كيف تنشأ الدالات النهرية؟

اقرأ في هذا المقال


نشأة الدَّالات النهرية:

تنشأ الدَّالات النهرية بفعل الترسيب النهري في بيئة المصاب المائية (محيطات، بحار، بُحيرات)، في ظل ظروف ملاءمة، من حيث تناقص الانحدار والاستقرار التكتوني في بيئة المصب وعدم وجود تيارات، أو أمواج بحرية نشطة. ويتفاوت حجم وشكل الدَّالات النهرية حسب حجم الحمولة النهرية من الرواسب العالقة.
واختلاف خصائص كل من مياه النهر ومياه بيئة المصب من حيث الكثافة والتركيب الكيماوي، إذ تتخذ الدَّلتا شكلاً طولياً في حالة تزايد كثافة مياه النهر وتناقص كثافة مياه بيئة المصب، فإذا صب النهر في بُحيرة عذبة على سبيل المثال تترسب معظم الحمولة النهرية بسرعة وتتدفق مياه النهر الكثيفة نسبياً، أسفل مياه البُحيرة مُشكّلة تياراً بيئياً متهيجاً وكثيفاً، كما هو الحال بالنسبة لدلتا نهر الرون في بُحيرة جينيفيا في سويسرا، دلتا نهر الكولورادو في بُحيرة ميد الاصطناعية الواقعة خلف سد هوفر في ولاية نيفادا الأمريكية.
أمّا في حالة تزايد ملوحة مياه بيئة المصب بالنسبة لمياه النهر، فإن الحبيبات الطينية العالقة بمياه النهر تميل إلى التكتل فيزداد وزنها وتترسب على طول جوانب المجرى مشكلة دَّلتا مَخلبية الشكل، كما هو الحال بالنسبة لدلتا نهر الميسيسبي.
كذلك، يمكن أن تتخذ الدّلتا شكلاً قوسياً إذا كانت الكثافة في كل من مياه النهر ومياه بيئة المصب متساوية، ففي هذه الحالة تنتشر مياه النهر فوق مساحة واسعة من سطح البحر، مع تناقص سرعة هذا الانتشار في داخل البحر؛ بسبب اختلاط مياه النهر بمياه بيئة المصب الراكدة نسبياً، كما هو الحال بالنسبة لدلتا نهر النيل ودلتا نهر تيرك في بحر قزوين.
من ناحية أخرى، تمتاز الدَّالات النهرية بقلة الانحدار ونعومة الرواسب، التي يوضعها النهر عند مصبّه على شكل طبقات أُفقية السطح عند اتصالها باليابس، بينما تنتهي بمُنحدرات سحيقة نسبياً في مقدماتها البَحرية ممتدة إلى أبعاد تُحددها مسافة النقل الرسوبي للأنهار.
وكلما زاد طول هذه المسافة، ازدادت الدَّلتا مساحة، قلّ انحدارها كما زادت نعومة رواسبها. وقد تنتشر على سطح الدَّلتا النهرية شبكة مُعقدة من الأقنية النهرية المتعرجة أو المتشبعة. وتشكّل الدَّالات النهرية، عموماً محصلة توازن نهري ما بين نشاطه الحتي والإرسابي، بحيث تتزايد أحجامها مع تزايد الحمولة الرسوبية للأنهار.


شارك المقالة: