علم الطقس والمناخ القديم:
من الممكن أن نتصوَّر أن الإنسان منذ إن وجد على سطح الأرض قد اهتم بالظواهر الجوية التي تحيط به؛ لِما لها تأثير مباشر على حياته. كما أن لجوء الإنسان إلى ارتدائه للملابس والبحث عن مسكن له هي من أول المحاولات البشرية للتكيّف مع طقس ومناخ المنطقة التي يسكنها.
كما تطوَّرت العملية إلى مراقبة الظواهر الجوية، حيث كان البابليين يراقبون الغيوم للتنبؤ من خلالها بحالة الجو القادم. والظواهر الجوية تسبب للإنسان لحظات من الراحة أو الانزعاج. فالأمطار واعتدال الحرارة والرياح الهابة على شكل نسيم كانت تُسعده، بينما الأعاصير، الفيضانات، ارتفاع وانخفاض الحرارة الشديدان كانت تزعجه. ولأن الإنسان الأول كان عاجزاً عن تفسيرها فقد عمل على عبادتها اعتقاداً أن ذلك يجنبه أضراراً.
لذلك ظهرت العديد من الآلهه المُناخية، فقد عبد الإغريق بوريس اله الرياح وعبد المصريون راع اله الشمس واعتبر جوبيتر اَله المطر عند الرومان واعتبر ثور اَله الرعد عند الاسكندنافيين. في حين قامت شعوب أخرى بتسجيل تكرار هذه الظواهر في محاولة أولية لفهمها ومن ثم التنبؤ بها، فالصينيون هم أول من سجل مواسم الفيضان منذ 2000 قبل الميلاد وكان المزارعين الصينين يراقبون حالة الجو ويحاولون فهم تأثيرها على مزروعاتهم. وبذلك تعتبر التسجيلات الصينية من اقدم التسجيلات الطقسية على الاطلاق.
وإن النظر إلى الطقس والمُناخ بشكل علمي ومنظم جاء على يد الإغريق. فقد قسَّم بارمين/س في 500 ق.م العالم إلى ثلاث أقاليم حرارية وهي: النطقة الحروقة وهي بالمنطقة الاستوائية، المنطقة المعتدلة وهي منطقة حوض البحر المتوسط، المنطقة التي تكون شديدة البرودة وهي مناطق شمال أوروبا والقطب.
وكان بارمينديس يعتقد أن المنطقة المحروقة خالية من السكان وأن المنطقة شديدة البرودة سكانها متوحشين. كما كان اول كتاب منهجي لأبو قراط تحت عنوان (الهواء والماء والأماكن) وذلك عام 400 ق.م، ثم تلاه المؤلف أرسطو -الموسوم الترولوجيا- عام 350 ق.م والذي اعتبر أول مؤلف في علم الأنواء الجوية. ثم توالت الفاعليات المختلفة لدراسة المناخ والأنواء الجوية حتى قام كيرهستس عام 100 ق.م بتصميم برج الرياح، حيث يُعَدّ أول مرصد أنوائي في العالم في حين لم يشهد علم المناخ أيضاً في الفترة الرومانية أي تطور، أو أي اضافات واستمر الحال إلى بزوغ فجر الدولة العربية الإسلامية.