كيف يتم تلوث المياه الجوفية؟

اقرأ في هذا المقال


تلوث المياه الجوفية:

تعتبر مشكلة المياه الجوفية ذات أبعاد خطيرة، خاصة في المناطق التي تعتمد أساساً على المياه الجوفية كمصدر أساسي لها. وأكثر أنواع التلوث انتشاراً تلك التي لها علاقة بمخلفات المجاري. وعادة ما يكون مصدر هذا التلوث خزانات المجاري المتزايدة في عددها يوماً بعد يوم. بالإضافة إلى شبكات المجاري غير الملاءمة ورمي المخلفات في الفضاء الطلق.
كما تحدث عملية تطهير المياه الملوثة بالبكتيريا طبيعياً، حيث يتم تصفيتها بواسطة الرسوبيات التي يتخللها الماء أو قد يتم القضاء عليها بواسطة أكسدتها كيميائياً، بالاضافة إلى استهلاكها بواسطة الكائنات الحية الأخرى، غير أن الظروف المحيطة بالطبقة المائية يجب أن تكون ملاءمة لعملية التنقية. فالطبقات ذات النفاذية العالية التي قد تنتج عن الصُخور البلورية المتشققة ورسوبيات الحصى أو فجوات الصُخور الجيرية، يمكن أن تمر من خلالها المياه الملوثة دون تنقية، حيث أن الماء يتخللها بسرعة من غير أن يكون له الوقت لملامسة ما هو حوله.
وبالعكس من ذلك فإن الطبقات المائية المكونة من الرمال أو الصُخور الرملية النفاذة، حيث يمكن أن يتم تطهير المياه المارة بها لمسافات قصيرة قد تبلغ أحياناً بضع عشرات من الأمتار، فالفراغات من حبيبات الرمل تسمح للماء بالمرور ولكن ببطء كاف لتطهيرها. وفي بعض الأحيان قد تؤدي مشكلة الضخ إلى استحداث مشكلة التلوث، فعند ضخ كمية كافية من الماء خلال أحد الآبار فإن مخروط الانخفاض سيزيد من شدة ميل المنسوب المائي وربما يعكس اتجاه ميلها؛ ممَّا يتسبب في تلوث الآبار التي كانت مياهها صالحه للاستعمال. وما يجب تذكّره أن زيادة معدل سرعة المياه الجوفيهة يزداد كلما زاد انحدار المنسوب المائي.
وتمثل كذلك مواقع تفريغ النفايات مصدراً آخر للتلوث قد يهدد مصادر المياه الجوفية بمناطق تواجدها، فعند هطول المطر يعمل الماء المنسوب خلالها على اذابة مواد عضوية وغير عضوية مختلفة، التي قد يكون من بينها ما هو ضار. وحيث أن المياه الجوفية بطيئة الحركة فقد لا تكتشف هذه المواد إلا بعد تسرّبها بمدة طويلة. وعند اكتشافها ستكون كمية المياه الملوثة ضخمة وحتى إذا ما تم الاستغناء عن هذا المصدر الملوث، فإن المشكلة ستبقى لسنوات طويلة حتى يتم ابتعاد المياه الملوثة عن تلك المنطقة.

المصدر: ديار حسن كريم/الجغرافيا البيئية/2015.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: