متحف كارلوس ماتشادو في البرتغال

اقرأ في هذا المقال


يتضمن هذا المتحف قطعًا مهمة من الفن البرتغالي، مثل مجموعة من ست لوحات من القرن السادس عشر: “سانتا مارغاريدا وسانتا أبولونيا” و “سانتا كاتارينا وسانتا باربرا”، التي رسمها فنانو مدرسة كويمبرا بين عامي 1510 و 152 ، فيسينتي جيل وابنه مانويل فيسينتي وأربع لوحات بعنوان “استشهاد القديسين في لشبونة – بشارة الاستشهاد، الوصول إلى لشبونة، الجلد والموت بالسحب”وغيرها العديد من اللوحات التي ساهمت في تقدم وزادهار المتحف.

ما لا تعرفه عن متحف كارلوس ماتشادو

متحف كارلوس ماتشادو الذي تم إنشاؤه في عام 1876 للميلاد وافتتح في عام 1880 للميلاد، هو مؤسسة خدمة عامة مصممة للحفاظ على تراثها الواسع والغني وعرضه، وهو الأساس والتعبير عن هوية أي جزيرة في وسط بحر كبير، وبالتالي فإن هذا المتحف والذي يزيد عمره عن قرن من الزمان يضمن الاستمرارية بين الماضي والمستقبل، مع تضخيمه وتجديده في الوقت الحاضر.

هذا وقد تم إنشاء هذا المتحف في صالة ليسيوم بونتا ديلجادا الوطنية آنذاك، حيث قدم مجموعات من علم الحيوان وعلم النبات والجيولوجيا وعلم المعادن، والتي تعتبر الآن تاريخية، وفي عام 1890 أصبح المتحف جزءًا من بلدية بونتا ديلجادا، وبعد عام 1914 تم تسميته بمتحف كارلوس ماتشادو؛ وذلك تكريماً لمؤسسه.

تطور ونمو متحف كارلوس ماتشادو

كان المتحف في البداية متحفًا مدرسيًا تم افتتاحه للمجتمع المحلي، ومع ذلك وبفضل مجموعات التاريخ الطبيعي فقد أيقظ اهتمام المجتمع العلمي الدولي، حيث واصل المدير الثاني للمتحف العقيد فرانسيسكو أفونسو دي شافيس أعمال سلفه ممن دار المتحف وذلك بعد عام 1901.

كما يتم تحفيز فريق المتحف من خلال الجهود المشتركة لمشاركة مجموعاته لتصبح دعمًا حقيقيًا للاندماج الاجتماعي، وذلك نحو ثقافة أكثر ديمقراطية وترسيخ هويتها، كمكان للمشاركة والمعرفة والمودة. وفي عام 1976 للميلاد أصبح متحف كارلوس ماتشادو جزءًا من الأمانة الإقليمية للتعليم والثقافة، وفي عام 2005 للميلاد أصبح جزءًا من رئاسة الحكومة الإقليمية في جزر الأزور / المديرية الإقليمية للثقافة.

وعلى مر السنين فقد تم إثراء تراث المتحف بمساهمة العديد من سكان الجزر المحليين ذوي المكانة الفكرية والاجتماعية،  ومن بين هؤلاء؛ كونت فونت بيلا، والذي قدم في عام 1893 للميلاد مجموعة من المواد والمقتنيات الأفريقية التي جمعها الأدميرال كرافيرو لوبيز.

هذا وقد تم دمج هذه المجموعة في مجموعة التاريخ الطبيعي، مما يعكس وجهة النظر العلمية في ذلك الوقت، وفي عام 1912 للميلاد اقترح الدكتور لويس برناردو ليت أثايدي إنشاء قسم فني، بحيث يبقى المتحف قادرًا على حماية قطع التراث الفني، والتي كانت في ذلك الوقت غير محمية تمامًا، وبعد ذلك التاريخ تم الترويج لمعارض الرسم مع فنانين إقليميين ووطنيين ودوليين، حيث شكلت مقتنيات وعروض بعض اللوحات من قبل أبرز أساتذة ذلك الوقت أول مقتنيات لمركز الفن بالمتحف.

مقتنيات متحف كارلوس ماتشادو

انطلاقًا من روح الحركة الإقليمية بدأ الدكتور لويس برناردو ليت أثايدي ولاحقًا المهندس ألفريدو بنسايد والدكتور أرماندو كورتيس رودريغيز في جمع قطع من الأثنوجرافيا الإقليمية، حيث استجابت المبادرة للحاجة إلى الكشف عن الحياة الإقليمية في جوانبها النموذجية والتقليدية؛ وذلك نظراً لأن خصائصها ضاعت تحت تأثيرات أجنبية قوية ومستمرة، وفي البداية كان هذا القسم مكونًا من المواد والمعدات والملابس اليومية، حتى تزايدت بشكل تدريجي مع القطع المتعلقة بالأنشطة البحرية والزراعية.

وفي عام 1930 للميلاد أتاح الاستحواذ على دير سانتو أندريه إمكانية الجمع بين المجموعات العديدة الموجودة بالفعل في نفس المكان، والتي كانت محفوظة سابقًا في العديد من المباني في المدينة، ومن بين المزايا التي حصل عليها المتحف هي أنه تم التأكيد على موقع المبنى الجديد؛ وذلك لأنه بعيد بما يكفي عن البحر لضمان الحفاظ على مجموعاته، كما كان تركيب المتحف في الدير القديم أكثر تماسكًا وصلابةً لإنقاذ دير سانتو أندريه، كما سمح بتطوير مجموعات الفن المقدس والأثنوجرافيا الودية.

كما تضم مجموعة الفن المقدس في المتحف أيضًا العديد من الشخصيات المسيحية المقدسة، حيث يبرز الراعي الصالح، وهو يمثل أحد الدوافع الأيقونية للإسقاط والاهتمام الأكبر، مما يعكس اندماج الثقافات بين الغرب والشرق. وفي عام 2006 للميلاد تم تركيب مجموعة الفن المقدس في مركز الفنون المقدسة الواقع في الكنيسة اليسوعية في بونتا ديلجادا. وفي عام 2010 للميلاد افتتح مركز سانتا باربرا، وفي عام 2016 للميلاد افتتح التاريخ الطبيعي وذاكرة دوائر الدير للجمهور في مركز سانتو أندريه.

بالإضافة إلى أن متحف كارلوس ماتشادو يمتلك مجموعة إقليمية فريدة ذات قيمة وطنية ودولية كبيرة، كما تضم مجموعة متحف كارلوس ماتشادو المجالات التالية: الفن والفنون المقدسة والألعاب والملابس والمنسوجات والفنون الزخرفية والآلات الموسيقية والجيولوجيا وعلم الآثار والأثنوجرافيا الإقليمية والأثنوجرافيا الأفريقية والنقل والتصوير الفوتوغرافي والتاريخ الطبيعي والأثاث والنقود (العملات المعدنية والميداليات).

المصدر: عبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصوركتاب "الموجز فى علم الأثار" للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب تحف مختارة من المتاحف الأثرية للمؤلف للمؤلف أحمد عبد الرزاق وهبة يوسفكتاب"علم الآثار بين النظرية والتطبيق" للمؤلف عاصم محمد رز


شارك المقالة: