مدينة ليوبليانا في سلوفينيا

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن مدينة ليوبليانا:

بدأت ليوبليانا حياتها في القرن الأول الميلادي كمدينة رومانية صغيرة يبلغ عدد سكانها 5000 نسمة، ازدهرت المدينة كمفترق طرق استراتيجي على الطرق التي تربط بانونيا العليا في الجنوب مع المستعمرات الرومانية في نوريكوم وأكويليا في الشمال والغرب، كما لا يزال من الممكن رؤية بقايا الجدران الرومانية القديمة والمساكن والكنائس القديمة في جميع أنحاء ليوبليانا ويتم باستمرار اكتشاف اكتشافات جديدة.

تم ذكر ليوبليانا لأول مرة كتابةً باسم لايباخ عام 1144، وقد تغيرت كثيراً في العصور الوسطى، حيث حدث التغيير الأخير والأكثر أهمية في عام 1335 عندما أصبح آل هابسبورغ حكام المدينة الجدد، وهو المنصب الذي سيحتفظون به دون انقطاع تقريباً حتى نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918.

حوالي عام 2000 قبل الميلاد استقر الناس الذين يعيشون في مساكن الأكوام في مستنقعات ليوبليانا في المنطقة المجاورة مباشرة لليوبليانا، وتعتبر مساكن ما قبل التاريخ وأقدم عجلة خشبية في العالم من بين الإكتشافات الأثرية الأكثر شهرة من المستنقعات، كما عاش هؤلاء سكان البحيرة من خلال الصيد وصيد الأسماك والزراعة البدائية. للإلتفاف حول المستنقعات استخدموا الزوارق المخبأة المصنوعة عن طريق قطع جذوع الأشجار من الداخل. كما تم تصنيف بقاياهم الأثرية في الوقت الحاضر كموقع للتراث العالمي في اليونسكو منذ يونيو 2011.

كما تعد ليوبليانا مركزاً مهماً لإتصالات السكك الحديدية والطرق مع النمسا وكرواتيا والمجر وإيطاليا. وتشمل صناعاتها الأدوية والبتروكيماويات وتجهيز الأغذية والإلكترونيات. كما تشمل المتاحف والمعارض الرائعة العديدة في المدينة المتحف الوطني لسلوفينيا والمتحف السلوفيني للتاريخ الطبيعي والمعرض الوطني ومعرض الفن الحديث. هناك أيضً ًمتاحف أصغر تركز على الهندسة المعمارية والتاريخ المعاصر والإثنوغرافيا ودار الأوبرا والعديد من المسارح.

أبرز المعالم الأثرية في مدينة ليوبليانا:

جسر التنين:

هناك أسطورتان مرتبطتان بجسر التنين الذي بني في عام 1901. الأولى تنص على أن جيسون البطل الأسطوري اليوناني القديم أسس مدينة ليوبليانا بقتل تنين، ويتم تصوير هذا التنين سيئ السمعة الآن في واحدة من أربع أوراق وتماثيل نحاسية تزين الجسر، وتزعم الأسطورة الثانية أن التنانين الأربعة التي سمي الجسر باسمها تهز ذيولها في كل مرة تمر فيها عذراء. جعلت البنية الجميلة للجسر والأساطير المرتبطة به من أهم مناطق الجذب في المدينة.

وهو أشهر جسور المدينة بسبب التنانين الأربعة الشرسة المظهر التي تقع على طرفيه. على غرار شعار المدينة تبدو التنانين الصغيرة شبيهة بالحياة بشكل ملحوظ، وهي مكان شائع جداً لالتقاط صورة أو اثنتين بين السياح. كما يعتبر الجسر من الرموز المهمة في المدينة ومن أجمل الجسور الخرسانية على الطراز الإنقصالي في فيينا.

قلعة ليوبليانا:

هي أبرز المعالم الأثرية في المدينة التي يعود تاريخ بناءها إلى القرن الحادي عشر ويعود تاريخ معظم أجزاءها وتحصيناتها إلى قرون لاحقة، كما تطل على المدينة القديمة ومحاطة بالأشجار الرائعة وتطفو على قمة تل، وتتميز القلعة بالعديد من الأساليب المعمارية المختلفة على مر القرون، وأيضاء وجود اللوحات الجدراية المذهلة وبرج المراقبة الذي يوفر إطلالات رائعة على المدينة، كما تأخذ القلعة الزوار في رحلة عبر الزمن إلى أهم خمس فترات تاريخية في تاريخ ليوبليانا، بالإضافة إلى زنزانة القلعة التي تكشف التاريخ المظلم للقلعة.

الجسر الثلاثي:

تم بناء الجسر الرئيسي التي تشكل جسر ليوبليانا الثلاثي في ​​عام 1842، مع وجود نقش لا يزال مرئياً يحمل تكريساً للأرشيدوق فرانز كارل. كما أضاف جو بليتشنيك الجسرين الأخريين الأصغر في عام 1932 وأزال السور المعدني من الجسر الرئيسي، وزين الجسور الثلاثة بدرابزين ومصابيح حجرية ضخمة. أما التصميم النهائي للجسر الثلاثي هو الآن الجسر الرئيسي الذي يربط بين الجزء القديم من القرون الوسطى من ليوبليانا والجزء الأحدث من وسط المدينة.

نافورة روبا:

في الساحة بجوار دار البلدية تقف نافورة روبا الجميلة. كما تعرف أيضاً باسم ينبوع أنهار كارنيولان الثلاثة، وقد أنشأه النحات الإيطالي فرانشيسكو روبا في عام 1751، في النافورة تمثل تماثيل الآلهة أنهار كارنيولان الثلاثة ليوبليانيكا وسافا وكركا، حيث أن النافورة الأساسية التي تم صناعتها من الحجر الجيري والرخام نقلت من مكانها الأصلي للمحافظة عليها من الدمار المستقبلي، أما الآن يتم عرض نسخة طبق الأصل من نافورة الباروك في الساحة.

كاتدرائية القديس نيكولاس:

تم بناء كاتدرائية القديس نيكولاس عام 1706 وفقاً لتصميمات المهندس المعماري أندريا بوزو، حيث يظهر الطراز الباروكي في الجزء الخارجي من الكنيسة وخاصة في الداخل تجعله اللوحات الجدارية الفخمة والتماثيل واللوحات أمراً لا بد منه للزوار، ومن أكثر الرموز التي تتميز بها وجود القبة ذات اللون الأخضر الرائع، بالإضافة إلى برج الجرس الذي يمكن رؤيته من بعيد، على الرغم من أن العمارة القوطية والطراز الروماني القديم الذي يوجد في نفس المكان منذ عام 1262 على الأقل. ومع ذلك فإن تصميمه الداخلي هو نجم العرض ويضم بعض اللوحات الجدارية المذهلة التي رسمها جوليو كواجليو مع القبة التي رسمها ماتيفز لانغوس، مع وجود الجص والمنحوتات الجميلة التي شوهدت أيضاً إلى جانب المشاهد الملحمية التي تصور تاريخ الكنيسة في سلوفينيا.

المكتبة الوطنية والجامعية:

تأسست المكتبة الوطنية والجامعية عام 1774 بعد أن أقامت في عدة مبانٍ، وانتقلت إلى موقعها الحالي في عام 1941. وهدفها هو جمع وحفظ التراث المكتوب لسلوفينيا، ولهذا الغرض تحتوي على ما يقرب من ثلاثة ملايين كتاب من الكتب السلوفينية وأصل أجنبي. المبنى هو نصب تذكاري آخر أنشأه جو بليتشنيك ويعتبر أحد أفضل أعماله. أما الواجهة المميزة تجمع بين الحجر والطوب من المنازل القديمة المهدمة.

مبنى البلدية:

كمقر لبلدية المدينة تم بناء هذا المبنى الجميل وبرج الساعة المميز في عام 1484، كما تم تجديد مبنى البلدية لاحقاً في القرن الثامن عشر، ويُعد الآن أحد أفضل الأمثلة على العمارة الباروكية في ليوبليانا، حيث يمكن للزوار الإستمتاع بالفناء على الطراز القوطي ومناطق المعارض والعديد من الغرف الرائعة.

كنيسة البشارة الفرنسيسكانية:

تعتبر كنيسة البشارة الفرنسيسكانية بواجهتها الحمراء واحدة من أكثر المعالم السياحية إثارة في ساحة المدينة، كما تم بناء الكنيسة في القرن السابع عشر، على الرغم من أن مظهرها تغير لاحقاً نتيجة لزلزال ليوبليانا في عام 1895، وتم إعادة تصميم الجزء الخارجي للمبنى قليلاً، وتم تكليف الرسام السلوفيني ماتي ستيرنين برسم اللوحات الجدارية الجديدة داخل الكنيسة. بالإضافة إلى جمالها فإن القداس اليومي الذي يقام بعدة لغات أجنبية يجعل الكنيسة تحظى بشعبية خاصة لدى السياح.

نصب بريسيرين التذكاري:

نصب بريسيرين يصور الشاعر الرومانسي السلوفيني الشهير دكتور فرانس بريسيرين مؤلف النشيد الوطني لسلوفينيا، حيث وُضِع تمثال الشاعر في ساحة بريسيرين ويواجه نافذة حبه غير المتبادل جوليا بريميتش. التمثال الذي يبلغ طوله 3.35 متراً مصحوب بموسى جالس على صخرة فوق الشاعر ممسكاً بإكليل من الغار في يدها، وصممه ماكس فابياني وإيفان زاجك، وتم الكشف عن النصب التذكاري في عام 1905.


شارك المقالة: