منحوتات الجساسية الأثرية في قطر

اقرأ في هذا المقال


” Al Jassasiya Rock Carvings” وتعتبر إحدى أهم المواقع الأثرية في قطر والتي تعرف باسم “النقوش الصخرية”، حيث تعتبر موقعاً تراثياً مليئاً بالغموض، كما تعد أحد أكثر مواقع نحت الصخور إثارةً للإعجاب في قطر.

اكتشاف منحوتات الجساسية الأثرية

تقع منحوتات الجساسية الأثرية في شمال شرق قطر ويعود تاريخها إلى ما قبل العصر الحجري الحديث أي حوالي 8000 قبل الميلاد، حيث تم اكتشافها عام 1957م وتحتوي على منحوتات مميزة تمتد عبر مساحة بعرض 700 متر، وهي عبارة عن حوالي 900 صورة تمتد على مساحة 700 متراً، فهي تصور الحياة البشرية؛ كآثار الأقدام والورود والحيوانات المهمة مثل: الأسماك والنعام والعقارب، وعشراتٍ من المسافات البادئة الغامضة على شكل كوب، وعادةً ما يكون عمقها من 1 إلى 15 سم فقط ويتم وضعها في صفوف، وقد ترسم هذه المنحوتات خطاً مباشراً لقطر الحديثة، حيث تنتشر صور المراكب الشراعية، وهي نوعاً من القوارب التي لا تزال مستخدمة حتى اليوم.

واليوم المراكب الشراعية هي في الأساس قوارب نزهة أنيقة، ولكن على مر القرون تم استخدامها لنقل البضائع إلى أسواق شبه الجزيرة لصيد الأسماك والسفر، وخاصةً للغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وفي الواقع قد تشير المجاديف الطويلة على المراكب الشراعية الموضحة في المنحوتات الصخرية في الجساسية، إلى أنها تمثل أوانياً قديمة للغوص بحثاً عن اللؤلؤ، حيث كانت هذه المهنة المرهقة جزءاً مهماً من الحياة في الخليج ومساهماً رئيسياً في اقتصاد المنطقة قبل اكتشاف النفط.

أما المنحوتات الأخرى فهي تشبه الحُفر ذات الأحجام المختلفة، والتي غالباً ما تكون متصلة بقنواتٍ تصل إلى منحدر الجبل الذي نحتت فيه، مما يعطي الانطباع أن الحفرة تتحرك نحو البحر، وهذه الحفر الضحلة تعتبر لغزاً كاملاً لكنها غالباً ما توجد حول مجموعات كبيرة من المنحوتات الأخرى.

السياحة في منحوتات الجساسية الأثرية

تعتبر منحوتات الجساسية الأثرية إحدى أهم المواقع الأثرية والسياحية في قطر، وهي محميةً بموجب القانون ومسيجةً بالكامل، حيث يمكن رؤية النقوش الصخرية برفقة مرشد سياحي محلي سيكون لديه الرخصة اللاًزمة لزيارة هذا الموقع التاريخي، كما يمكن القيام بجولة في متاحف قطر، حيث يتيح ذلك الحصول على بطاقة الثقافة في المتاحف للوصول إلى العديد من المواقع الأثرية، بما في ذلك منحوتات الجساسية، من خلال برنامج الأثرية بالمتحف، حيث تضع هذه الجولات الخلفية الثقافية لهذه الأرض الجميلة في منظورٍ تاريخي، وتسلط الضوء على الحضارات القديمة والتاريخ الأثري ومدى أهميتها لتطور قطر.

وعند زيارة منحوتات الجساسية، يجب عدم لمس أو المشي على هذه النقوش الصخرية، وعدم محاولة إزالة أي شيء من هذا الموقع الأثري المهم، حيث سيكون تصور وفهم التاريخ الذي يحيط بقطر هو كل ما نحتاجه لالتقاط هذه اللمحة الغامضة والرائعة إلى حقبةٍ ماضية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: