مدينة أولوموك في التشيك

اقرأ في هذا المقال


نبذة عن مدينة أولوموك:

يعود أول ذكر لمدينة أولوموك إلى عام 1017 عندما كانت قلعة مورافيا العظمى موجودة، وفي عام 1253 حصلت المدينة على لقب ملكي، وفي منتصف القرن السابع عشر أصبحت عاصمة مورافيا، ربما نشأت أولوموك كحصن روماني وبحلول القرن التاسع أصبحت معقلاً مهماً للأسقفية التي تأسست هناك عام 1063، أما في عام 1478 تم التنازل عن مورافيا للمجر.

كانت أولوموك تعتبر عاصمة مورافيا خلال حرب الثلاثين عام عندما احتلها السويديون ونهبوها، كما نزحت المدينة التي تضررت بشدة بعد عام 1640 باعتبارها المدينة الأولى في مورافيا، واحتفظت بأهميتها كمعقل عسكري، ومع ذلك لعبت دوراً مهماً في منتصف القرن الثامن عشر خلال الصراع على سيليزيا بين البروسيين والنمساويين.

كانت أولوموك مركزاً مهماً لإمبراطورية مورافيا العظمى خلال القرن التاسع وأوائل القرن العاشر، على مر التاريخ كان لألمانيا تأثير قوي على المدينة، وبحلول بداية القرن التاسع عشر كانت أولوموك تقريباً مدينة ناطقة بالألمانية، ولقد تغير الوضع بشكل جذري بعد حربين عالميتين، والسبب الرئيسي لذلك هو إنشاء دولة تشيكوسلوفاكيا.

تعود مدينة أولوموك إلى عصر الإمبراطورية الرومانية، وذلك جعلها غنية بالأماكن التاريخية والمعالم الأثرية التي حافظت على شكلها بالرغم من مرورها بالعديد من الأحداث واختبارات الزمن عبر مئات السنين، على الرغم من وجود موقعين للتراث العالمي وكونها عاصمة مورافيا حتى القرن السابع عشر.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة أولوموك:

عمود الثالوث المقدس:

هذا العمود التذكاري الذي تم تشييده في السنوات الأولى من القرن الثامن عشر، هو المثال الأكثر بروزاً لنوع النصب الخاص بأوروبا الوسطى على الطراز الإقليمي المميز، والذي يصل ارتفاعه إلى 35 متراً، كما تم تزيينه بالعديد من المنحوتات الدينية الرائعة من عمل الفنان المورافي المتميز أوندريج زانر، إنه نصب تذكاري للتراث العالمي.

كاتدرائية سانت فاتسلاف:

هي كنيسة كاثوليكية التي يعود تاريخ بناءها إلى عام 1107، كما أنها تتميز بالفن المعماري على الطراز القوطي، في بداية القرن التاسع عشر تقرر تحديث التصميم الداخلي والخارجي للمبنى، مما يجعله أكثر حداثة في أوروبا، في الوقت نفسه بنى المهندس المعماري التشيكي غوستاف برجاً قوطياً جديداً في المعبد، والذي لا يزال يعتبر رابع أطول مبنى في البلاد، كما يوجد داخل الكنيسة عضوان كبير وصغير والعديد من المنحوتات الحجرية والنوافذ الزجاجية الملونة التي توجد في معظم المعابد القوطية.

قلعة بوزوف:

هذه قلعة خيالية كلاسيكية على بعد حوالي 30 كيلومتر شمال غرب أولوموك، كما كانت هناك قلعة على ربوة تطل على غابة عميقة منذ القرن الثالث عشر، ولعدة قرون كانت تنتمي إلى النظام التوتوني، ولكن خلال هذا الوقت سقطت تدريجياً في حالة سيئة، لذلك في القرن التاسع عشر تم ترميمها من قبل مهندس معماري بافاري لتتناسب مع رؤية مثالية لحياة البلاط في العصور الوسطى، وهذا ما يجعل قلعة بوزوف موقعاً مفيداً لتصوير الأفلام التشيكية والألمانية، كما توجد فيها جميع عناصر القلعة الرومانسية مع خندق وجدران مزخرفة وجسور متحركة وحصون وبرج مراقبة بارتفاع ثمانية طوابق، حيث يمكنك تسلقها للحصول على مناظر بانورامية للريف.

مجلس المدينة:

بواجهة من الجص الأبيض وأبراج سوداء شاهقة، يُعد هذا المبنى القوطي من أكثر المباني العلمانية العزيزة في المدينة، طيلة ستة قرون سيطر على الحياة الاقتصادية والسياسية في أولوموك ولا يزال تضم مجلس المدينة والمكاتب، تم بنائه عام 1410 أما الذي يميزه هو أنه على أحد جدرانه توجد أجراس شهيرة مصنوعة بأسلوب الواقعية الاشتراكية، ومشاهدة صور 12 برجاً وساعات فلكية وشخصيات لأشخاص على الساعة، كما تم تزيين واجهة المبنى بتماثيل التنانين التي تحمي قاعة المدينة، كما يوجد الآن في قاعة المدينة معرض للتعرف على حقائق مثيرة حول تاريخ المدينة.

دير هراديسكو:

بدأ كدير بندكتيني في القرن الأول الميلادي، وعندما تم طرد الرهبنة البينديكتين من المدينة في القرن الثالث عشر، تم استبدالهم ببريستراتنسيانس، الذين ظلوا حتى إغلاق الدير في القرن الثامن عشر، بعد ذلك أصبح معسكر اعتقال نابليون ثم مستشفى، وبقي منذ ذلك الحين، حيث أنه يتميز بوجود العديد من المنحوتات الرائعة والنقوش والثريات ولوحات السقف الجدارية.

الساعة الفلكية:

على الجانب الشمالي من دار البلدية، تم بناء ساعة أولوموك الفلكية لأول مرة في القرن الخامس عشر الميلادي، ولكن بعد تعرضها لأضرار في الحرب العالمية الثانية، خضعت لبعض التغييرات المثيرة للاهتمام، حيث كانت الشيوعية قد وصلت لتوها إلى أولوموك، لذلك أعيد تصميم الساعة بأسلوب الواقعية الاجتماعية، الآن بدلاً من القديسين هناك صور للعمال والمهندسين، بينما يعرض القرص أعياد ميلاد لينين وستالين، وكذلك اليوم العالمي للعمال، كما اختفت الكثير من الأدوات الشيوعية حول أولوموك بعد الثورة المخملية، لذا تمثل هذه الساعة نصباً تذكارياً رائعاً للسنوات السوفيتية في المدينة.

نوافير الباروك:

تضم المدينة مجموعة من ستة نوافير متفاخرة تعود إلى أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، إنهم مصدر فخر مدني كبير، وقد صمدوا لفترة طويلة بفضل بصيرة مخططي المدينة، بعد مباني أولوموك، حيث تم توصيل الأنابيب إلى إمدادات المياه، كانت هذه النوافير قد عفا عليها الزمن، ولكن تم الاحتفاظ بها كخزانات للطوارئ لمكافحة الحرائق.

تتميز النوافير بطابع روماني، خمسة منها تصور شخصيات أسطورية وواحدة مخصصة لغايوس يوليوس قيصر على صهوة الجواد، والذي حسب الأسطورة أسس أولوموك منذ 2000 عام، وترتبط النوافير التاريخية بإضافات حديثة مثل نافورة آريون في الساحة الرئيسية، والتي تروي أسطورة شاعر ألقي من فوق القارب وأنقذه دلفين.

قلعة هيلفستن:

هي قلعة بحجم لا مثيل له تقريباً في وسط أوروبا التي استقر فيها  السويديين والدنماركيين والأتراك في ذلك الوقت، تقع على بعد 35 كيلومتر فقط شرق أولوموك وتقع على قمة تل بجوار نهر بيكفا، ويعود تاريخ القلعة إلى أوائل القرن الثالث عشر الميلادي وتمزج بين العناصر القوطية وأسلوب عصر النهضة الأكثر دقة، أما في الداخل يوجد معارض عن الحرف المعدنية التي تعود للقرون الوسطى مثل الحدادة والسكك الحديدية، بينما توفر الأسوار الطويلة للقلعة منصات مشاهدة رائعة اليوم كما فعلت قبل قرون.

قصر وحدائق كروميتش:

يقع في جنوب أولوموك ويعتبر الأكثر شهرة، حيث عاشت خلافة رؤساء أساقفة أولوموك من عام 1770، وحيث تم تصوير مشاهد من فيلم لعام 1984، وبعد أن دمر السويديون نسخة سابقة من المبنى، كلفت عائلة ليختنشتاين المؤثرة المهندس المعماري الإيطالي السويسري فيليبرتو لوتشيز ببناء قصر جديد على الطراز الباروكي مكتمل بحدائق المتعة، كما يعد المبنى اليوم أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي، حيث لم يتم تغيير الحديقة الباروكية مع سياجها الرسمي الأنيق منذ أن تم وضعها لأول مرة.


شارك المقالة: