كيف يتم تأثير الغلاف الجوي على الطاقة الإشعاعية؟

اقرأ في هذا المقال


تأثير الغلاف الجوي على الطاقة الإشعاعية:

إن الإشعاع الشمسي الذي يتم وصوله إلى الغلاف الجوي من الأعلى لا يستطيع أن يصل جميعه إلى سطح الأرض؛ وذلك لأن نسبة كبيرة منه تفقد عند اختراقها للغلاف الجوي، ذلك نتيجة لارتداد بعضه إلى الفضاء بواسطة (الألبيدو الأرضي) وامتصاص بعض آخر منه في الجو بواسطة المواد التي تكون عالقة وغاز ثاني أكسيد الكربون.
فإن المقصود بالألبيدو الأرضي هو نسبة ما يولد من الأشعة الشمسية باتجاه الفضاء دون أن يؤثر على جو الأرض أو على سطحها وأهم العوامل التي تؤدي إلى هذا الارتداد هي السُّحب التي تساهم وحدها برد حوالي 23% من الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى جو الأرض وبعدها المواد العالقة بالجو من غبار وبخار ماء، حيث تساهم في مجملها برد 9% من هذا الإشعاع.
كما يساهم سطح الأرض نفسه برد 2% منه، فعلى هذا الأساس فإن الألبيدو الأرضي يبلغ في جملته 34% من الأشعة التي تصل إلى أعلى الجو، فإن مجموع ما تكسبه الأرض وجوهاً هو 66% منا، إلّا أن هذه النسب تختلف من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر وذلك على حسب كمية السحب ودرجة صفاء الجو ومقدار ما يعلق به من بخار الماء والهواء ونوع الغطاء الذي يكسو سطح الأرض، إن كان صخرياً أو جليدياً أو نباتياً أو مائياً، فإن لكل نوع من هذه الغطاءات ألبيدو يكون خاص به وأكبره هو ألبيدو سطح الجليد.
كما تبلغ نسبة ما يمتص من الأشعة في الجو بواسطة بخار الماء والغبار تقريباً 11% من جملتها، أما ما يتم امتصاصه عن طريق الغازات في نفس الجو حيث يبلغ 2% وتزداد هاتين النسبتين نوعاً ما وذلك إذا كانت السماء مغطية بالغيوم، كما يلاحظ أن الأشعة التي تمتص في الجو لا تمثل كلها فاقداً فعلياً من الطاقة الإشعاعية؛ ذلك لأنها لا ترتد كلها إلى الفضاء، إذ أنها تساعد على رفع درجة حرارة الطبقات التي تمتص فيها.
كما تصل نسبة غير قليلة منها بصورة أشعة منتشرة إلى سطح الأرض، ذلك بخلاف الأشعة التي ترتد إلى الفضاء بواسطة الألبيدو والتي تمثل خسارة واضحة لحرارة الأرض، كما أن بعض الدراسات أثبتت بأن الإشعاع الذي ينتشر من الجو باتجاه الأرض، حيث يعرف باسم الإشعاع السمائي المنتشر لا يقل أهمية عن الإشعاع المباشر في تزويدها بالحرارة، بل أنه من الممكن أن يتفوق عليه عندما تكون الشمس مملوئة بالغيوم.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.يسرى الجوهري/اسس الجغرافية العامة/1977.حسن أبو سمور/الجغرافيا الحيوية/1995.سامح غرايبة/المدخل الى العلوم البيئية/1987.


شارك المقالة: