كيف يتم قياس عناصر الجو المناخية؟

اقرأ في هذا المقال


قياس عناصر الجو المناخية:

إن ما يهمنا في دراسة المناخ هو كيف يتم قياس عناصر المناخ في طبقة التربوسفير بشكل عام وفي الهواء الذي يجاور لسطح الأرض بشكل خاص؛ وذلك بسبب ما لها من علاقات مباشرة بكل المظاهر الطبيعية والحيوية والبشرية على سطح الأرض فإن قياس نفس هذه العناصر في أعلى الجو وخصوصاً في أعلى طبقة التروبوسفير مهم هو الآخر لدراسة الدورة الهوائية العامة وحركات السحب والتنبؤات الجوية وحركات الطيران ورحلات الفضاء وغيرها.
ومن الواضح أن طرق قياس العناصر المناخية في أعلى الجو تختلف عن طرق قياسها في أسفله، فبالنسبة لقياس العناصر المناخية في أعلى الجو يستخدم في العادة جهاز يُعرف باسم (الراديو سوند)، فهو عبارة عن جهاز في حجم الراديو الصغير، حيث يوجد به أجهزة تسجيل وإرسال لقياس الضغط الجوي والحرارة وغيرهما، أيضاً إرسال نتائج القياس إلى محطة الاسقبال على الأرض.
حيث يُعلق هذا الجهاز في بالون يكون مملوء بالهيليوم أو الأيدروجين، حتى يكون أخف من الهواء فيستطيع أن يرتفع إلى مستويات عالية، لكن المستويات التي يمكن قياس عناصرها بهذا الجهاز في الغالب لا تزيد على 35 كيلومتراً، أمَّا المستويات التي تكون أعلى من ذلك فكانت المعلومات الخاصة بها مبينة على على الحساب والاستنتاج، إلّا أن تقدم أبحاث الفضاء، فإن استخدام الأقمار الصناعية قد ساعد على توفير كثير من المعلومات المحققة عن هذه المستويات.
كما تدور حول الأرض في هذا الوقت عدد من الأقمار الصناعية ميتورولوجية، ذلك لإرسال كل ما يمكن إرساله من بيانات عن مختلف عناصر الجو الميتورولوجية، فهي ترسل مثلاً صوراً للسحب والأمطار التي تظهر في مناطق واسعة، كما ترسل أيضاً بيانات تخص الإشعاع الشمسي، الضغط الجوي، درجة الحرارة، حرارة الهواء، نشأة الأعاصير وغيرها.
وإضافةً إلى الأقمار الصناعية التي تدور بشكلٍ مستمر حول الأرض تستخدم كذلك أقمار تكون ثابتة فوق أماكن معينة لتصوير كل ما يمر في مجالها من ظاهرات جوية في مساحات واسعة من الغلاف الجوي بل وعلى سطح الأرض أيضاً، كما تعتمد دراسة المناخ في أي منطقة على القياسات التي تقوم بها المراصد الجوية لعناصر الجو المناخية المختلفة وأهمها الإشعة الشمسية، درجة الحرارة، الضغط الجوي، الرياح، التبخر، المطر وغيرها.
كما يوجد في العالم في الوقت الحاضر العديد من محطات الأرصاد الجوية التي تزيد أعدادها بصفة خاصة في الدول المتقدمة عنها في الدول النامية، خصوصاً الدول النامية الفقيرة التي ما زالت مساحات كبيرة منها تفتقر إلى الرصد الجوي وحتى المصادر التي أسست بها لم تمضي على تأسيسها إلا سنوات قليلة، لهذا فإن المتوسطات المتوفرة فيها لعناصر المناخ لا تعطي الفترة التي اتفق عليها دولياً من أجل حساب المعدلات المناخية وهي ثلاثون سنة.


شارك المقالة: