أحواض المجاري المائية:
تعتبر أحواض المجاري المائية من أهم مميزات سطح الكرة الأرضية. ولكثرتها فإننا لا نعرف عددها إلا في بعض المناطق المحددة التي شملتها الدراسة والبحث، فقبل نهاية القرن التاسع عشر كان يعتقد بأن مجاري المياه تتكون لتُمزّق القشرة الأرضية تاركة فراغات تجري بها المياه. واليوم نعلم أن معظم مجاري المياه مسؤولة عن حفر أحواضها.
وأول إشارة إلى علاقة مجاري المياه بحفر أحواضها جاءت من العالِم الإنجليزي جون بيلفير سنة 1802، تحت عنوان التوضيحات للنظرية الهيتونية حول الأرض، حين كتب ما عُرف بعد ذلك بقانون بليفير: يظهر أن كل نهر يتكون من جدع رئيسي تغذية عدة فروع وكل منها يجري في حوض يتناسب وحجمه، وهي تكون في مجموعها شبكة أحواض متصلة ببعضها في عملية منتظمة، بحيث لا يتصل أي منها بالحوض الرئيسي عند نقطة شديدة الارتفاع، أو الانخفاض عنه ولا يأتي ذلك إلا إذا كانت الأحواض نتاج المياه التي تجري بها.
ولم تقتصر ملاحظات بليفير على كونها صحيحة، بل إنها صيغت بطريقة علمية جيدة وتقسم أحواض مجاري المياه إلى نوعين ضيق على شكل حرف (v) اللاتيني وآخر عريض بقاع منبسط مع عدة أشكال انتقالية بينها. ففي المناطق الجافة حيث يكون القطع العمودي سريعاً والتجوية بطيئة، أو في المناطق ذات الغطاء الصخري الصلب. وتتكون وديان ضيقة ولكنها قد لا تكون على شكل حافتين أكثر عرضاً من قاع القناة.
ولا يحدث ذلك إذا اقتصر فعل التعرية بجانبي الوادي على مياهه الجارية به. وتتشارك التجوية والتدفق الصفحي وتبدد الكتل في تشكيل جانبي الحوض. ومثال على ذلك العلاقة بين الحمولة المعلقة وكمية الدفق على نقطة قياس على نهر الباودر بولاية وايومينج الأمريكية، فإن كمية الحمولة المعلقة تزيد بزيادة الدفق. والزيادة هنا أسيَّة؛ أي أنه إذا ما زاد الدفق عند نقطة القياس عشرة أضعاف فإن الحمولة المعلقة تزيد بعامل 100 أو أكثر.
فقد بيّنت القياسات والحسابات أن تعرية القناة أثناء زيادة الدفق تساهم بقدر محدد في الزيادة في حمولة المجرى، فإن الكثير من مكونات الحمولة الاضافية يتم جلبها بواسطة التدفق الصفحي وتبدد الكتل. ويبين الشكل v أن عمل المجرى الرئيسي هو قطع مجراه عمودياً على مستوى القاعدة.