيط وهو (النيتروجين) أو الهيدروجين، وقد يتفاعل الأوزون ذاته بتأثير الأشعة فوق البنفسجية فتندمج ذرات الأوكسجين المفردة بجزيئات أوكسجين أخرى لتعيد تكوين الأوزون، ويقدر ما يتكون من الأوزون طبيعيا كل عام بتقريباً 100 بليون طن.
ويرتفع نسبة الأوزون في اتجاه القطب الشمالي شمالا وفي اتجاه القطب الجنوبي في نصف الكرة الجنوبي، وترتفع نسب وجود الأوزون على كل دوائر العرض في فصل الربيع، وتتناقص إلى أقل مستوى في فصل الخريف، وقد ثبت أن الرياح يمكن أن تنقل ما لا يقل عن 25% من غاز الأوزون من المناطق الغنية بوجوده إلى الأماكن التي تقل نسبة هذا الغاز فيها.
ويعود التفكير في تآكل طبقة الأوزون إلى السبعينيات بينما بعض العلماء كانوا يشكون في أن المركبات الكلوروفلورو كربونية تتحلل خلال طبقات الجو العليا، فتتفاعل مع غاز الأوزون وتستهلك جزء كبير منه، وقد تم التحقق من ذلك 1985م في محطة الأبحاث البريطانية في القارة القطبية الجنوبية، حيث تم الاستدلال لأول مرة على مصطلح (ثقب الأوزون) وقد تم قياس فجوة الأوزون المتواجدة فوق القطب الجنوبي حلال فترة الربيع القطبي في أكتوبر 1987م وقدرت مساحتها بما يساوي مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1988م تم رصد فجوة أخرى للأوزون فوق القطب الشمالي تتمركز في سماء النرويج.

أسباب تآكل طبقة الأوزون:

ومن  أسباب تآكل طبقة الأوزون (فجوة الأوزون) ما يلي:

  • مادة الكلوروفلورو كربون: تم اكتشاف غاز الكلوروفلورو كربون لأول 1928م من قبل مجموعة من علماء شركة جنرال موتورز الأمريكية، وتتشكل هذه المادة من الكلور والفلور وذرات الكربون، وتتميز بأنها تتبخر عند درجة حرارة قليلة، ولهذا فهي تعتبر مادة تبريد ملائمة في الثلاجات وأجهزة التكييف وفي علب الرش التي تتطاير منها الغازات بقوة الاندفاع.
    وبسبب ما يتميز به غاز الكلوروفلورو كربون فقد تم التوسع في استعمال هذا الغاز الذي يدخل في ابتكار البخاخات وعمل الأسفنج الصناعي والألياف الصناعية، وهذا الغاز يملك متوسط عمر طويل يقع بين 75-100 سنة وفي هذه الفترة يتصاعد ويتسبب عمله التخريبي مدة طويلة، ويقدر أن كل ذرة من الكلوروفلورو كربون عليها أن تلغي مائة ألف جزيء من الأوزون قبل أن تفقد فاعليتها.
  • الطائرات النفاثة: التي تنفث كميات رهيبة من العوادم في الغلاف الغازي، كما أن الفرقعات التي تحدثها الطائرات عند احتراق سرعتها للحاجز الصوتي تؤدي إلى تدمير طبقة الأوزون.
  • صواريخ الفضاء: التى تطلق في الجو من مؤخراتها آلاف الأطنان من الغازات تدمر طبقة الأوزون، قدر العلماء أن 500 عملية إطلاق متتابعة لصاروخ (ساترن5) الأمريكي كفيلة، بالغاء طبقة الأوزون بأكملها.
  • تجاوب التفجيرات النووية: التي تبعث كميات عظيمة من الغازات والإشعاعات، إلى جانب التجارب التي تتم أيضًا في أعالي الغلاف الجوي في تكتم قوي كل ذلك يدمر غاز الأوزون.
  • الدراسات: حيث أثبتت أن استخدام الأسمدة النيتروجينية الذي يقدر بحوالي 150 مليون طن على مستوى العالم، قد يتسبب في نقص في كمية الأوزون بنسبة قد تصل إلى 15%.
    لا يوجد شك أن طبقة الأوزون هي بمثابة درع تحمي الأحياء من إنسان ونبات وحيوان من أخطار الأشعة فوق البنفسجية، ويعني تآكل طبقة الأوزون زيادة الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض والتي تتسبب في كثير من الأضرار التي تصيب الكائنات الحية على النحو التالي:
  • الأمراض وفي مقدمتها سرطان الجلد ولا سيما بالنسبة لسكان المناطق التي تبعد عن خط الاستواء، حيث تزيداد الأشعة فوق البفسجية داخل المناطق التي لا تتعامد عليها أشعة الشمس، ويعرف سرطان الجلد باسم ميلانوما (Melanoma)، كما أن ازدياد تسرب الأشعة فوق البنفسجية يتسبب في تعرض العيون للإصابة بالمياه البيضاء (الكتاركت Cataract) التي تُسبب عتامة العيون، وأثبتت الأبحاث أن هناك علاقة بين زيادة الإصابة في أمراض الجهاز التنفسي والنزلات الشعبية والأزمات الصدرية وبين زيادة تسرب الأشعة فوق البفسجية.
  •  نقص إنتاج المحاصيل الزراعية مثل كل من الفول الصويا والقطن والبقول.
  • تأثيرات مناخية، وحدوث ظواهر جوية غير مألوفة وفي غير مواعيدها.
  • التأثير الضار بالكائنات الدقيقة التي تعيش عليها الأسماك مثل البلانكتون مما يضر الثروة السمكية.
  • إصابة الحيوانات بالتهاب الملتحمة المعروف باسم العين الحمراء “Pinkeye”.

شارك المقالة: