المرتفعات الجوية:
يهتم التنبؤ الجوي بما يحدث على السطح من ظواهر، حيث تحدث في طبقات الجو العليا، لما لها من تأثير مباشر على الظواهر الجوية السطحية، فلابد من التعرف على الظواهر الجوية السطحية التي تحدد نوع الطقس السائد في المنطقة، فإن الضغط العالي على السطح يطلق عليه اسم المرتفع الجوي، كما أن الضغط المرتفع يكون على شكل دائرة مغلقة في وسطها أعلى قيمة للضغط، وتقل قيم الضغط بالاتجاه إلى الأطراف، يخرج الهواء من الضغط العالي إلى الأطراف بحركة مع حركة عقارب الساعة في النصف الشمالي وعكس حركة عقارب الساعة في النصف الجنوبي، يغطي المرتفع الجوي منطقة بين 320 كم إلى 3225 كم، أمَّا الامتداد العمودي فغالباً ما يكون المرتفع الجوي ضحلاً حيث لا يزيد ارتفاعه عن 3000 متر.
يتحرك المرتفع الجوي شرقاً في العروض الوسطى، حيث تكون حركته ضمن الرياح الغربية السائدة، كما تكون حركة المرتفع الجوي بطيئة حيث لا تزيد عن 16عقدة/ ساعة في الصيف، بينما تكون أسرع في الشتاء حيث تصل سرعته إلى 23.5 عقدة/ ساعة، غالباً ما يكون الهواء ضمن المرتفع الجوي جافاً؛ وذلك لأن الهواء فيه يكون هابطاً ممَّا يرفع حرارته ويقلل بخار الماء فيه.
يتكون الضغط العالي بسبب التبريد، حيث ينضغط الهواء البارد ويتكدس فوق منطقة ما مسجلاً ضغطاً مرتفعاً، أو يتكون بسبب هبوط الهواء من الأعلى إلى الأسفل ليوازن توزيع الهواء المتكدس في الأعلى، ففي الأعلى عندما يلتحم الهواء يضطر الهواء إلى الهبوط إلى السطح مكوناً منطقة تفرق هواء، ممَّا يُكوّن ضغط عالي على السطح، كما يكون الهواء فيه جافاً بسبب كونه بارداً أو بسبب هبوطه، المرتفع الجوي يحتوي على كتلة هوائية واحدة فقط، لذلك لا تكون فيه جبهة هوائية.
المرتفع الجوي إما أن يكون امتداد باتجاه القطب للضغط العالي شبه المداري أو ضغط عالي قاري أو ناتج من الحاجز الجوي في الأعلى الذي يتكون من تفتت الدورة في الأعلى إلى خلايا، أو من هواء هابط من ذراع الانبعاج في الأعلى والذي يؤدي إلى انكباس الهواء على السطح ممَّا يشكّل ضغط عالي، وهذا النوع يكون متحرك المرتفع الجوي والذي له أنواع عديدة وهي:
- المرتفع الجاف البارد: يتكون فوق المناطق الثلجية عندما يستقر هواء بارد على السطح لفترة من الزمن، يكون هذا النوع ضحلاً ليس له امتداد عمودياً كبيراً، يتحرك هذا النوع إلى المناطق المجاورة وبإتجاهات مختلفة ويختفي فوق البحار المفتوحة، يصاحبه طقس صحو ليس فيه أمطار يظهر هذا النوع صيفاً وشتاءاً؛ بسبب أنه يظهر فقط عندما تنخفض الحرارة.
- المرتفع الجاف الدافئ: وهي مناطق ضغط عالي مدارية شبه دائمة تظهر معظم السنة فوق الجزء المداري من المحيط الأطلسي الشمالي، ويسمى في أوربا الضغط العالي الازوري (Azores)، ويُسمَّى في أمريكا الشمالية البرمودي (Bermuda) يكون أكثر عمقاً، حيث يمكن مشاهدته على الخرائط عند الارتفاع 5 كم، كما ينحرف مركز الضغط العالي في الأعلى عند ارتفاع 5-7 كم عن مركز الضغط العالي على السطح بحوالي 5000 كم إلى الجنوب الغربي، لا يكون هذا النوع عميقاً حيث لا يزيد الضغط الجوي في مركز هذا النوع عن 1025 مليبار، يظهر كذلك في النصف الجنوبي في المنطقة المدارية.
- مرتفع العروض العليا البحري: إن مرتفع العروض العليا البحري يظهر في فصل الشتاء فقط، ويكون عميقاً جداً حيث يصل إلى 1020 متر في الأعلى، مركز الضغط العالي في الأعلى يتطابق تماماً مع مركزه على السطح، كما يرتفع الضغط في المركز إلى 1040 مليبار، حيث يظهر فوق كل من سيبريا وشمال كندا ومضيق الدينمارك، كما يصاحب المرتفع الجوي جو خالي من الغيوم، وذلك بسبب قلة بخار الماء فيه، حيث يكون الهواء هابطاً، كما أنه ومن الممكن أن يكون الهواء فيه نسيماً، وفي فصل الصيف يجلب المرتفع الجوي موجات الحر.
إن التكاثف السطحي لبخار الماء دائما تصاحب المرتفع الجوي، فالليالي الطويلة في فصل الشتاء مع خلو السماء من الغيوم تشجع على فقدان الإشعاع الأرضي، ممَّا يسمح بتكون الصقيع أو الضباب وإذا تصادف تكوّن الضباب مع انقلاب حراري فان تبدده عند الصباح يكون بطيئاً، وعند تحرك المرتفع الجوي فوق مسطح مائي فإنه قد يسخن من الأسفل ويتحمل بكمية من بخار الماء ممَّا يسمح بتشكل الغيوم الطبقية الواطئة، فإن هذه الحالة تجعل الطقس المصاحب للمرتفع الجوي ليست سماء صافية بل جو غائم قد تنتج عنه سقوط بعض الرذاذ.