مدينة بيهاتش في البوسنة والهرسك

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن مدينة بيهاتش:

مدينة بيهاتش من المدن التاريخية العريقة ومن أهم الأحصنة الكبيرة في الإمبراطورية العثمانية، بالرغم من صغر حجمها إلا أنها غنية بالمعالم الأثرية التاريخية بسبب تعاقب العديد من الحضارات على أرضها، حيث كانت نقطة إنطلاق للغزوات العثمانية على حدود كرواتيا، كما أنها تقع على ضفاف نهر أونا في شمال غرب البوسنة والهرسك، وتبعد 150 كم فقط عن مدينة زادار في كرواتيا، حيث أنها سكنت من قبل الإيرليون والرومان، فقد وجدت بعض الأثار التي تدل علي وجود الرومان قديماً، هذا في الواقع أعطاها تميزاً كبيراً في الثقافات المتنوعة.

على الرغم من أنها لا تحظى بشهرة كبيرة كباقي المدن إلا أنها أجملها، حيث تحتضن الكثير من الكنوز الخفية الرائعة بالإضافة إلى تميزها بالموقع الاستراتيجي المهم، كما تعد المركز الإداري لكانتون يونا سانا ضمن اتحاد البوسنة والهرسك، وتبلغ مساحتها ما يقارب 900 كيلو متراً مربعاً، ومن أشهر معالمها التاريخية هي قلعة القبطان كابيتانوفا كولا و شلالات شترباتشكي بوك أكبر الشلالات في بيهاتش، وكذلك مسجد فتحية و قلعة أوستروجاتس ومحمية أونا الوطنية وغيرها.

أهم المعالم الأثرية في مدينة بيهاتش:

1- قلعة أوستروجاتس:

هي من المعالم الأثرية التاريخية الهامة في المدينة التي يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر على يد العثمانيين، حيث تم بناءها على تل رائع في منظر خلاب ساحر، كما أنها من أجمل القلاع التي بنيت عندما أسس الأتراك العثمانيون مقاطعة البوسنة العثمانية، ثم تم توسيع القلعة في عام 1900، حيث أنها عند المدخل ستجد برجين للمراقبة وستجد تماثيل حجرية منتشرة في القلعة، وتوجد بها بعض الإصلاحات والترميمات، وأحياناً يقام بها الحفلات والأنشطة الموسيقية المحلية والترفيهية.

2- المسجد القديم:

هو من أكثر المباني التاريخية التي تتميز بالفن المعماري على الطراز القوطي، ومن المباني المقدسة في المدينة الغني بالتاريخ القديم، الذي يعود تاريخ بناءه إلى عام 1266، حيث أنه كان في السابق كنيسة كاثوليكية للقديس أنطونيوس في بادوفا، ثم بعد ذلك تم تحويله إلى مسجد بعد غزو مدينة بيهاتش في عام 1592 من قبل الأتراك العثمانيين وتم تسميته بمسجد فتحية وذلك نسبة إلى الفتح الإسلامي،  وبالفعل فإن التصميم الرائع للمسجد لايزال يحمل الكثير من ميزات الكنيسة القديمة، مع مزيج رائع من الزخارف الإسلامية، وهو الأمر الذي يمكنك اكتشافه عندما تتوجه إلى الداخل.

3- قلاع الغلاف الجوي:

تعد مدينة بيهاتش من المدن المحصنة بالقلاع التي تحاكي تاريخها القديم، حيث تعود التسمية بسبب شموخ القلاع ولأنها تقترب من السحب لذلك أطلق عليها اسم قلاع الغلاف الجوي، من أشهر الحصون فيها قلعة يايتشي، وهي من أرقى الحصون في بيهاتش حيث تطل على العديد من الشلالات التي تقع أمام منطقة القلعة القديمة، تشتهر أيضاً بقلعة كليوتش، وهي أخر قلعة تم استعاداتها بعد سقوط العثمانيين، وتطل على وادي الأونا، كما أن هناك الكثير والكثير من القلاع، والتي تعتبر ثروات هائلة لمحبي الاستكشاف.

4- برج كابيتانوفا:

هو من أقدم المعالم التاريخية في المدينة حيث يعود تاريخ بناءه إلى عام 1205، ويعتبر من الأماكن الجاذبة لمحبي التاريخ والأساطير، كما يطلق عليه اسم برج الكابتن، هذا البرج كان واحد ضمن أربعة أبراج والتي تم تدمير ثلاثة منهم في القرن 13 وبرج الكابتن هو الوحيد الباقي، حيث يقال إن هذا البرج وتحصينات بيهاتش هي التي أنقذت الملك الهنغاري بيلا الرابع من الفرسان التتار، لذلك أعلن الملك بيلا أن بيهاتش مدينة حرة، ولكن عندما جاء المجرين النمساويون إلى المنطقة حولوا برج الكابتن إلى سجن المقاطعة حتى عام 1959، وبعد ذلك تم تحويله إلى متحف يضم العديد من القطع الأثرية من العصر الإيليري والروماني.

5- ضريح تيرب:

هو ضريح عثماني يعود إلى العثمانيين، الذي يتميز بالفن المعماري على الطراز الإسلامي ذو شكل مثمن وتحيط به الأشجار الخضراء والجدران الحجرية القديمة، حيث يقع بالقرب من برج القبطان، ومن هنا نلاحظ أن الكثير من التاريخ القديم في المدينة يعود إلى العثمانيين.

6- قلعة أوستروزاك:

هي من أقدم القلاع في المدينة وأضخمها حيث يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر عندما أسست البوسنة العثمانية من قبل العثمانيين، حيث يقال أنها موجودة منذ سنة 405 قبل الميلاد، وكان يطلق عليها اسم أوريسيو، حيث تقع في الجزء الشمالي من المدينة على ارتفاع 206 متراً، حيث كانت تستخدم لأغراض عسكرية خلال حكم الدولة العثمانية، ثم بعد ذلك تحولت إلى قصر، وذلك بطلب من زوجة والي بيهاتش، حيث لبى رغبتها العيش في قصر رومانسي بدلاً من القلعة أثناء سيطرة الإمبراطورية النمساوية المجرية على المدينة، حتى أصبحت مقراً لها.

في عام 1900 ميلادي تم ترميمها وتوسيعها، حيث جذبت العديد من النحاتين من مختلف أرجاء العالم ووضعوا بصمتهم الخاصة على جدرانها من خلال الروسومات والمنحوتات الرائعة، وفي عام 1967 تم افتتاحها للعامة، كذلك سمح لمواطنيها بإقامة الحفلات الموسيقية المحلية والترفيهية داخلها.


شارك المقالة: