ما هي طبيعة النشاط البركاني؟

اقرأ في هذا المقال


طبيعة النشاط البركاني:

ينظر إلى النشاط البركاني على أنه عملية تنتج أشكالاً مخروطية بديعة تفور بشدة من آن لآخر، فبينما يكون ثوران البراكين في بعض الأحيان شديداً، إلا أن كثيراً منها قد تفور بهدوء. والعوامل التي تحدد طبيعة الفوران تشمل تركيب الصهير ودرجة حرارته وكمية الغازات الذائبة فيه. ويؤثر العاملان الأولان في قدرة الصهير على الحركة أو في درجة اللزوجة.
فكلما كانت المادة لزجة كلما زادت مقاومتها في الحركة، فمثلاً الهلام أكثر لزوجة من الماء. ومن السهل مشاهدة أثر الحرارة على اللزوجة. والصهير الساخن مثل الهلام إذا سخن أكثر تزداد سيولته وينتج عنه حمم سائلة ولهذا عندما تبرد الحمم فإنها تفقد قدرتها على الحركة وتنتهي بالتوقف، حيث أن الصهير التي نتجت عن البراكين يكون محتواها من السلكا.
فالصهير المنتج من الصُخور البازلتية يحتوي على حوالي 50% من السلكا، بينما تحتوي الصُخور الغرانيتية على 70% من السلكا فأكثر، أمَّا الصُخور متوسطة التركيب، مثل الأنديسايت والديورايت فتحتوي على 60% من السلكا تقريباً. ومن المهم ملاحظة أن لزوجة الصهير تعكس محتواه من السلكا، فبالغالب كلما زادت نسبة السلكا في الصهير كلما زادت لزوجتة.
ويعتقد أن ذلك يعيق جريان الصهير؛ لأن السلكا تتحد لتُكون عقوداً طويلة حتى قبل بداية التبلور ونتيجة لذلك فإن قلة محتوى السلكا في الحمم البازلتية يجعلها تميل إلى السيولة، بينما تكون الحمم التي تحتوي على ريوليت لزجة وغير قادرة على الجريان بمسافة كبيرة حتى عند درجات الحرارة المتوسطة وتؤثر الغازات التي يحتوي عليها الصهير في حركته فتعمل على زيادة سيولته.
والمهم من ذلك هو أن الغازات المتصاعدة تعطي الصُخور المنصهرة، التي تمر خلالها القدرة على الاندفاع من فوهة البراكين. وعندما يصل الصهير قرب سطح الأرض كما هو الحال في المناطق التي توجد فيها البراكين. كما ينخفظ الضغط المحبوس في الجزء العلوي من الصهير انخفاظاً ملحوظاً، حيث أن هذا الانخفاض يسمح للغازات التي كانت قد ذابت في أعماق كبير بالتحرر المفاجئ، فعند درجة حرارة ألف درجة مئوية وتحت ضغط منخفظ قرب الضغط السطحي، سوف تتمدد هذه الغازات لتشغل حجماً يبلغ مئات المرات من حجمها الأصلي.


شارك المقالة: