مدينة موستار في البوسنة والهرسك

اقرأ في هذا المقال


نبذه عن مدينة موستار:

مدينة موستار التي تعد مركز الثقافات القديمة التي يعود تاريخها إلى عام 1452 حيث أنها غنية بالمساجد والمباني التاريخية القديمة والمعالم الأثرية، ويطلق عليها اسم مدينة الجسر، كما أنها نموذج جيد للتعايش بين مختلف أعراق البوسنة، هذه المدينة هي الكنز المدفون في أعماق البوسنة والهرسك، حيث هنا عاش القدماء وبنوا تراثاً عظيماً لازال فخراً للأحفاد حتى يومنا هذا، فهي مدينة الثقافة والفن، التي تجمع عشاق التاريخ القديم من كل مكان بالعالم.

مدينة موستار التي تعتبر من أجمل وأكبر المدن حيث تقع في البوسنة والهرسك وبالتحديد هي عاصمة الهرسك، كما أنها تتميز بالجمال الطبيعي والفن المعماري الرائع وتنوع الأماكن الأثرية، حيث أنها تنقسم إلى منطقتين موستار الشرقية و التي يسكنها غالبية من السكان البوشناق المسلمين، أما موستار الغربية وغالبيتها من الكروات الكاثوليك، فهي عبارة عن أحياء جديدة تم تأسيسها في الفترة اليوغسلافية وجلب إليها الكروات من أماكن مختلفة داخل كرواتيا والبوسنة ليسكنوها.

أهم الأماكن التاريخية والأثرية في موستار:

1- ستاري موست:

حيث يعود تاريخ بناءه إلى عام 1566 على يد الدولة العثمانية بأمر من السلطان سليمان القانوني، وهو عباره عن جسر عتيق ومن الرموز البارزة في المدينة وتحت حماية منظمة اليونيسكو، حيث أنه يتميز بالفن المعماري العثماني من حيث النقوش والتصميم الرائع، فقد تم تصميمه على يد أحد تلامذة معمار سنان ويدعى خير الله، فقد أمره السلطان سليمان القانوني بتأسيس هذا الجسر على النهر، لتسهيل الحركة في منطقة البلقان، لكنه اليوم يمثل واحد من أبرز وجهات السياحة في موستار، بل من أبرز الأماكن السياحية في البوسنة والهرسك بشكل عام.

بالإضافة إلى أن الجسر يضم متحف رائع يحتوي على العديد من القطع الأثرية التاريخية ويعرض تاريخ الجسر، كما أنه يعرض معلومات عن عمليات الهدم والإعمار الذي تعرض لها الجسر عبر التاريخ الطويل وهو موجود في الجهة اليسرى من الجسر، أما في الجهة اليمنى للجسر، زوروا معرض صور الحرب للاطلاع على الصور التي التقطت أثناء الحرب التي تم على إثرها تقسيم البوسنة والهرسك.

2- منزل بيشتشيفيتش:

وهو أحد المنازل العثمانية الثلاثة المتبقية في المدينة وهو مكان رائع للحصول على لمحة تاريخية حول الإمبراطورية العثمانية، ويقع بالقرب من مسجد كارادجوز حيث يتوسط المنزل فناء فيه نافورة ماء يحيط بالفناء العديد من الغرف المفروشة بالبسط التقليدية والأثاث التقليدي والأدوات والأواني من الفترة العثمانية.

3- جامع محمد باشا كوسكي:

الذي يعود تاريخ بناءه إلى القرن السابع عشر في عام 1617 أي منذ أربعة قرون، حيث يتميز بالزخارف العثمانية البارزة مثل تلك القبة الرائعة الموجودة في الجامع والمئذنة العريقة والنوافذ الرائعة التي ما زالت تحتفظ بألوانها حتى اليوم، ابدؤوا جولتكم من ساحة المسجد، لتشاهدوا فن بناءه وزخرفته ونوافذه ذات الألوان الزاهية، وكذلك النافورة الموجودة هناك، ويتميز بأنه الجامع الوحيد الذي حافظ على ألوانه الأصلية والنقوش وقبته ونوافذه الملونة، حيث يطل على الجسر القديم ويعد من أروع إطلالات مدينة موستار، ثم ادخلوا إليه وتمتعوا بمشاهدة الفن المعماري العثماني في أبهى صوره.

4- السوق القديم:

هو السوق الذي يتميز بالتصميم على الطراز العثماني الرائع والذي يحاكي التاريخ القديم، حيث الرقي والأناقة والإبداع والتفرد، داخل هذا السوق ستستمتع بجولة مطولة من التسوق، فإن كنت محباً للمنتجات المحلية للدول التي تزورها ستجد ما تبحث عنه داخل السوق القديم، حيث يحتوي على ألاف المنتجات التقليدية البوسنية، ستجد الحُلي التقليدية ذات الصناعة اليدوية المتقنة، كما ستجد مجموعة كبيرة من المشغولات اليدوية، والحقائب الملونة على الطراز المحلي للمدينة، كما ستجد الأواني ذات الزخارف الراقية، ومجموعة متنوعة من الملابس المحلية، حيث يقع السوق على ضفتي نهر الجسر القديم.

5- بلاغاي بلجج:

هو عبارة عن مبنى من الخشب والذي يعكس الهندسة المعمارية العثمانية التي كانت متواجدة في ذلك الوقت، حيث تم بناءه لإستضافة التجمعات الإخوانية الصوفية، ويقع بالقرب من نهر بونا الأخضر المتدفق من جرف كهف مظلم، كما يطلق عليه اسم بيت الدرويش، في هذا المكان العجيب الذي يجتمع به ألاف سياح العالم، سيسحركم مشهد النهر المتدفق ولن تعرفوا من أي مكان تخرج مياهه، متعوا أبصاركم بمشاهدة أفضل منظر بانورامي ساحر.

6- مسجد كاراجوز بك:

هو عبارة عن مسجد يوجد في البلدة القديمة ويعود تاريخه إلى عام 1557 منذ العصور العثمانية، حيث يعتبر من أجمل وأكبر مسجد في المدينة، تم تصميم المسجد على يد المهندس المعماري معمار سنان، الذي يصل ارتفاع مأذنة مسجد كاراجوز بك إلى ١١٧ قدم أي حوالي خمسة و ثلاثين متراً في الهواء، بالإضافة إلى أن قبة هذا المسجد الرئيسية يصل ارتفاعها إلى ٥٤ قدماً أي حوالي ستة عشر متراً، حيث تعرض المسجد إلى أضرار جسيمة خلال قيام الحرب العالمية الثانية وحرب البوسنة، وقد تم الانتهاء من أعمال التجديد في المسجد في أوائل الألفية الثانية.


شارك المقالة: