الصخور الرسوبية الحتاتية:
بالرغم من وجود العديد من المعادن وفتات الصُخور الحتاتية، فإن معادن الطفلة والكوارتز تمثل المكونات الرئيسة لمعظم الصخور الرسوبية من هذا الصنف. وإن معادن الطفلة هي المعادن الأكثر وفرة بين نواتج معادن السيلكات المتعرضة للتجوية الكيميائية وعلى الأخص معادن الفلسبار. فمعادن الطفلة هي معادن دقيقة الحبيبات ذات بنية بلورية على هيئة رقائق تشبه رقائق معدن المايكا. أمّا المعدن الآخر المألوف، الكوارتز(المرو)، فهو وفير لأنه شديد المقاومة للتجوية الكيميائية. ولهذا عندما تتعرض الصُخور النارية مثل الغرانيت لعمليات التجوية، فإن حيبات المرو تصبح حرة.
كما تتواجد معادن أخرى في بعض الصُخور الحتاتية مثل الفلسبار والمايكا، حيث أن هذه المعادن تتغير بسرعة بفعل التجوية الكيميائية إلى مواد جديدة، فإن وجودها في الصُخور الرسوبية يدل على أن عملية التجوية قد تمت بواسطة التجوية الميكانيكية، بدلاً من التجوية الكيميائية.
ويعتبر حجم الحبيبات هو المعيار الأساسي في التفريق بين أنواع الصُخور الرسوبية الحتاتية المختلفة. ويمكن في العادة ربط حجم الحبيبات في الصُخور الحتاتية بطاقة الوسط الناقل لهذه الحبيبات. وتفرز تيارات الماء أو الهواء الحبيبات التي تنقلها بسبب حجمها، فكلما كان التيار قوياً كان حجم الحيبات التي ينقلها كبيراً، فالجرول مثلاً تنقله مجاري المياه السريعة، كما تنقله الانهيارات الجبلية والمجالد، أما الطاقة اللازمة لنقل حبيبات الرمل فهي أقل.
ولهذا فهي عادة تتوفر في مواقع مثل الكثبان الناتجة عن نفخ الرياح، كذلك أيضا في التراكمات النهرية والشاطئية وحيث أن حيبات الغرين والطفلة تترسب ببطء، فإن تراكمات مثل هذه المواد ترتبط عادة بالمياه الهادئة في البحيرات والأهوار والبيئات البحرية والمستنقعات.
وأمّا الحجر الطيني هو صخر رسوبي متكون من حبيبات الغرين والطفلة وهذه الصخور الحتاتية دقيقة الحبيبات تشكل ما يقدر ب 70% من كل الصُخور الرسوبية. كما أن حجم الحبيات بهذه الصُخور هو من الصغر؛ بحيث لا يمكن التعرف عليها دون تكبير هائل، حيث أن الرواسب ليست مجهريه فحسب ولكنها أيضاً منبطحة ومفلطحة، فهي عادة ما توجد متراصة مع بعضها. ونتيجة لذلك لا يوجد متسع بين حبيباتها لمرور السوائل المحملة بالمواد اللاصقة. ولهذا فإن الصُخور الطينية عادة ما تكون رديئة التلاحم وتتفتت بسهولة.