مراحل تكون حوض الوادي:
لقد خالف جيمس هاتون وجون بليفير مفكري زمانهما باعتقادهما أن الأنهار هي المسؤولة عن حفر قنواتها. وقد عززت الأبحاث التي تخص الطبيعة بأحواض الأنهار هذا الاعتقاد. وأضيف إلى ذلك أن هذه الأحواض تتطور باستمرار وفي خطوات منتظمة. وقد أطلق مجازاً على مراحل تكون الأنهار تسميات الشباب والنضوج والكهولة.
فإذا ما كان النهر مستمراً في تعرية قناته ليصبح ممهداً يعتبر في مرحلة الشباب، فالمنحدرات والشلالات والقناة الضيقة على شكل (v) هي من مميزات مرحلة الشباب الدالة على استمرار النهر في تعرية قناته. ومن علامات هذه المرحلة كذلك الممال الشديد الانحدار وقلة سهول الفيضانات أو انعدمها، إلى جانب استقامة مساره وغياب التعرجات بهذا المسار.
وعند وصول النهر إلى مرحلة النضوج تتوقف عملية التعرية العمودية وتبدأ التعرية الجانبية؛ أي أن النهر الناضج يبدأ في قطع سهل فيضانه والتعرج فوقه. وفي هذه المرحلة تبدأ عملية القطع وتكوين أطواق النير. وقد تتكون بعض الأرصفة الطبيعية المنخفضة، حيث أن معظم الشلالات والمنحدرات قد سويت فإن ممال النهر الناضج أقل انحداراً. وقطاعه أكثر تمهيداً من مرحلة الشباب، حيث أن كل المسرعات والشلالات قد اختفت من مجراه.
كما يدخل النهر مرحلة الكهولة بعد أن يصبح سهل فيضانه أعراض بعدة مرات من نطاق تعرجاته. وتصبح هنا القناة بعيدة عن ضفتي الوادي. ويكون دور النهر في هذه المرحلة إعادة تعرية رسوبيات سهل الفيضان غير المتماسكة، حيث أن ذلك أسهل من تعرية قاع المجرى الصخري. فإن النهر في مرحلة الكهولة ينقل مساره من جانب إلى آخر أسرع من مرحلة النضوج. ومثال ذلك تحرك بعض تعرجات نهر المسيسبي عشرون متراً في السنة في الوقت الذي تنتشر على سهل فيضانه العديد من بحيرات طوق النير والتعرجات القديمة المنفلصة. كما يميز الأنهار في مرحلة الكهولة الأرصفة الطبيعية تصحبها المستنقعات الخلفية وروافد اليازو.
وقد افترضنا إلى حد الآن تغير مستوى القاعدة خلال مراحل تطور النهر من مرحلة الشباب إلى مرحلة الكهولة، غير أنه في كثير من الأحيان يرتفع مستوى الأرض؛ ممَّا يزيد من ممال النهر في مرحلة الشباب ويسرع معدل قطعة مرحلة الكهولة، فإنه يتوقف عى التعرية الجانبية ويعيد مرحلة القطع العمودية ويقال عن النهر أنه جدد شبابه.