مدينة كلوج نابوكا في رومانيا

اقرأ في هذا المقال


مدينة كلوج نابوكا هي واحدة من المدن التي تقع في دولة رومانيا في قارة أوروبا، وتعد مدينة كلوج نابوكا العاصمة غير الرسمية لترانسيلفانيا ومحورًا مهمًا للحياة الحضرية وتعود بدايات المدينة إلى العصر الروماني مع استمرار التطوير طوال العصور الوسطى والعصر الحديث والمستمر خلال العصر الحالي.

مدينة كلوج نابوكا

مدينة كلوج نابوكا هي مدينة ذات تنوع سكاني وهندسة معمارية رائعة ووفرة من التاريخ، وتعد مدينة ودودة بشكل مثير للدهشة وواحدة من أفضل الوجهات للرحالة الرقميين، إنها ميسورة التكلفة ولديها شبكة إنترنت موثوقة وواسعة الانتشار، بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من الرحلات اليومية المذهلة من المدينة، وتعد أكبر مدينة في منطقة ترانسيلفانيا، حيث تعود أصولها إلى مستوطنة داتشيان (تسمى نابوكا) في القرن الثاني الميلادي بعد الاستيلاء الروماني على داسيا أصبحت مدينة كلوج نابوكا حصنًا رومانيًا “نابوكا” و في 124 بعد الميلاد حصل على رتبة “البلدية”.

تقدمت المدينة بسرعة اجتماعياً واقتصادياً وخلال عهد ماركوس أوريليوس حصلت مدينة كلوج نابوكا على لقب (colonia)، وهو أعلى مكانة حضرية ممكنة في الإمبراطورية الرومانية، ويأتي اسم كلوج من (Castrum Clus) الذي استخدم لأول مرة في القرن الثاني عشر كاسم للقلعة المحيطة بالمدينة، و(Clus) تعني “مغلق” في اللاتينية وتشير إلى التلال التي تحيط بالمدينة، وأعاد التجار الألمان الذين وصلوا إلى هنا في القرن الثاني عشر بناء الجدران الترابية التي تعود إلى العصور الوسطى لكلوس في الحجر بعد غزو التتار عام 1241 ميلادي.

مع واحدة من أكثر الاقتصادات حيوية في البلاد ويبلغ عدد سكانها نحو ما يقارب 330 ألف نسمة تعد مدينة كلوج نابوكا اليوم مركزًا ثقافيًا وتعليميًا نابضًا بالحياة، وتوجد ست جامعات حكومية والعديد من الجامعات الخاصة في المدينة، وتعد المدينة التي بها أعلى نسبة من الطلاب إلى إجمالي عدد السكان في رومانيا.

أهمية مدينة كلوج نابوكا

تعتبر هذه المنطقة واحدة من أبرز المراكز التعليمية والثقافية والتجارية في رومانيا، ومن بين المؤسسات الأخرى تحتوي المدينة على أكبر جامعة في البلاد وهي جامعة (Babes-Bolyai) بحديقتها النباتية الشهيرة والمؤسسات الثقافية ذات الشهرة الوطنية؛ بالإضافة إلى أكبر بنك تجاري مملوك لرومانيا، حيث حددت مجلة “مونوكل” مدينة كلوج نابوكا كواحدة من أفضل خمسة أماكن في العالم بسبب دورها في دائرة الضوء الدولية خلال عام 2008 ميلادي، ووفقًا لمجلة “أسبوع المعلومات” الأمريكية أصبحت مدينة كلوج نابوكا بسرعة تكنوبوليس الرومانية.

تقع مدينة كلوج نابوكا في مقاطعة ترانسيلفانيا التاريخية وتبعد نحو ما يقارب 330 كم شمال غرب مدينة بوخارست، ويقع على ضفة نهر “سومس” حيث اشتق اسم “سومس” من كلمة “ساموس” القديمة، وتقع في المنطقة المتداخلة بين “جبال أبوسيني” وهضبة سومز، وتقع على مسافة قريبة من شمال وجنوب وغرب وشرق ترانسيلفانيا، حيث وُلد هذا المركز الحضري وطور نفسه على أحد أهم محاور الاتصال التي تربط أوروبا الغربية بشرق وجنوب القارة.

المعالم الرئيسية في مدينة كلوج نابوكا

ميدان الاتحاد (Piata Unirii)

تهيمن الكنيسة على الموقع، ويحيط بالكنيسة على الجانب الجنوبي تمثال للفروسية عام 1902ميلادي لحاكم القرن الخامس عشر ماتي كورفين، وفي الزاوية الجنوبية الغربية من الساحة يقف فندق (Continental) الذي بني عام 1895 ميلادي بأسلوب انتقائي يجمع بين عصر النهضة والعناصر الكلاسيكية والباروكية، وخلال الحرب العالمية الثانية كان الفندق بمثابة المقر العسكري الألماني في ترانسيلفانيا، وعبر الميدان يمكن زيارة (Hintz House) التي كانت أول وأطول صيدلية في المدينة وتعود إلى عام (1573-1949) ميلادي وهي الآن موطن لمتحف الصيدلة في مدينة كلوج نابوكا.

كنيسة القديس ميخائيل (بيسيريكا سفانتول ميهايل)

هذه الكنيسة هي واحدة من أجمل المعالم الأثرية القوطية في ترانسيلفانيا، حيث أقيمت كنيسة القديس ميخائيل بين عامي 1350 و1487  ميلادي في موقع كنيسة القديس يعقوب السابقة، ويعد المذبح الذي تم بناؤه حوالي عام 1390 ميلادي أقدم جزء في الكنيسة، والقسم الأحدث هو البرج الذي تم تشييده على الطراز القوطي الجديد في عام 1860 ميلادي، والقبو على شكل نجمة والنوافذ ذات الزجاج الملون والمنحوتات تثير الإعجاب بجمالها وفخامتها، حيث كشفت الترميمات الحديثة عن جداريات في أوائل القرن الخامس عشر.

قصر بانفي (بالاتول بانفي)

تم تصميم قصر بانفي، وهو مقر إقامة سابق للحكام النمساويين المجريين من قبل المهندس المعماري الألماني يوهان إيبرهارد بلومان لحاكم المدينة آنذاك بانفي جيورجي، حيث بني بين عامي 1774 و1775 ميلادي، ويعتبر قصر بانفي المثال الأكثر تمثيلا لترانسيلفانيان-باروك، وفي عام 1951 ميلادي أصبح القصر موطنًا لمتحف كلوج الوطني للفنون.

الكنيسة الإصلاحية الكالفينية

بدأ بناء هذه الكنيسة الرائعة في عام 1486 ميلادي واكتمل حوالي عام 1516 ميلادي مع إضافة منبر في عام 1646 ميلادي، وتعد الكنيسة واحدة من أكبر الكنيسة في جنوب شرق أوروبا مثالًا رائعًا على الطراز المعماري القوطي المتأخر، حيث أنشئ في عام 1373 ميلادي من قبل السيدين مارتن وجورج من كلوج تمثال القديس جورج يقتل التنين، والذي يقف أمام الكنيسة مستوحى من أحد أشهر منحوتات الفروسية في العالم وهو تمثال من القرن الرابع عشر معروضًا في وسط مدينة براغ، وتقام حفلات الأرغن بشكل متكرر في الكنيسة.

كنيسة القديس بطرس وبولس (Biserica Sf. Petru si Pavel)

تم تسمية هذه الكنيسة القوطية على اسم الرسولين بطرس وبولس بين عامي 1844 و1848  ميلادي على أساس كنيسة سابقة، وتم بناء البوابة المهيبة عند المدخل من قبل الكاهن بيرو جوزيف بعد أن ضرب الطاعون الأسود المدينة في عام (1738-1742) ميلادي، ويوجد تمثال للقديس رئيس الملائكة ميخائيل فوق المدخل الرئيسي.

ويحيط به على اليسار يوحنا المعمدان والقديس سيباستيان والقديس تشارلز بورومي، وعلى اليمين القديس يوحنا الإنجيلي وسانت روك وسانت جون نيبوموك، وتم نقل البوابة هنا في عام 1899 ميلادي من موقعها السابق في كنيسة القديس ميخائيل وتم ترميمها مؤخرًا، وتمثال القديسة ماري هو عمل فني باروكي جميل وقيِّم للنحات شينباور أنتال الذي صنعه للقنصل كورنيس أنتال في عام 1744 ميلادي، وتمت إزالة التمثال من موقعه السابق عند مفترق طرق كوجالنيسينو وشارع يونيفيرسيتاتي، ووضعت في الفناء خلف الكنيسة عام 1961 ميلادي.

حصن الخياطين – باستيونول كرويتوريلور

يعود تاريخ (Tailors ‘Bastion) إلى عام 1475 ميلادي وهو أحد المبنيين اللذين كانا في يوم من الأيام جزءًا من المدينة القديمة المحصنة ولا يزالان قائمين، برج رجال الإطفاء هو البرج المدافع الآخر الذي نجا لأكثر من خمسة عقود.

فورتريس هيل (ديلول سيتاتويا)

للحصول على أفضل مناظر للمدينة والمناظر الطبيعية المحيطة بها يمكن للزائر تسلق حوالي 200 قدم فوق (Fortress Hill)، ويشير الاسم إلى قلعة نمساوية تم بناؤها هنا في القرن الثامن عشر لضمان السيطرة على المدينة بدلاً من الدفاع عنها، وكانت القلعة أيضًا بمثابة سجن في بعض الأحيان، وكان هنا ستيفان لودفيج روث بطل (Transylvanian Saxons) تم اعتقاله واتهامه بالخيانة العظمى وتم إعدامه عند البوابة الشمالية في 11 من شهر مايو من عام 1849 ميلادي.

المصدر: كتاب "دراسات في جغرافية المدن" للمؤلف د. أحمد على إسماعيلكتاب "جغرافية المدن" تأليف د. جمال حمدان سنة النشر: 2008كتاب " جغرافية المدن بين الدراسة المنهجية والمعاصرة، سنة النشر: 2016كتاب " جغرافية السياحة" للمؤلف مجيد ملوك السامرائي


شارك المقالة: