الكولوسيوم في إيطاليا

اقرأ في هذا المقال


الكولوسيوم في إيطاليا:

الكولوسيوم هو مدرج روماني عملاق، يعبر  عن الثراء في العصر الروماني وهو رمز القوة والسلطة الرومانية، كما أنه بناء ضخم جداً يسع في الأصل حوالي 50000 مشاهد كان يستخدم في قتال المصارعين والمسابقات ومختلف الألعاب وإقامة الأحداث. أصبح الكولوسيوم بناء ملهماً حتى وقتنا الحالي حيث يذكرنا بعظمة التاريخ الروماني العظيم. يعتبر الكولوسيوم من عجائب الدنيا السبع في العالم ورمزاً للهندسة الرومانية الراسخة.

أين يقع الكولوسيوم؟

الكولوسيوم مدرج ضخم جداً يقع في مدينة روما في إيطاليا هو أحد أشهر المعالم السياحية في العالم وفي روما ويأتي عليه أعداد كبيرة جداً بالألاف كل عام لما يمثله هذا المدرج كأثر للحضارة الرومانية العريقة. ومن مشاهد الكولوسيوم الرائعة هو مشهد المدرج الروماني ليلاً ذات الأنوار الرائعة ليبدو المدرج وكأنه تحفة فنية رائعة تستحق المشاهدة والتأمل.

تاريخ الكولوسيوم:

المبنى الضخم الذى تم تشيده منذ أكثر من 2000 عام وقد استغرق بنائه ثماني سنوات ويرجع تاريخه إلى القرن الأول بعد ميلاد المسيح عليه السلام ويُسمى بـالمدرَّج الفلافي نسبة إلى سلالة الأباطرة الفلافية التي قامت بإنشاء هذا المدرَّج. تم البدء في بناءه ما بين عامي 70و 72 بعد الميلاد تحت حكم الإمبراطور فيسباسيان وتم الانتهاء منه سنة 80 في عهد تيتوس حيث تمت بعض التغيرات في عهد دوميتيان.

عندما تم بناء المدرج الروماني لم يكن سبب بناءه ديني، ولكنه كان لحبس الحيوانات وصيدها. وينقسم المدرج إلى أقسام، حيث كان هناك أماكن خاصة لفئة معينة من المجتمع ويوجد مكان مخصص للإمبراطور مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والنبلاء، وهناك القسم الخاص للعامة والفقراء. وقد شهد المدرج الروماني العديد من المعارك البشرية والكثير من إراقة الدماء على مدار التاريخ. ومع وجود الكنيسة الكاثوليكية تحول الكولوسيوم إلى مكان للعبادة للمسيحين.

وخلال القرن السادس عشر والسابع عشر تم إعلان المدرج الروماني كمكان مقدس وفاءًا لجميع اولئك الذين استشهدوا فيه وحتى هذا اليوم يبدأ موكباً في يوم الجمعة العظيمة في الكولوسيوم. منذ تاريخ البدء في البناء وحتى الوقت الحاضر مر المبنى بالكثير من التطورات من حيث الاستعمال وأيضاً شكل المبنى معمارياً حتى أنه يعتقد أن الساحة كانت مغطاة بقبة سماوية كبيرة.

وخلال العصور الوسطى، عملت الهزة الأرضية على أضرار كبيرة في المبنى وانهيار جزء كبير من الجدران الخارجية. وفي القرن الثامن عشر، زعمت الكنيسة الكاثوليكية أن المسيحيين الأوائل في روما قد تم تعذيبهم وقتلهم داخل حلبة الكولوسيوم وهو الأمر الذي أعطى المبنى أهمية دينية ساهمت في الحفاظ عليه. أما في الوقت الحالي، فإن الكولوسيوم قد أصبح أكثر الآثار في روما جذبًا للسياح، حيث تحول من رمز للموت إلى رمز و أيقونة يستخدمها مناصرو إلغاء عقوبة الإعدام في العالم في تظاهراتهم واحتجاجاتهم، كما يتم تحويل إنارة الكولوسيوم من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر خلال تنفيذ أي عملية إعدام حول العالم. ومع مرور الوقت وبسبب الدمار الذى سببه الزلازل والحرائق و أعمال السرقة تبقى فقط ثلث المبنى وظل هذا الجزء المتبقى بقايا حزينة لمجد الكولوسيوم السابق العريق.

مداخل الكولوسيوم:

يوجد في مدرج الكولوسيوم 80 مدخلاً حيث يتكون من الداخل ثلاثة أقسام هي المنصة العالية وأماكن جلوس الأشخاص والمسرح والصالة التي يتم فيها المنافسة، وهناك بابان أساسيان أحدهما يدخل منه المتصارعون والآخر إلقاء الجثث منه. ومن أشهر الأفلام التي مثلت في الكولوسيوم فيلم المصارع ببطولة الممثل راسل كرو. فعلاً الكولوسيوم من أروع وأجمل التحف التاريخية العظيمة.

وصف مبنى الكولوسيوم:

مدرج الكولوسيوم الذي يعتبر من أكبر المدرجات في الإمبراطورية الرومانية من حوالي 2000 عام، حيث يبلغ طوله حوالي 190م والعرض حوالي 155م. يتكون هذا المبنى الضخم من ثلاثة طوابق ووجود المداخل المختلفة في الشكل والأورقة المقوسة والمزخرفة على النظام الكلاسيكي، وهو بيضاوي الشكل تم بناءه من الحجر والخرسانة، وهو أحد أشهر المعالم التاريخية في العاصمة الإيطالية روما، حيث يزوره ما يُقارب أربعة ملايين شخص سنوياً، ويتسع مُدرج الكولوسيوم لما يُقارب خمسين ألف شخص، ويحتوي على ساحة تمت عليها العديد من الأحداث الترفيهية والرياضية والثقافية، وقد تعرّضت الجدران الخارجية لبعض الخراب نتيجة حصول هزة أرضية قوية، وفي عام 2011م تم القيام بأعمال صيانة وترميم لهذا المُدرج بهدف حفظ جدرانه من الخراب والتهالك.

يوجد مبنى الكولوسيوم على منطقة مرتفعة من المنطقة المحيطة به والمكون من الحجر الجيري. يتكون الأساس من أعداد كبيرة من حجر الطف ومن الخارج سور مكون من الطوب. تتكون دعائم الهيكل من كتل أعمدة من الحجر الجيري، متصلة بواسطة قضبان معدنية. محيط المبنى على شكل دائرة تصل إلى 52 م، ويبلغ طوله 527م وارتفاعه 50م، واستعمل فيه الحجر الجيري.

الكولوسيوم اليوم:

الكولوسيوم في القرون الوسطى تعرض إلى هزة أرضية قوية حيث تحطم جزء منها، حيث الأمراء استخدموا مخلفات المدرج في بناء قصورهم التي تحولت إلى متاحف الآن مثل القصر الذي أصبح مقر للسفارة الفرنسية بعد استيلاء نابليون عليه، وقد أقيمت في السنوات الأخيرة عدة حفلات موسيقية لأشهر الفنانين العالميين في باحة المدرج مثل بول مكارتني من فريق البيتلز، إلا أن أنصار البيئة عارضوا الأمر بحجة أن ذلك يعد إفسادًا لأهم الأثار التاريخية من قبل الجمهور، وهو بدوره ما أدى إلى تقليل عدد الحفلات. ويزور الكولوسيوم جنبًا إلى جنب المنتدى الرومانى قرابة 5 ملايين زائر سنويًا. وقال نائب وزير الثقافة الإيطالي فرانشيسكو جيرو أن مبيعات تذاكر المواقع الأثرية في روما قد بلغت 41 مليون يورو، علمًا أن عائدات زيارة الكولوسيوم والمنتدى الروماني والمواقع الأثرية المحيطة به تدر وحدها ريحاً يزيد على 30 مليون يورو.

عثر خبراء الآثار وجود إنحناء في جدران مبنى الكولوسيوم في روما. وقد أثبت بعض الدراسات في روما أن جدران هذا المبنى بدأت تنحني من ناحية الجنوب. وقد دفع هذا التغير في الهيكل السلطات الإيطالية إلى إعادة ترميمه بصفة عاجلة أولوية كبيرة. وقد أوضحت إدارة المبنى الذي يعود تاريخه إلى قرابة 2000 عام أن الخبراء لاحظوا هذا الميل منذ نحو عام، وقد أخضعوه للمراقبة طوال الأشهر القليلة الماضية. وحذر مدير قسم تكنولوجيا الإنشاءات بجامعة لا سابينتسا من احتمال وجود شرخ في القاعدة الخرسانية التي يرتكز عليها الكولوسيوم الذي يشبه كعكة بيضاوية سمكها نحو 13 مترًا. ويعد الكولوسيوم هو المعلم الأثري الثاني في إيطاليا الذي يعاني من الانحناء بعد برج بيزا المائل.

واخيراً مدرج الكولوسيوم من أروع وأجمل المباني العملاقة التي يجب عليك زيارتها والاستمتاع به والتقاط الصور الرائعة ومن أجمل المشاهد في الكولوسيوم المدرج الروماني ليلاً لوجود الأنوار الجميلة التي تضئ المكان وكأنها تحفة فنية تستحق المشاهدة والتأمل.


شارك المقالة: