فرضيات نشأة المحيطات والقارات

اقرأ في هذا المقال


ما هي فرضيات نشأة المحيطات والقارات؟

كما أن تكون الكرة الأرضية ما زال مبهاً وموضعاً للجدل؛ فإن تكون القارات والمحيطات مازالت هي الأخرى لمثل هذا الجدل، وأهم الفرضيات التي وردت بهذا الخصوص هي:

  • الفرضية التتراهيدية Tetrahedral Hypothesis: تعني فرضية الشكل الهرمي، والذي وضعها هو الباحث البريطاني لوذيان جرين Lothian Green حيث اقترحها سنة 1875 وتعني أن سطح الكرة الأرضية يتفق في شكله العام مع شكل هرم ثلاثي قاعدته في الشمال ورأسه في الجنوب، وأن القارات تحتل الحافات والأركان البارزة للهرم؛ بينما تحتل المحيطات جوانبه المسطحة. وقد لقيت هذه النظرية عند ظهورها قبولًا لدى كثير من الباحثين لأنهم:
    •  وجدوا فيها تفسيرًا مقبولاً للشكل العام الذي تأخذه أغلب القارات، وهو شكل المثلثات التي تقع رؤوسها في الجنوب، وقواعدها في الشمال، وهو ما يبدو واضحًا بصفة خاصة بالنسبة لقارات إفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية.
    • أنها تتمشى مع نظرية من النظريات الهندسية، وهي أن النسبة بين مساحة قشرة أي جسم وحجمه تقل إلى أصغر رقم لها إذا كان هذا الجسم كرويًّا؛ فإذا بدأ حجم هذا الجسم بالتناقص لأي سبب من الأسباب مع بقاء مساحة قشرته ثابتة فإن شكله يبدأ في التغير وتتزايد تبعًا لذلك النسبة بين مساحة قشرته وحجم جسمه.
      وآخر شكل يمكن أن يتحول إليه هذا الجسم هو شكل الهرم الثلاثي؛ فمن المعروف أن الهرم الثلاثي هو الشكل الهندسي الذي تتمثل فيه أعلى نسبة بين مساحة القشرة والحجم. وعلى هذا الأساس يعتقد صاحب النظرية أن حجم الكرة الأرضية ظل يتناقص بسبب البرودة لمدة طويلة بعد أن كانت قشرتها قد بردت وثبتت مساحتها تقريبًا، وكان لا بد لهذه القشرة أن تتجعد لتتلائم مع تناقص الحجم وانتهى الأمر بتحولها إلى ما يشبه الهرم الثلاثي.
      وبعد أن تشكلت المياه على سطح الكرة كان من الطبيعي أن تتمركز فوق الأسطح المنخفضة للهرم فتشكلت منها المحيطات؛ بينما بقيت الحافات البارزة جافة وتشكلت منها القارات التي كانت متسعة في الشمال بسبب امتدادها مع الحافات الثلاث لقاعدة الهرم وضيقة في الجنوب بسبب تناقص حجم الهرم كلما اتجهنا نحو قمته.
  • فرضية لابويرث G Lapwoth: يتشابه رأي هذا الباحث (البريطاني) مع رأي لوذيان جرين صاحب النظرية التتراهيدية عن الفكرة المبدئية التي اعتمد عليها، وهي أن الأرض كانت في البداية حارة رخوة ثم بدأت تبرد بالتدريج، وترتب على ذلك أن قل حجمها وتقلصت قشرتها؛ ولكن لابويرث لا يرى مبرراً للاعتقاد بأن هذا التقلص تسبب في إعطاء القشرة أي شكل هندسي محدد؛ وإنما تسبب في تجعدها بغير نظام خاص، كما يحصل لثمرة التفاح، عندما تجف وتتجعد قشرتها. فبذات الطريقة تجعدت قشرة الأرض فانخفضت أجزاء من سطحها، وشغلتها البحار والمحيطات، بينما بقيت أجزاؤه الأخرى مرتفعة فتكونت منها القارات.
    ويمكننا أن نستوعب رأي لابويرث إذا لاحظنا أن أعماق المحيطات وارتفاعات الجبال لا توضح في الحقيقة إلا تجاعيد بسيطة جدًّا لو فهمناها بمقاييس الكرة الأرضية؛ فإذا كان الفرق بين أعلى قمة على اليابس وأكثر بقعة عمقاً في المحيطات هو 20 كيلو مترًا تقريبًا، فإن هذا الفرق يمثل 12750/20 أو 637.5/1 تقريبًا من قطر الكرة الأرضية.
    فلو أننا مثلنا هذه الكرة بدائرة قطرها 637.5 سنتيمتر فإن الخط الذي يوضح محيطها يجب أن يكون سمكه سنتيمترًا واحدًا على الأكثر، والمفروض هو أن تكون كل المرتفعات وكل المنخفضات الموجودة على سطح الكرة الأرضية ممثلة بداخله. وهكذا فإن النسبة بين تجاعيد سطح الأرض وحجمها لا تكون في الواقع مختلفة عن النسبة بين تجاعيد التفاحة وحجمها.
  • فرضية زولاس Sollas: إن رأي هذا الباحث الفرنسي يختلف داخلياً عن الرأيين السابقين؛ فعلى الرغم من أنه يتفق معهما في أن الكرة الأرضية كانت في البداية رخوة؛ فإنه يرى أن السبب في تجعد سطحها يعود إلى تباين الضغط الجوي الذي كان واقعًا على أجزائها المتباينة عند بدء تشكلها.
    فقد كانت بعض المناطق واقعة تحت ضغط عالي وبعضها الآخر تحت ضغط قليل، ونظرًا لأنها كانت لا تزال رخوة نوعًا ما؛ فقد هبطت المناطق التي وقعت تحت الضغط المرتفع وتكونت منها المحيطات؛ بنيما بقيت المناطق التي وقعت تحت الضغط المنخفض مرتفعة وتكونت منها القارات.
    والخلاصة أن تكون القارات والمحيطات هي ولغاية الوقت الحاضر محلًا للمناقشة تكونها في ذلك شأن نشأة الأرض نفسها.

شارك المقالة: