كيف يحدث زحف الصخور؟

اقرأ في هذا المقال


زحف الصخور:

إن الانزلاقات الصخرية والتيهورات تعتبر من أكثر أنواع تبدد الكتل إثارة للمشاهدة، وذلك إلى جانب أنها تتسبب في فقدان الآلاف من البشر، فهي تستحق الدراسة المفصلة؛ من أجل أن يساعدنا لنتمكَّن من توقع حدوثها بدقة أكبر والتنبيه عنها؛ ممَّا يساعد ذلك في إنقاذ أرواح كثيرة، لكن ضخامة حجمها وطبيعة مناظرها، فتُقدّم لنا صورة خاطئة عن قدر أهميتها كوسيلة من وسائل تبدد الكتل. وبالتاكيد فإن الحركات الفجائية تُعَدّ أقل أهمية من الزحف الذي يُعتبر هو أبطأ حركة وأوضح نشاطاً.
وفي الوقت الذي تميز فيه الحركات السريعة تبدد الكتل على جوانب التلال والجبال الشديده الانحدار، فإن حركة الزحف مثلاً يمكن أن تحدث على السطوح قليلة الانحدار. وبناءً على ذلك فإنها تعد أكثر انتشاراً ويشمل الزحف ذلك الذي هو أحد أنواع تبدد الكتل حركة التُربة والهشيم أسفل المُنحدرات، كما أنه أحد الأسباب الرئيسية للزحف تبادل ظاهرتي تمدد وانكماش مكونات السطح الناتجة عن ظاهرة التجمد والذوبان، أو ظاهرة البلل والجفاف.
كما أن التجمد أو البلل يعمل على رفع التُربة في اتجاه عمودي على المُنحدر (الخطوط المتصلة)، من ثم فإن الجفاف أو ذوبان الثلج أيضاً يسمح للجزيئات بالهبوط إلى مستويات أقل ارتفاعاً (الخطوط غير المتصلة). وبناءً على ذلك فإن كل دورة من التجمد والذوبان، أو البلل والجفاف، كما تعمل أيضاً على دفع المكونات إلى الاتجاه الأسفل قليلاً. وقد يحدث الزحف كذلك في تلك المناطق التي تتشبع بالمياه عقب ذوبان ثلجي أو هطول أمطار غزيرة؛ ممَّا يؤدي ذلك إلى فقدان التُربة قوة تماسكها الداخلية، كما يسمح للجاذبية بشدها أسفل المُنحدرات.
وبالرغم من أن الحركة هنا جداً بطيئة غير أن نتائجها يمكن أن تشاهد ويمكن التعرف عليها، فغالباً ما يسبب الزحف في ميل أعمدة الأسلاك الشائكة والهاتف وانثناء جذوع الأشجار، كما تحدث الحركة عن طريق إعادة المُنحدر والانكماش لمكونات السطح لمسار أحد الجزيئان وذلك أثناء الزحف، لكن في حال تواجد الطين تقوم الأجزاء العليا من طبقات الطين العمودية وتلك المتأثرة بعوامل التجوية بالزحف إلى أسفل المُنحدر، لكن وبالرغم من بطء حركة الزحف إلا أن نتائجه غالباً ما تكون واضحة وسهلة التمييز.


شارك المقالة: