قلعة هواسونغ الأثرية في كوريا الجنوبية

اقرأ في هذا المقال


“Hwaseong Fortress” واسمها يعني “القلعة الرائعة”، وتعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في مدينة سول، حيث تم إدراج القلعة كموقع للتراث العالمي عام 1997م، ويأتي إليها الكثير من الزوار للتعرف على تاريخها العريق.

تاريخ قلعة هواسونغ

تم بناء قلعة هواسونغ بواسطة الملك “Jeongjo” الذي حكم في الفترة ما بين 1777 و 1800، الملك الثاني والعشرون لسلالة جوسون بعد نقل قبر والده “Sadoseja” ولي العهد، الذي كان ضحية صراعات الفصائل في المحكمة، ووضعها داخل صندوق أرز وتوفي فيه من جبل بيبونغ إلى جبل هوا، ونقل مقر الحكومة المحلية من بالقرب من جبل هوا إلى الموقع الحالي تحت جبل بالدال، سوون، حيث كان الجبل يعتبر أفضل مكان لبناء المقابر وفقاً لنظرية الرمل في تلك الأيام.

وكانت هناك أسباباً متعددة لبناء القلعة، وكان السبب الأكثر أهمية هو تقوى الملك جيونجو لوالده، لكن كانت هناك أسباب أخرى؛ استراتيجيته السياسية للقضاء على الصراعات بين الفصائل وإرساء السياسة التي يقودها الملك، حيث استخدمها كحصن للدفاع الوطني في الجنوب، بدأ تشييد القلعة في يناير 1794، وتم الانتهاء منها في سبتمبر 1796 تحت الإشراف العام من “Chae Jae Gong”، رئيس الوزراء السابق ثم “yeongjungchubusa”.

إلى جانب ذلك وفي عملية بنائها، فقد تم تصميم آلات جديدة مثل “geojunggi” و “nokro” خصيصاً لتحريك وتكديس الأحجار الكبيرة، وعندما تم بناء القلعة، تم أيضاً بناء العديد من المرافق الفرعية مثل؛ “Hwaseong Haenggung” و “Jungposa” و “Neposa” و “Sajikdan”، ولكن تم تدمير معظمها في الحروب وأعمال الشغب اللاًحقة، باستثناء ناكناميون، وهي جزءاً من هواسونغ هاينغونغ، وبعد مرور فترة الاحتلال الياباني (1910-1945)، والحرب الكورية (1950-1953)، تم تدمير أجزاء من القلعة أو فقدها، ولكن خلال الفترة من 1975 إلى 1979، كما تم إصلاح واستعادة معظم الأجزاء المدمرة أو المفقودة.

المعالم الأثرية في قلعة هواسونغ

يبلغ محيط القلعة 5744 متراُ وتبلغ مساحتها 130 هكتاراً، وهي عبارةً عن قلعة جبلية مسطحة، وجزئها الشرقي منبسط، والجزء الغربي منها يمتد على امتداد جبل بالدال، كما كان هناك في الأصل 49 منشأة في القلعة: 4 بوابة (مونرو)، 2 بوابة مائية (سومون)، 3 أبراج مراقبة (غونغسيمون)، 2 مركز قيادة (جانغداي)، 2 منصة القوس والنشاب (Nodae)، 5 حصن المدفع (بورو) و5 سينتري بوست (بورو)، 4 جناح (جانجنو)، 5 بوابة سرية (آمون)، 1 برج بيكون (بونغ دونغ)، 4 منصة حراسة (جيوكداي)، 10 برج (تشيسونغ)، 2 إيونغو، من بينها، هذا وقد اختفت 4 منشآت بسبب الفيضانات أو الحروب، و 45 لا تزال سليمة.

كما أنه ولا تزال جدران القلعة سليمةً تقريباً مثل الشكل الأصلي كما تم تشييدها قبل 200 عام، ولا يزال نهر “Suwoncheon”، الذي يتدفق عبر بوابة المياه “Buksumun”، يتدفق عبر البوابة المائية، ولا تزال شبكة الطرق التي تربط “Paldalmun” و “Janganmun” و “Hwaseong Haenggung” و “Changrongmun” جزءاً مهماً من شبكة الطرق لمدينة “Suwon” الحالية، وكان بناء القلعة مدفوعاً بأغراض سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى تقوى الملك لأبيه وليس من قبل الجيش، وبالتالي، يمكن القول أن القلعة ترمز إلى “هيو”، أي تقوى الأبناء وهي جزءاً من فلسفة شرق آسيا، وبالتالي فهي ذات قيمة روحية وفلسفية، بالإضافة إلى القيمة الثقافية.

قلعة هواسونغ هي عبارةً عن قلعة “pyeongsanseong”، أو قلعة جبلية مسطحة، حيث لا يمكن العثور عليها في البلدان المجاورة الأخرى مثل الصين واليابان، حيث تم تشييدها لوظائف مزدوجة؛ الدفاع العسكري والوظائف التجارية، وبفضل هياكلها العلمية والعقلانية والعملية، كما يمكن وصفها بأنها الأفضل بين القلاع في آسيا، حيث تم تكديس الجدران باستخدام طريقة “owechuknetak”، حيث كانت الجدران الخارجية مكدسة، وتم بناء الجوانب الداخلية عن طريق رفع الأرضية باستخدام السمات الطبوغرافية الطبيعية.

إلى جانب ذلك فقد تأثر بناء القلعة بالخيال الذي يعني حرفياً الدراسات العملية، وكان هو الحركة المدرسية والاجتماعية في تلك الأيام لمحاولة إيجاد تحديات عملية في الحياة الواقعية للأشخاص الذين يتجنبون الخلافات الفلسفية غير الواقعية في الكونفوشيوسية الجديدة، وأنواع مختلفة من التكنولوجيا المتقدمة؛ كالاستخدام المختلط للطوب والحجارة وجهاز “hyeonan”، أو المزامير على الحائط لصب الماء الساخن لجنود العدو الذين يتسلقون الجدار، و “nujo”، أو الحضيض على الحائط؛ إنشاء “geojunggi” أو رافعة، وتراكم الحوائط بالخشب والطوب، حيث تم تطبيقهما بنشاط في تشييد القلعة، كما يمكن اعتبارها مثالاً رائعاً نادراً لتكنولوجيا بناء الحصون الآسيوية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: