جزيرة كورفو في اليونان

اقرأ في هذا المقال


جزيرة كورفو:

جزيرة كورفو من أجمل الجزر التاريخية القديمة في اليونان، حيث أنها غنية بالمواقع الأثرية القديمة التي تعود لعدة قرون، كما أنها تأثرت بجميع الحضارات التي سيطرت عليها مثل حضارة صقيلة والحضارة الفرنسية والبريطانية، وتعد عاصمة منطقة الجزر الأيونية الإدارية، كما يعود اسم جزيرة كورفو إلى اللغة الإيطالية كتعديل للفظ اليوناني القديم كوريفو الذي يعني القمة للدلالة على القمتين اللتين تقع بينهما الجزيرة، وبنيت قلعتان على رأسهما ثم استُخدمت الكلمة للدلالة على جميع مناطق الجزيرة، في حين أن الاسم اليوناني للجزيرة وهو (كيركيرا)، يرجع إلى اسم الجزيرة القديم، وهو اسم الحورية ابنة أسوبوس، إله الأنهار الإغريقي التي خطفها إله البحر بوسايدون، ثم أعطاها الجزيرة كهدية، وذلك بحسب ما ورد في الأسطورة الإغريقية القديمة.

جزيرة كورفو التي تعتبر من أكبر الجزر اليونانية وأجملها التي تتميز بالهندسة المعمارية للمواقع التي بنيت عليها، وهي من أكثر الجزر اليونانية تنوعاً بالرغم من صغر مساحتها المتواضعة، فقد تم إعلان المدينة القديمة في تلك الجزيرة المذهلة موقعًا للتراث العالمي لليونسكو، ذلك فضلاً عما تتمتع به الجزيرة من العديد من القصور والمتاحف والقلاع والمواقع الأثرية وأكثر من 120 شاطئًا وما يقرب من 100 قرية وما يقرب من ألف كنيسة ونطاق جبلي كبير من الوديان والأنهار والشلالات والغابات فضلاً عن الكهوف الرائعة.

جزيرة كورفو التي تعتبر من أجمل جزر اليونان بل العالم، بالرغم من التغيرات والتطور والازدهار الذي مرت به الجزيرة إلا أنها ما زالت تتمتع بروح الماضي والتاريخ المجيد القديم، كما أنها غنية بالتراث الثقافي والأثار التاريخية والمناظر الطبيعية الساحرة، أيضاً ما تتمتع به من الطقس الممتاز على مدار العام، كما تضم هذه الجزيرة اليونانية الجميلة الكثير من المناطق الساحلية بما في ذلك الشواطىء الجميلة، مع الخلجان الرملية الطويلة والواسعة والخلجان الصخرية، وكذلك أجمل القرى ولعل في مقدمتها قرية بينيتسيس التقلدية والتي تعرف بقرية الصيد القديمة، حيث أن هذه الجزيرة فتنت السائحين بجمالها الطبيعي الذي أهلها لتكون المصدر الرئيسي للدخل في المنطقة.

أين تقع جزيرة كورفو؟

جزيرة كورفو التي تعتبر منذ عام 1864 من أروع وأقدم الجزر اليونانية، تقع في اليونان في قلب البحر الأدرياتيكي، كما أنها من جزر البحر الأيوني، فقد عرفت الجزيرة حضارات كثيرة من حضارة الفينيقيين إلى حضارة الأوروبيين من طليان وفرنسيين وانجليز، وقد مزجت لقربها الجغرافي من إيطاليا بين الأفضل من العالمين الإيطالي واليوناني معمارياً وفنياً، ولهذا لا تزال تستقبل مئات الآلاف من السياح سنويا، وتعتبر محجا لليونانيين الراغبين بالابتعاد عن الوطن الأم.

تاريخ جزيرة كورفو:

جزيرة كورفو التاريخية حيث دلت الاكتشافات الأثرية إلى أن الجزيرة كانت مسكونة منذ القرن العاشر قبل الميلاد، حيث أن أول من سكنها الفينيقيين، ومن ثم جاء إليها المهاجرين الإغريق من مدينة إريتريا الموجودة في جزيرة إيفا، وبعد ذلك وقعت تحت حكم الكورنثيون عام 664 قبل الميلاد، وبعد فترة من الزمن استعادت المدينة استقلالها من الكورنثيين واعتمدت بعد ذلك على قوتها التجارية، ولكنها دخلت مجدداً في نزاع مع كورنث، الأمر الذي أدى بها للتحالف مع أثنيا، وكان ذلك أحد أسباب حصول الحروب البيلوبونيزية، حيث أصبحت كورفو إحدى القواعد البحرية التابعة لأثينا على أثر هذا التحالف معها والذي استمر لمدة قرن من الزمن، حيث استخدمتها أثينا كمركز للتوسع غرباً نحو صقيله.

جزيرة كورفو أصبحت بعد ذلك عام 229 قبل الميلاد تحت حكم الرومان والتي تميزت الجزيرة خلال هذه الفترة بالاستقلالية الذاتية وعملوا على تشييد الحمامات والأبنية العامة، وبعد انقسام الإمبراطورية الرومانية أصبحت الجزيرة تحت النفوذ البيزنطي حيث بدأت أهميتها بالتراجع وتعرضت خلال هذه الفترة لغزوات القراصنة، ومن ثم خضعت الجزيرة منذ القرن الحادي عشر لنفوذ مدن إيطالية متعددة ولكن بين عامي (1214-1259)م كانت تحت نفوذ إمارة إبيروس البيزنطية وغيرها إلى العام 1386 عندما عادت تحت الحماية الفينيسية.

بالإضافة إلى أن جزيرة كورفو خلال عدة أعوام 1537، 1571، 1573، 1716 حاول العثمانيون السيطرة عليها ولكنهم لم ينجحوا، وبذلك تكون جزيرة كورفو هي الوحيدة التي لم يسيطر عليها الأتراك، ويعود ذلك بسبب الموقع الجغرافي المميز وقوة التحصينات البيزنطية والفينيسية، حيث أنها تعتبر ملجأً لليونانين الهاربين من الاحتلال العثماني.

جزيرة كورفو وقعت تحت النفوذ الفرنسي في عام 1797 بعد احتلال مدينة البندقية من قبل نابليون بونابرت، ومن ثم سيطر عليها القوات الروسية والإنجليزية والتركية المشتركة بعد عامين من الاحتلال الفرنسي، حيث قاموا بإنشاء الدولة الأيونية وهي دولة الجزر السبع وكانت كورفو عاصمة لهذا الكيان، ولكن عام 1807 عادت الجزيرة تحت سيطرة النفوذ الفرنسية ومن هنا بدأت فترة ازدهار ثقافي واقتصادي كبيرين في الجزيرة حيث تعززت بعد خضوعها بدءاً من العام 1815 للنفوذ الإنكليزي، حيث اعتبرت اللغة اليونانية لغة رسمية، وأنشئت فيها أول جامعة يونانية حديثة.

بالإضافة إلى أن جزيرة كورفو عام 1864 تم انضمامها مع الجزر الموجودة في دولة اليونان الحديثة، ولكن خلال فترة الحرب العالمية الثانية تم احتلالها من قبل الإيطاليون ومن ثم احتلالها من قبل الألمان، حيث تعرضت الجزيرة خلال الحرب للكثير من القصف الذي أدى إلى تدمير العديد من الأبنية التاريخية.

أهم الأماكن الأثرية في كورفو:

1- قصر أخيليون:

قصر أخيليون الذي يوجد في جزيرة كورفو من المعالم التاريخية الأثرية المهمة الذي يعود تاريخه إلى تسعينات القرن التاسع عشر، حيث كان بالبداية مقر للإمبراطورة إلزابيث ومن ثم استراحة لقيصر الرايخ الألماني في بدايات القرن العشرين قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى ونهب محتوياته، وبمرور الزمن، خضع القصر التاريخي المصنف كأحد أهم وأشهر معالم السياحة في كورفو لعمليات ترميم واسعة ليُشبه كثيراً ما كان عليه في الماضي، حيث يضم مجموعة نادرة من التماثيل واللوحات والمُقتنيات الشخصية لملاكية المُتعددين، إضافة إلى مساحات شاسعة ورائعة من المروج الخضراء المُزهرة.

2- المدينة القديمة كورفو:

المدينة القديمة التي توجد في جزيرة كورفو حيث تعد من أهم الأماكن الموجودة على الجزيرة والتي تحاكي تاريخ الجزيرة العريق من خلال التصاميم الرائعة التي يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى، وتستلهم روحها من الفن والثقافة الإيطالية مع لمحة بريطانية جعلتها واحدة من أهم المواقع المُتربعة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، كما تتميز كورفو القديمة بساحاتها الكبيرة وأشهرها ساحة سبيانادا، ممراتها المرصوفة بالحصى وشوارعها الضيقة، مطاعم ومقاه ومتاجر شارع ليستون الشهير الشبيهة بتلك في شارع باريس دي ريفولي، حقل الكريكيت الوحيد من نوعه في جزر اليونان، المباني ذات الجدران الملونة التي تُزينها نقوش طينية على الطراز البندقي.

3- قلعة انجيلوكاسترو:

قلعة انجيلوكاسترو التي توجد في جزيرة كورفو التي يعود تاريخ بناءها إلى القرون الوسطى وتقع في الجهة الشرقية وتعرف باسم القلعة القديمة، كما أنها قلعة بيزنطية تتميز بالفن المعماري المُذهل الذي يجمع بين الفن المعماري البيزنطي والفينيسي والإيطالي، إلى جانب الإطلالة البانورامية الساحرة التي توفرها على البحر من أعلاها، مع المعزوفات الموسيقية الرائعة التي يعزفها طلاب قسم الموسيقى داخل القلعة.

بالإضافة إلى أن خلال السيطرة الفينيسية لم يكتفوا بقلعة انجيلوكاسترو بل عملوا على بناء قلعة بحرية خلال القرن السادس عشر وذلك لحماية الجزيرة وتم تسميتها باسم فورتيزا نوفا، وأصبحت الآن مخزنًا لمرافق البحرية اليونانية وموقعًا لإقامة الفعاليات الثقافية المُختلفة من موقعها بمرفأ كورفو العتيق.

4- قصر مون ريبوس:

قصر مون ريبوس الذي يوجد في جزيرة كورفو الذي يحاكي التاريخ القديم الممثل بالاحتلال البريطاني للجزيرة اليونانية خلال القرن التاسع عشر، حيث أنه يتميز بالبناء الكلاسيكي والغني بالأثاث الفخم والمساحات الواسعة والأبنية السكنية والحمامات التقليدية القديمة بالإضافة إلى القطع الأثرية، كما يضم متحف للمطبوعات والمنقوشات الحجرية والحفريات والأعمال الفنية التي يرجع بعضها للحقبة البيزنطية، حيث أن القصر كان منزلًا للمُفوض السامي فريدريك آدم، قبل أن يتحول لملكية الأديب الشهير لورانس دوريل خلال حقبة الثلاثينات.

5- قصر الأناكتورا:

قصر الأناكتورا الذي يوجد في جزيرة كورفو الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1824م، كما أنه يعد من أكبر القصور والمباني الموجودة على الجزيرة، وأيضاً يسمى بقصر القديس جورج والقديس ميخائيل، حيث أقام فيه الحاكم الإنجليزي للمدينة، بعدها اتخذته العائلة المالكة اليونانية مقراً لها، وهو مبني على الطراز المعماري الغريغوري.

 6- كنيسة القديس سبيريدون:

كنيسة القديس سبيريدون التي توجد في جزيرة كورفو التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1880، وهي من أجمل وأروع الكنائس الموجودة في الجزيرة، حيث تضم الكنيسة العديد من الأثار القديمة المثيرة للاهتمام، كما أنها تتميز بأعلى برج في جزر البحر الأيوني ويقع في قلب مدينة كورفو القديمة.


شارك المقالة: