ما أثر المناخ في البراكين؟

اقرأ في هذا المقال


أثر المناخ في البراكين:

لم تكن الفكرة القائلة بأن فوران البراكين بسبب تغيرات في مُناخ الأرض وليدة اليوم، لكنها لا تزال مقبولة لتفسير بعض ظواهر التغيرات المُناخية، فالفوران الانفجاري يُنفث كميات هائلة من الغازات والأجسام الدقيقة إلى الجو، كما تُرسل الفورانات القوية مواد إلى ارتفاعات عالية تصل إلى طبقات الجو العليا، حيث تنتشر حول الكرة الأرضية، تضل مُعلقة لعدة شهر أو ربما لسنوات وتعتمد هذه النظرية على أساس أن هذه المواد البركانية المعلقة، سوف تحجب قسطاً من الأشعة الشمسية الساقطة على الأرض، بالتالي تقلل من درجة حرارة الجو.
وربما تُعزى أول فترة باردة على واقعة بركانية هي حادثة السنة التي بدون صيف، حيث أعقبت بركان جل طمبورا سنة 1815 في أندونيسيا. ولقد ساد الإعتقاد حين ذاك بأن سبب برودة صيف عام 1816 في عدد من مناطق النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بما في ذلك إنجلترا الجديدة بشرق الولايات المتحدة، كان سببه سحابة الغبار البركاني الذي قذفه جبر طامبورا.
وعندما فار بركان جبر سانت هيلينز في 18 مايو عام 1980 كان هناك حدس فوري بالتأثير المحتمل بهذه الواقعة على المناخ. ورغم ضخامة فوران بركان سانت هيلينز إلى أن فورانا مشابهاً له يحدث في مكان ما من العالم كل سنتين إلى ثلاث سنوات. وتشير الدراسات التي تناولت هذه الوقائع أن تبريداً طفيفاً يحدث فعلاً في طبقات الجو السفلى ولكن من المعتقد أن هذا التبريد هو من أقل من 10 درجات مئوية؛ ممَّا قد لا يترتب عليه أي أهمية.
وفي الرابع من أبريل عام 1982، فار بركان الشيشون وهو بركان صغير معروف في شبة جزيرة يوكاتان في المكسيك. وكانت سحابة الرماد وغازات الكبريت التي ارتفعت في الجو ضخمة وربما كانت أكبر 20 مرة من سحابة جبل سانت هيلينز. وعقب الانفجار تنبأ العلماء بإنخفاض تدريجي في درجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي قد يصل من 0.3 إلى 0.5 مئوية.
وهذا التغير في درجة الحرارة هو من ألأهمية؛ بحيث يمكن ملاحظته بين التغيرات الحرارية الأخرى ولكنه من الضالة؛ بحيث لا يؤثر في حياتنا اليومية. ومع هذا كله فإن كثيراً من العلماء يتفقون على أن هذا التبريد العالمي قد يغير من نمط الدورة المُناخية العامة لمدة محدودة.


شارك المقالة: