الانقلاب التضاريسي:
إن الانقلاب التضاريسي يشمل مختلف العمليات الجيومورفولوجية، التي تؤدي إلى تحوّل الأراضي المُرتفعة إلى منخفضة وبالعكس، بخاصة الحت المائي. ويحدث ذلك في إحدى الحالتين التاليتين:
- وجود مُحدّبات صخرية تتوفر فيها الشروط التالية:
- ضعف نطاق قمّة المُحدب نتيجة الضغط الزائد من جوانب المُحدب؛ بحيث يؤدي إلى انتشار التشققات والمفاصل التي تشكّل نقطة انطلاق عمليات التجوية والحت بشكل مركز.
- ضعف مركز المُحدب بالمقارنة مع الطبقات الصخرية السطحية، فقي حالة تفاوت صلابة الطبقات الصخرية في المُحدب؛ كأن تكون الطبقات الوسطى أكثر ضعفاً من الأطراف، فإن عمليات الهدم المختلفة ستنال منها بمعدلات أعلى؛ ممّا يزيد في تراجع مناسيبها بالمقارنة مع أطراف المُحدّب الأكثر صلابة أو مقاومة.
- استمرار تعرض المكاشف الصخرية لعمليات التجوية لفترة زمنية طويلة نسبياً، تجعله أكثر قابلية للحت المائي.
- كذلك فإن توفر ظروف مناخية رطبة توفر جريانات مائية بكميات عالية تؤهل الأنهار لممارسة نشاط حتي فاعل.
وتعمل هذه الشروط مجتمعة على تحويل قمم المحدبات إلى أحواض صخرية منخفضة، بينما تبقى أطرافها محتفظة بمناسب أعلى. ومن الأمثلة على ذلك منخفض البقعة قرب مدينة عمان في الأردن. ويتكوَّن سطح هذا الحوض من طبقات من الصخر الرملي يعلوها طبقات متعاقبة من الصخر الجيري ، تمتد بميل متعاكس على جانبيه الشرقي والغربي.
وتكون هذا المنخفض بواسطة الانقلاب التضاريسي، تشابه التكوينات الصخرية في الطبقات المتعاقبة في نفس المناسيب على جانبي الحوض، كذلك انتشار مظاهر الحت المائي المختلف، بخاصة المصاطب الصخرية فيها، إضافة إلى اعتدال مُنحدراتها وانتهاء قواعدها بتراكمات إرسابية.
ويرجع ذلك إلى النشاط الحتي لوادي أم الدنانيرالذي ابتدأت نشأته، في تطوير التشققات في قمة المُحدب القديم إلى وادي نهري مارس الحت الرأسي الجانبي بمعدلات عالية. وساعده في ذلك توفر الظروف المناخية الرطبة التي سادت في عصر البلايستوسين، كذلك الهبوط المستمر في مستوى أساس بيئة المصب النهائية المتمثلة في وادي الزرقاء الذي ينتهي في غور الأردن الصدعي.
- ضعف نطاق قمّة المُحدب نتيجة الضغط الزائد من جوانب المُحدب؛ بحيث يؤدي إلى انتشار التشققات والمفاصل التي تشكّل نقطة انطلاق عمليات التجوية والحت بشكل مركز.
- وجود تكتونيات صخرية متفاوتة الصلابة؛ بحيث تكون في بداية الأجزاء الصخرية المرتفعة أقل صلابة من الأراضي المنخفضة. وفي هذه الحالة تزداد معدلات الحت في التكوينات الصخرية الضعيفة مؤدية إلى تراجع مناسيبها، بصورة مضطردة تنتهي بانخفاض السطح عن منسوب المكاشف الصخرية الصلبة التي تتطور، إمّا إلى موائد صحراوية أو تلال أو قُباب صخرية.