مدينة مندوزا في الأرجنتين

مدينة مندوزا:

مدينة ميندوزا هي عاصمة مقاطعة ميندوزا الواقعة غرب الأرجنتين، حيث إنها تقع على ارتفاع 2497 قدمًا (761 مترًا) في وادي نهر ميندوزا المروي، وذلك عند سفح سييرا دي لوس باراميلوس، وهو عبارة عن نطاق ثانوي يوجد في جبال الأنديز.

تم تأسيس المدينة ونقلها عدة مرات في ستينيات القرن السادس عشر من قبل الإسبان القادمين من تشيلي، حيث إنه تم نقل السيطرة إلى المنطقة، التي عُرفت آنذاك باسم كويو، وذلك من الإدارة التشيلية الإسبانية إلى نائب الملك الذي تم إنشاؤه حديثًا لريو دي لا بلاتا، والذي يحكم من بوينس آيرس.

كما أنه وفي أثناء الحركة من أجل الاستقلال عن إسبانيا، كانت مندوزا المقر الرئيسي للجنرال خوسيه دي سان مارتين، الذي نظم قوة استكشافية لعبور جبال الأنديز وتحرير تشيلي وذلك في عام 1817. كما يوجد نصب تذكاري لإحياء هذا الحدث، حيث إنه يقع أعلى تل جلوريا، ويطل على المدينة في الغرب.

في عام 1861 دمر الزلزال ميندوزا، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح، حيث تم التخطيط لبناء مدينة جديدة وذلك في عام (1863) مع إنشاء شوارع واسعة تصطف على جانبيها الأشجار وساحات وحدائق عامة بالقرب من الأنقاض، إلى جانب ذلك فقد حفز تدفق المهاجرين، والذين كان أغلبهم من الإيطاليين في أواخر القرن التاسع عشر إلى زيادة التنمية الاقتصادية.

ما لا تعرفه عن مدينة مندوزا:

على الرغم من أن مناخ المدينة جاف، إلا أنه سمح باستخدام الري بالزراعة المحلية للحدائق والبساتين وكروم العنب، كما تم تحويل المياه من نهر مندوزا عبر قناة طبيعية تسمى El Zanjón، والتي تعبر المدينة.

إلى جانب ذلك فقد تعتبر صناعات النبيذ وحفظ الفاكهة والبتروكيماويات مهمة في المدينة وضواحيها العمرانية، حيث تربط خطوط السكك الحديدية والطرق السريعة ميندوزا بالموانئ الرئيسية في الأرجنتين، كما تعمل المدينة كبوابة إلى تشيلي، حيث توجد هناك قاعدة رئيسية للقوات الجوية الأرجنتينية.

كما تحتوي المدينة على العديد من المسارح ومتحف الأنثروبولوجيا والعلوم الطبيعية، إضافةً إلى جامعة كويو الوطنية (1939)، واثنان من الجامعات الخاصة الأخرى.

كما أن مقاطعة مندوزا تمتد من الشرق لتصل إلى قمم جبال الأنديز العالية، والتي تشكل حدودها مع تشيلي، حيث إن هناك جزء كبير من مساحتها تشغلها أقسام قاحلة وشبه قاحلة من سلاسل جبال الأنديز الفرعية والتلال وبيدمونت.

أما عن أعلى قمة في جبال الأنديز (ونصف الكرة الغربي) فهي جبل أكونكاجوا (22،831 قدمًا [6،959 مترًا])، الموجود في الزاوية الشمالية الغربية عند الحدود التشيلية، كما تقع المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان في المقاطعة عند قاعدة كورديليرا، في الشمال، حيث يوفر نهر ميندوزا على وجه الخصوص المياه للري.

طبيعة مدينة مندوزا:

شوارع مدينة مندوزا مظللة من شمس الصيف بمظلة من أشجار الحور والدردار والجميز. تجري المياه على طول أرصفة المشاة، كما أنها تختفي عند التقاطعات، ثم تنفجر من النوافير في حدائق وساحات المدينة البالغ عددها 74 متنزهًا. كما تم بناء العديد من هذه المناطق من قبل الهنود الهواربي، كما تم تحسينها بواسطة الإنكا قبل وقت طويل من تأسيس المدينة في عام 1561 من قبل بيدرو ديل كاستيلو.

ميندوزا هي المدينة الأكثر متعة وجمالاً في البلاد، حيث تأسست المدينة في عام 1561 وسميت على اسم حاكم تشيلي آنذاك؛ جارسيا هورتادو دي ميندوزا، كما أنها تقع في واحدة من أجمل مناطق البلاد؛ الأمر الذي جعل مكانتها وقيمتها الأثرية والمحلية تزداد بشكلٍ كبير.

إلى جانب ذلك فقد تقع ميندوزا على بعد أميال قليلة شرق سفوح جبال الأنديز، كما أنها تمتاز بالمناظر الطبيعية الخلابة، ومناخ معتدل على مدار العام ومصانع نبيذ قريبة، إضافةً إلى وجود ومأكولات شهية وممية، وتقويم ثقافي متنوع تجعلها محطة مفضلة.

ماضي مندوزا الطويل والمتنوع يجعلها وجهة لهواة التاريخ؛ حيث إنها تحتوي على كل من متحف ديل باسادو كويانو ومتحف منطقة فونداسيونال متميزان، وقد تم اختيار المدينة مؤخرًا من قبل ناشيونال جيوغرافيك كواحدة من أفضل عشر وجهات تاريخية في العالم.

ومن هنا انطلق خوسيه دي سان مارتن، الذي يحظى بالاحترام كمحرّر لكل من الأرجنتين وتشيلي، في رحلته الملحمية عبر جبال الأنديز وهزم الإسبان في عام 1817. وبعد عقود ربطت سكة حديد عبر جبال الأنديز الشهيرة بين هاتين الدولتين معًا في ميندوزا، وفي نفس الوقت تقريبًا تم بناء مصانع النبيذ الكبيرة، حيث تم تسويتها في زلزال عام 1861، وأعيد بناء المدينة بسرعة باستخدام شوارع واسعة ومباني منخفضة للتخفيف من أضرار الزلازل المستقبلية، وهي الآن المدينة الرئيسية في المنطقة.