معبد تودايجي الأثري في اليابان

اقرأ في هذا المقال


“Todaiji Temple” ويسمى بالمعبد الشرقي العظيم، وهو واحد من أشهر المعابد في اليابان وأهميتها تاريخياً، حيث تم تشييده باعتباره المعبد الرئيسي لجميع المعابد البوذية الإقليمية في اليابان، حيث نما بقوة لدرجة أن العاصمة تم نقلها من نارا إلى ناجاوكا في عام 784، من أجل تقليل تأثير المعبد على الشؤون الحكومية.

تاريخ معبد تودايجي

تم بناء معبد تودايجي في عام 752م، وعند اكتمال بنائه في أربعينيات القرن السابع، حيث كان تودايجي أكبر مشروع بناء على الإطلاق على الأراضي اليابانية، حيث يعكس إنشائه الاختلاط المعقد بين البوذية والسياسة في اليابان في وقتٍ مبكر، وعندما أعيد بناؤه في القرن الثاني عشر، كان إيذاناً ببدء حقبة جديدة من “Shoguns” وساعد في تأسيس مدرسة النحت الأكثر شهرة في اليابان، حيث تم بناؤه مرتين ليثير الإعجاب.

إلى جانب ذلك فقد شهدت حرب جينبي الأهلية (1180-85) تدمير عدد لا يحصى من المعابد، حيث انحاز رجال الدين البوذيون إلى جانب في حرب العشائر، وانحاز معبد توداي-جي الرئيسي في اليابان إلى جانب عشيرة ميناموتو المنتصرة في نهاية المطاف، ولكن تم حرقه من قبل عشيرة تايرا التي كانت ستهزم قريباً في عام 1180.

كما صدم تدمير هذا المعبد الموقر اليابان، وفي نهاية الحرب، إذ كانت إعادة بنائه واحدةً من أولى المشاريع التي قام بها Minamoto” Yoritomo”، الذي بصفته الحاكم الجديد، حيث كان حريصاً على تقديم “Minamoto” على أنه المنقذ الوطني، كما ساهمت الطبقة الأرستقراطية والنخبة المحاربة بالأموال وقد تم تعيين الكاهن البوذي شونجوبو تشوجين مسؤولاً عن إعادة الإعمار، وأصبح معبد تودايجي مرةً أخرى أكبر مشروع بناء في اليابان.

المعالم الأثرية في معبد تودايجي

كانت دوافع الإمبراطور شومو مزيجاً من الروحانية والبراغماتية، وذلك في محاولته لتوحيد مختلف العشائر اليابانية تحت حكمه المركزي، حيث شجع شومو على الوحدة الروحية، كما يعتبر معبد تودايجي المعبد الرئيسي لنظام “Kokubun-ji” ويعتبر مركزاً للطقوس الوطنية، حيث جمع بناؤه بين أفضل الحرفيين في اليابان بأحدث تقنيات البناء، وكانت الهندسة المعمارية مثيرة للإعجاب، والتي أظهرت قوة ومكانة وتقوى البيت الإمبراطوري الياباني.

هذا وقد تضمن المعبد المكونات المعتادة للمجمع البوذي، وفي قلبها الرمزي كانت “hondo” الضخمة (القاعة الرئيسية)، والتي تسمى أيضاً قاعة بوذا الكبرى، والتي عند اكتمالها في عام 752، كانت مساحتها 50 متراً في 86 متراً ومدعومة بـ 84 عموداً ضخماً من خشب السرو، وقد احتوت على تمثال بوذا ضخم من البرونز “Daibutsu” تم إنشاؤه بين 743 و 752، بعد ذلك، تمت إضافة باغودتين من تسعة طوابق وقاعة محاضرات وأماكن للرهبان إلى المجمع.

إن التمثال مستوحى من تماثيل مشابهة لبوذا في الصين، وقد أمر بتكليف من الإمبراطور شومو في عام 743، حيث تطلب هذا التمثال الضخم كل النحاس المتاح في اليابان، كما استخدم العمال ما يقدر بـ 163 ألف قدم مكعب من الفحم لإنتاج السبائك المعدنية وتشكيل البرونز، وقد تم الانتهاء منه في عام 749، على الرغم من أن شعر الحلزون المجعد (أحد العلامات الـ 32 لألوهية بوذا) والذي استغرق عامين إضافيين.

وعند اكتماله، حضر البلاط الياباني بأكمله والمسؤولون الحكوميون وكبار الشخصيات البوذية من الصين والهند مراسم “فتح أعين” بوذا، حيث كان ذلك تحت إشراف الإمبراطورة كوكن وحضرها الإمبراطور المتقاعد شومو والإمبراطورة كوميو، كما تم تسجيل راهب هندي يُدعى بوديسينا كرسومات في عيون بوذا، مما يضفي عليها رمزاً الحياة، ويُقال إن الإمبراطور شومو نفسه جلس أمام بوذا العظيم وتعهد بأن يكون خادماً للكنوز الثلاثة للبوذية: بوذا والقانون البوذي والمجتمع الرهباني البوذي، ولم تنج أي صور للحفل، لكن لوحة لفيفة من فترة نارا تصور شخصية صغيرة متواضعة في قاعدة دايبوتسو مما يدل على حضورها المذهل.

كما يقع “Daibutsu” على قاعدة بتلات لوتس برونزية محفورةً بصور لشاكا (بوذا التاريخي، المعروف أيضاً باسم شاكياموني) بوذا والبوديساتفا (كائنات مقدسة)، وأسطح البتلة محفورةً بأشكالٍ سمينة مع صدورٍ منتفخة ووجوه كاملة وستائر ملتفة بأسلوب نموذجي للطبيعة الأنيقة لصور عصر نارا، إلى جانب البتلات والتي هي التذكير الوحيد بالتمثال الأصلي الذي دمرته النيران في القرن الثاني عشر، أما عن تمثال اليوم هو بديل للقرن السابع عشر ولكنه لا يزال شخصيةً محترمة، مع طقوس تنظيف سنوية كل شهر أغسطس.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: