كيف يتم تعديل العواصف المدارية؟

اقرأ في هذا المقال


تعديل العواصف المدارية:

الهيركين أو العواصف المدارية تحدث بسبب التسخين الشديد الذي يؤدي إلى تمدد الهواء شديد الرطوبة وارتفاعه إلى الأعلى، عندما يبرد ويتكاثف بخار الماء الموجود فيه، فإن كمية الحرارة الكامنة التي تطلق إلى الهواء ستساعد على استمرار تصاعد الهواء إلى الأعلى، ممَّا يؤدي إلى استمرار عملية تصاعد الهواء من سطح الماء واستمرار عملية التكاثف.
إن الهواء الذي يدخل إلى هذه المنظومة من الأعلى ونتيجة دوران الأرض حول نفسها أو سيأخذ شكلاً دائرياً من الأعلى إلى الأسفل يشبه عملية تصريف الماء في مغسلة حمام سباحة، عندما يصل الهواء إلى سطح الماء في الأسفل، فإنه سوف يستعيد التحمل بكميات كبيرة من بخار الماء ويسخن وبذلك يعود إلى المنظومة من جديد لتستمر عملية تصاعد الهواء إلى الأعلى.
تغطي العملية منطقة واسعة تمتد على دائرة قطرها يتراوح بين 100 – 160 كم، كما تقدر طاقة الإعصار بعدة آلاف ميكا طن من الطاقة النووية، كما يصاحب الإعصار رياح شديدة السرعة بسبب منحدر الضغط الشديد بين المركز وخارجه وتصاحب الإعصار أمطار غزيرة وأمواج عالية واحتمال ظهور عواصف التورنيدو على جوانب الإعصار، عمل الإنسان على تعديل شدة الإعصار وذلك بنشر يوديد الفضة في فترات (كل ۹ ساعات) على الغيوم التي تحيط بعين الإعصار.
الغاية من ذلك هو محاولة تخفيف منحدر الضغط الشديد بين مركز الإعصار والمناطق التي بجانبه وذلك عن طريق توسيع عين الإعصار وفي حالة نجاح ذلك فإن الرياح المصاحبة للإعصار والتي هي مصدر التدمير ستخف سرعتها في السبعينات من القرن الماضي، تم تحقيق نتيجة خفض سرعة الرياح بنسبة 30 ٪ فقط، ومازالت المحاولات جارية لتحقيق نتائج أفضل.
وهناك طرائق أخرى مقترحة لتخفيف شدة الإعصار مثل رش سطح المياه بطبقة من الزيت تقلل كثيراً من نسبة التبخر، التفكير بخلط الماء السطحي الدافئ بالماء السفلي الأبرد نسبياً، ممّا يمنع الماء السطحي من الوصول إلى درجة الحرارة المطلوبة 27 درجة مئوية، كما يقترح البعض بخفض درجة حرارة الماء عن طريق تقليل الإشعاع الشمسي الواصل إلى سطح الماء بإيجاد طبقة غيوم السمحاق الرقيقة.
ومازالت الجهود مستمرة بهذا الصدد، حيث يتم التركيز في هذا الوقت على تتبع حدوث الإعصار عن طريق الأقمار الاصطناعية، ومن خلال معرفة سير الإعصار (اتجاهه وسرعته) عندها يمكن تقليل الخسائر البشرية التي يمكن أن تنتج عن الإعصار بإعطاء تحذير قبل وقت كاف.

المصدر: يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.


شارك المقالة: