التحول وحركة الألواح للصخور:
يبدو أن معظم المعلومات الحالية عن التحوّل تتفق مع طبيعة الحركات الأرضية، كما تصوّرها لنا نظرية تحرّك الألواح، ففي هذا النموذج تقع عمليات بناء الجبال وعمليات التحوّل المصاحبة لها على امتداد النهايات المتقاربة، حيث تتحرَّك كتل من الغلاف الصخري نحو بعضها البعض، ففي هذا الواقع تعمل القوى التضاغطية على عصر وتشكيل الألواح المتقاربة والرواسب التي تجمَّعت على امتداد حواف القارّات.
ويُفسّر نموذج تحرّك الألواح أيضاً النشاط الناري المصاحب لبناء الجبال، فعند المناطق المتقاربة تغوص المواد إلى أعماق تكون فيها درجة الضغط ودرجة الحرارة مرتفعتين. وينتج عن الانصهار الناتج لبعض المواد الغائصة صهير ينتقل إلى أعلى ليتبلور في لُب الكتل الجبلية. ويبيّن الفحص الدقيق بأنه يوجد أكثر من نوع من بيئات التحوّل على امتداد الأطراف المتقاربة، فقرب الخنادق المحيطية يتم غوص كتل من الغلاف الصخري البارد إلى أعماق سحيقة.
وبهبوط الغلاف الصخري والرواسب المصاحبة له، يزداد الضغط بمعدل أكبر من زيادة الحرارة. ولهذا فإن تسخين الكتل السميكة يتقدم ببطء، فالصخور الذي تتكوَّن في هذه البيئة ذات الضغط الكبير بالنسبة للحرارة تُسمَّى بصخور الشيست الأزرق والتي تستمد اسمها من معدن الغلوكوفين “الأمفيبول” ذي اللون الأزرق الذي ينشأ تحت هذه الضروف. وفي المناطق السطحية الواقعة في اتجاه اليابسة من منطقة الخنادق المحيطية تسود في بيئة التحول درجات حرارة مرتفعة بالنسبة للضغط.
وهُنا تؤثر الصخور المنصهرة القادمة من أسفل على الصُخور المحيطة بها في بيئة خفيفة إلى معتدلة الضغط، ويمثَّل هذا النوع من البيئات جبال صحراء نيفادا الأمريكية التي تحتوي على صخور نارية مقتحمة وصخور متحوّلة مصاحبة لها. ومن الواضح أن معظم المواد المتأثرة الموجودة قرب الخنادق المحيطية، تتألف من حزامين طويلين متميزين من الصُخور المتحولة.
وفي أقرب موقع للخندق نجد أن هناك نظاماً ذا ضغط عالٍ وحرارة منخفضة. أمّا في اتجاه اليابسة في منطقة اقتحام الكتل النارية الجزفية، فإن عمليات التحول تسودها بيئات ذات حرارة مرتفعة وضغط منخفض إلى معتدل، بالإضافة إلى الأحزمة الطولية من الصخور المتحوّلة التي توجد في محاور معظم الأحزمة الجبلية، توجد امتدادات للصخور المتحولة في الأجزاء الداخلية المستقرة من القارّات. وتُسمَّى هذه الامتدادات المنبسطة للصخور النارية بالدروع.