الحصى الهندسي:
اقترح إيفاس عام 1911 مصطلح الحصى الهندسي، ليُشير إلى الحصى التي تحوَّلت أسطحه الأصلية إلى أسطح مكشوطة بفعل الكشط الريحي الذي تمارسه حمولة الرياح العالقة والقافزة. كما يختلف الحصى الهندسي من حيث نوعية الصخر، الشكل، الحجم، الاتجاه، الطُبوغرافيا المحلية، عامل التكون من منطقة لأخرى.
إذ يتطوَّر الحصى الهندسي من نوعيات مختلفة من الصُخور، منها البازلت، الغرانيت، الطفل، الصخر الجيري، حيث ما وجدت مظاهر ضعف صخري؛ بسبب التركيب المعدني أو تشققات صخرية غير أنها أكثر تطوراً في الصّخور الضعيفة منها في الصخور الصلبة. ويعتبر الحصى الهندسي نتاجاً مباشراً في الكشط الريحي الذي يعتمد على خصائص كل من الرياح والرواسب الريحية المنقولة بالتعلق أو بالقفز.
وتمارس الرياح هذا الدور من خلال اتجاهاتها وسرعتها، فالاتجاه وميل الحصى بالنسبة لها يُحددان مساحة سطح الحصى المعرض للكشط الريحي. فإذا هبَّت الرياح من اتجاه واحد فوق أسطح حصى تنحدر بصورة مناسبة وكانت النسبة بين مساحة قاعدة الحصى إلى ارتفاعه عالية، تحول الحصى إلى الشكل المُسطح أو المُحدب (أحادي الوجه)، بينما إذا هبَّت عليها الرياح من جميع الجهات يصبح الحصى غير مستقر وتُدحرجه الرياح ويتطوَّر إلى حصى متعدد الأوجه.
وفي حالة وجود جلاميد أو رواسب كبيرة الحجم نسبياً لا تخضع لعمليات الزحف أو القفز أو التعلق الريحي، حيث امتاز سطحها المواجه لاتجاه الرياح بوجود تباين محلي في مقاومة الكشط الريحي، فقد تنشأ أشكال محلية تتراوح ما بين الحفر والحزوز الضيقة التي يتراوح عرضها وعمقها ما بين اثنين إلى ثلاثة سنتيمتر. وقد تتسع هذه الحزوز في حالة تناقص انحدار السطح لتشكّل حزوزاً واسعة تمتاز باتساع وعُمق القاع وشدة انحدار الجوانب، التي تنتهي أحياناً بأطراف معلقة، كما تصبح أكثر طولاً ومفتوحة عند نهاياتها بالمقارنة مع الحزوز الضيقة.
وبذلك تتضمن عمليات الكشط الريحي الصقل والحفر والتحزيز أو التسنين الضيق، أو الواسع والتي تنشط بشكل خاص بنهايات الحصى الهندسي المعاكس لاتجاه الرياح. وإن أي اختلاف في اتجاه الرياح يُغير بالتالي من شكل الحصى الهندسي مع احتفاظ أشكالها الأصلية بالدور الرئيسي. كذلك يؤثر سُمك الحصى بالنسبة لسُمك طبقة الرياح الحاملة للرمال القافزة في فاعلية ونتاج الكشط الريحي، حيث أن سُمك هذه الرياح يكون أكبر فوق الأسطح الصخرية منه فوق الأسطح الرملية.