الغازات التي تخرجها البراكين:
إن الصهير يحتوي على كميات متفاوتة من الغازات الذائبة والتي تبقى داخل الصُخور، حيث تنصهر تحت تأثير الضغط المحيط، كما يبقى ثاني أكسيد الكربون داخل المشروبات الغازية. وكما في المشروبات الغازية، تبدأ هذه الغازات في الهروب عندما ينخفض الضغط ولهذا السبب فإنه يصعب تقدير كمية الغازات الأصلية في الصُخور المنصهرة.
كما يسود الاعتقاد بأن كمية الغازات في الصهير تتراوح بين 1 إلى 5 في المئة من الحجم الكلي للصهير. وقد تكون هذه النسبة قليلة. ولكن كمية الغاز المتصاعدة قد تزيد عن عدة آلاف من الأطنان في اليوم، حيث يرى العلماء بأن التركيب الكيميائي للغازات يشكل أهمية خاصة، حيث أن الطبقات الجوية المحيطة في الأرض قد تكونت من هذه الغازات.
وتشير الأدلة المستمدة من النشاط البركاني بجزيرة هاواي، بأن الغازات المتصاعدة تحتوي على 70% من بخار الماء و15% من ثاني أكسيد الكربون و5% من مركبات النيتروجين و 5% من مركبات الكبريت، مع كميات أقل من الكلور والهيدروجين والأرجون. وأسهل ما يمكن التعرف علية هو الكبريت نظرا لرائحتة النفاثة ولكونة أيضاً يكون حامض الكبرتيك الحارق. كما أنه بالإضافة إلى كون الغازات تدفع الصهير إلى فوهات البراكين، فإنه يعتقد بأنه مسؤولة عن تشكيل الممرات الضيقة التي تصل غرفة الصهير لسطح الأرض.
ففي بداية الأمر تتصدع الصُخور التي تكون فوق جسم الصهير نتيجة للحرارة الشديدة التي تنبعث من الصهير، ثم تعمل تيارات الغازات الساخنة ذات الضغط المرتفع على توسع الصدوع؛ ممَّا يؤدي إلى حدوث منافذ تصل إلى السطح. فإن بعد إتمام هذه العملية تعمل الغازات الساخنة تلك التي تحمل قطع الصُخور على نحت جدران الممرات مُحدثة ممرات واسعة.
ونظراً لأن هذه القوى الناحتة تعمل على إزالة كل ما يعترض طريقها من نتوئات، لذلك تكون القنوات البركانية الناتجة دائرية المقطع. وعند توسع الممرات يصعد الصهير إلى أعلى ليصبح نشاطه فوق السطح. وبعد كل نوبة فوران للبُركان تمتلئ القناة البركانية بالمواد التي لم تتمكن من الخروج من الفوهة. وقبل حصول فوران جديد للبُركان لا بد من أن تعمل الدفعة الجديدة من الغازات المتفجرة على تنظيف المرر أمامها مرة أخرى.